مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كارتر يرى في قوات البشمركة الكردية نموذجا لقتال تنظيم الدولة الاسلامية

رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني (يمين) مستقبلا وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في اربيل في 24 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

اشاد وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر خلال زيارة الى اقليم كردستان في شمال العراق الجمعة بقوات البشمركة الكردية مؤكدا انها “نموذج” للقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

واشاد المسؤول الذي تقود بلاده منذ آب/اغسطس تحالفا دوليا ضد التنظيم في العراق وسوريا، بنجاح البشمركة مدعومة بضربات جوية للائتلاف، في استعادة مناطق بشمال العراق سقطت بيد التنظيم العام الماضي.

وفي تصريحات امام جنود من التحالف الدولي موجودين في اربيل عاصمة اقليم كردستان لتدريب القوات الكردية على قتال الجهاديين، قال كارتر “نحن نحاول ان نبني قوة على امتداد اراضي العراق ويوما ما في سوريا، قادرة على القيام” بما قامت به البشمركة.

وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء بين كارتر ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اثنى خلاله الوزير الاميركي على “النجاحات الميدانية التي حققتها (القوات الكردية) على الارض بالتنسيق مع الولايات المتحدة والقوة الجوية للائتلاف”، بحسب بيان لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

وحضر عدد من القادة العسكريين الاكراد الاجتماع الذي عقد خلال الزيارة الاولى التي يقوم بها كارتر الى العراق منذ تسلمه مهامه في شباط/فبراير.

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه اثر هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو 2014. وشن التنظيم هجوما متجددا في آب/اغسطس في شمال البلاد واقترب من حدود اقليم كردستان المؤلف من ثلاث محافظات (اربيل، دهوك، والسليمانية).

وشكل هذا التهديد للاقليم احد الاسباب المعلنة لبدء الولايات المتحدة شن ضربات جوية ضد الجهاديين في الشهر نفسه، قبل الاعلان رسميا عن تشكيل الائتلاف الذي بات يضم حاليا نحو 60 دولة غربية وعربية.

ونفذ التحالف آلاف الضربات الجوية في العراق وسوريا، كما يقوم بتدريب القوات الكردية والعراقية على قتال الجهاديين. وادت المعارك بين القوات الكردية والتنظيم الى مقتل 1200 عنصر من قوات البشمركة على الاقل.

واعلنت القيادة المشتركة للتحالف الجمعة شن 19 غارة جوية في العراق الخميس، من بينها عشرة في مناطق مواجهات بين البشمركة والجهاديين.

وسبق لمسؤولي التحالف الدولي ان شددوا مرارا على ضرورة اقتران الضربات الجوية بقوات فاعلة على الارض قادرة على الافادة منها لاستعادة الاراضي التي يسيطر عليها الجهاديون.

وكان كارتر نفسه اعرب في ايار/مايو عن امتعاضه من انسحاب القوات العراقية من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار (غرب) اثر هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية، معتبرا ان سقوط المدينة التي صمدت نحو 18 شهرا امام هجمات التنظيم، كان بسبب عدم وجود “رغبة بالقتال” لدى القوات العراقية.

واكد المسؤول الاميركية الخميس من بغداد استعداد بلاده “للقيام بالمزيد” ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بشرط تأهيل القوات العراقية واثبات جدارتها.

وقال كارتر “نحن مستعدون للقيام بالمزيد (…) اذا ما طور (العراقيون) قوات قادرة ومحفزة قادرة على استعادة الارض والحفاظ عليها”، وذلك خلال لقاء مع جنود اميركيين بشكلون جزءا من نحو 3500 جندي ومستشار عسكري اميركي موجودين في العراق.

وكانت قطعات عدة من الجيش العراقي انهارت في وجه هجوم تنظيم الدولة الاسلامية الصيف الماضي، وانسحب الضباط والجنود من مواقعهم تاركين اسلحتهم الثقيلة صيدا سهلا للجهاديين.

واتت زيارة كارتر الى العراق مع تكثيف القوات العراقية عملياتها العسكرية في الانبار، كبرى محافظات البلاد والمحاذية لسوريا والاردن والسعودية، والتي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة منها.

وتسعى القوات الامنية اضافة الى مسلحين موالين لها، الى فرض طوق حول ابرز مدينتين يسيطر عليهما التنظيم في المحافظة – وهما الرمادي والفلوجة – تمهيدا لشن هجوم بهدف استعادة السيطرة عليهما.

وتترافق العمليات العسكرية في العراق مع تحديات سياسية بين مختلف مكوناته. فالعلاقة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد تشهد في بعض الاحيان تشنجا على خلفيات عدة، لا سيما في ما يتعلق بقضايا النفط وحصة الاقليم من الموازنة والاراضي المتنازع عليها.

ولوح بارزاني الذي سيطرت قواته على مناطق عدة متنازع عليها في شمال البلاد انسحبت منها القوات العراقية، لا سيما مدينة كركوك الغنية بالنفط، بتنظيم استفتاء على حق الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، بنيل الاستقلال.

وشدد كارتر خلال لقائه رئيس الاقليم الجمعة، ان دعم واشنطن للاكراد في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، لن يتخطى الحكومة المركزية في بغداد.

واوضح بيان البنتاغون ان “وزير الدفاع اشار كذلك الى ان الولايات المتحدة ستستمر في العمل الى جانب ومع وعبر حكومة العراق لدعم القوات الكردية في القتال” ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وغادر كارتر العراق الجمعة، مختتما جولة اقليمية زار خلالها اسرائيل والاردن والسعودية.

ووفرت واشنطن كذلك دعما جويا للمقاتلين الاكراد في شمال سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، لا سيما في المعارك التي استمرت اشهرا للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا.

ودخلت تركيا الجمعة بقوة في الحملة العسكرية ضد التنظيم، مع شن مقاتلات تابعة لها غارات هي الاولى لها ضد مواقع له في سوريا، بينما نفذت الشرطة حملة توقيفات “لمكافحة الارهاب” في مختلف انحاء البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية