مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كلينتون تحمل مسؤولية خسارتها في الانتخابات الى تواطؤ بين روسيا واميركيين

المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون في صورة تعود الى 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

ذهبت هيلاري كلينتون الاربعاء أبعد من السابق في تبرير هزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب، مؤكدة ان أميركيين بينهم أعضاء في فريق الرئيس الجمهوري تواطأوا على الأرجح مع الروس في الهجمات الإلكترونية التي استهدفتها.

وخلال مؤتمر تكنولوجي عقد الاربعاء، تناولت المرشحة الديموقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، بإسهاب حملة التضليل الإعلامي والقرصنة التي نسبتها الأجهزة الأميركية إلى روسيا والتي تعرضت حملتها لها خلال الأشهر التي سبقت عملية الاقتراع.

وقالت كلينتون خلال المؤتمر التكنولوجي الذي استضافته رانشو بالوس فيردي في كاليفورنيا ونظمه موقع “ريكود” لأخبار القطاع التكنولوجي إن “الروس برأيي، واستنادا إلى الأشخاص في الاستخبارات ومكافحة التجسس الذين تحدثت إليها، لما كانوا عرفوا كيف يستخدمون هذه المعلومات كأسلحة لو لم يحصلوا على مساعدة من اميركيين”، مشيرة الى سيل المعلومات الكاذبة التي نشرت على الانترنت والى عمليات النشر الاوتوماتيكية لتغريدات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي والى الرسائل الالكترونية التي تمت قرصنتها.

وأشارت خصوصا إلى دور لعبه أشخاص مطلعون على “استطلاعات الرأي والبيانات”.

وردا على سؤال عن الجهة التي كانت توجه الروس اجابت وزيرة الخارجية السابقة “إننا نحصل على معلومات متزايدة عن كل اتصالات بين مسؤولين في حملة ترامب وشركاء لترامب مع الروس قبل الانتخابات وخلالها وبعدها”.

ولما سألتها الصحافية التي كانت تدير الحوار ما اذا كانت تميل الى اتهام ترامب اجابت كلينتون “نعم. نعم اميل الى ترامب. من الصعب ان لا افعل ذلك”.

– مواجهة على تويتر-

رد الرئيس الأميركي على هذه الاتهامات في رسالة على تويتر في وقت متأخر مساء الأربعاء منتقدا منافسته السابقة لعجزها عن تحمل مسؤولية هزيمتها.

وكتب ترامب “هيلاري المحتالة تلقي باللوم الآن على الجميع باستثنائها هي نفسها، وترفض الإقرار بأنها كانت مرشحة سيئة. تتهم فيسبوك وحتى الديموقراطيين واللجنة الوطنية الديموقراطية”.

وهو يشير بذلك إلى تأكيدات كلينتون بأن حملة المعلومات الكاذبة لقيت رواجا على موقع فيسبوك، وبأنها كانت مشلولة لأن الحزب الديموقراطي لم يكن لديه نظام معلوماتي متطور، خلافا للحزب الجمهوري.

لكن كلينتون ردت ساخرة على تويتر مستخدمة كلمة من أحرف غير متجانسة لا معنى لها تضمنتها تغريدة غير مكتملة لترامب قبل ليلة وأثارت تعليقات ونكات من كل انحاء العالم طيلة أكثر من خمس ساعات.

أزيلت الرسالة في وقت مبكر الاربعاء وعلق عليها ترامب ساخرا في تغريدة تالية.

عند سؤال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر حول الكلمة الغامضة، أجاب الصحافيين الذين لم يقتنعوا بكلامه أن ترامب “ومجموعة صغيرة من الاشخاص يعرفون تحديدا ما معناها”، دون إعطاء اي توضيح.

– التحقيق حول دور روسيا في انتخابات 2016 –

وأطلقت عدة لجان تابعة للكونغرس تحقيقات حول تدخلات روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016 وأي تنسيق ممكن مع معاوني حملة ترامب.

وعينت وزارة العدل الاميركية مدعيا عاما خاصا هو المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي” روبرت مولر لترؤس تحقيق منفصل ومستقل.

ورأت كلينتون التي استبعدت الترشح مجددا، أن أكبر دليل على هذا التنسيق جرى قبل شهر من الانتخابات، حين بث موقع ويكيليكز رسائل إلكترونية تمت قرصنتها من بريد رئيس حملتها جون بوديستا، بعد ساعة واحدة من كشف الصحافة الاميركية عن تسجيل فاضح للمليادير الجمهوري.

وقالت “لا بد أنهم كانوا مستعدين لذلك. كانت لديهم حتما خطة، وتلقوا الضوء الأخضر، +حسنا هذه قد تكون نهاية حملة ترامب، انشروها الآن+”، مشددة في الوقت نفسه على انها تعول على التحقيقات التي تجريها السلطات الاميركية حاليا بهذا الخصوص لإلقاء الضوء كاملا على التدخل الروسي.

كذلك نسبت كلينتون هزيمتها إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي الذي أعلن إعادة فتح ملف رسائلها الإلكترونية قبل أيام قليلة من الانتخابات، وهي اتهامات سبق ووجهتها إليه.

وقالت “كشف عن كل ذلك، وبدأت على الفور في التراجع” في استطلاعات الرأي، متفادية الخوض في نقد ذاتي لحملتها.

مع ان هيلاري قالت انها تتحمل “مسؤولية” خسارتها الا انها رفضت التحدث علنا عن الاخطاء التي شابت حملتها.

ورددت “حصلت على ثلاثة ملايين صوت” أكثر من ترامب، غير أنها خسرت الانتخابات بسبب نظام الاقتراع غير المباشر المعتمد في الولايات المتحدة.

ايكو/دص-نات

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية