مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كوريا الشمالية تعلن انها قادرة على صنع رؤوس نووية مصغرة

عرض عسكري في بيونغ يانغ afp_tickers

صعدت كوريا الشمالية تهديداتها النووية بتأكيدها الاربعاء انها قادرة على اطلاق رؤوس نووية مصغرة من صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة في تحذير يستهدف الولايات المتحدة بشكل واضح.

لكن البيت الابيض قال الاربعاء انه لا يعتقد ان كوريا الشمالية قادرة على تصغير السلاح النووي كما تقول بيونغ يانغ. وصرح ناطق باسم مجلس الامن القومي في الرئاسة الاميركية “لا نعتقد انهم قادرون على ذلك”.

ووصفت بيونغ يانغ تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري هذا الاسبوع في سيول “بالمتهورة” والغت في اللحظة الاخيرة دعوتها للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة المجمع الصناعي في كايسونغ الواقع على اراضيها.

وقالت اللجنة الكورية الشمالية للدفاع الوطني في بيان بثته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية “بدانا منذ فترة طويلة بتصغير وتنويع قدراتنا في مجال الضربات النووية”

واضاف البيان “بلغنا مستوى يمكن فيه ضمان اعلى نسبة من الدقة ليس للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى فحسب بل للصواريخ البعيدة المدى ايضا”، مؤكدة “نحن لا نخفي ذلك”.

وانتقدت اللجنة، اعلى هيئة عسكرية في البلاد يترأسها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، الولايات المتحدة لادانتها اعلان بيونغ يانغ قبل اسبوعين نجاحها في اطلاق صاروخ بالستي من غواصة، في انتهاك لقرارات الامم المتحدة.

ويتحدث خبراء وقادة غربيون منذ فترة طويلة عن وجود ترسانة ذرية لدى بيونغ يانغ تقدر بما بين عشر و16 قنبلة ذرية مصنوعة من البلوتونيوم او اليورانيوم المخصب لكن حجمها الكبير يمنع وضعها في رأس صاروخ.

وكانت كوريا الشمالية اجرت ثلاث تجارب ذرية تهدف الى تصغير حجم الشحنات النووية. وفي حال نجحت في وضع رؤوس نووية على صواريخ ونقل هذه الصواريخ بغواصات، فان التهديد الذي تشكله سيزداد بشكل كبير.

الا ان الخبراء يتحفظون في هذا الشأن.

وقال تشو هان بوم المحلل لدى المعهد الكوري الجنوبي للوحدة الوطنية ان “الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بيونغ يانغ تحول دون” تمكنها من تطوير تكنولوجيا معقدة كتلك المستخدمة لتصغير رؤوس حربية. واضاف “اعتقد انه من الصعب تصديق مثل هذه المزاعم”.

وتابع ان كيم جونغ اون الذي يتراس هيئة الدفاع الوطني ربما يعاني من صعوبات في ضبط السلطة العسكرية بعد اعدام وزير الدفاع.

واضاف تشو “لذلك يبدو ان الهدف من الاعلان الاخير من هيئة الدفاع الوطني هو تهدئة الصقور في السلطة العسكرية وضمان ورقة مساومة في المفاوضات مع الدول الاخرى مثل الولايات المتحدة من خلال اثارة اسوا المخاوف حول الصواريخ البعيدة المدى والمزودة برؤوس نووية في الشمال”.

وكان عدد من الخبراء ابدوا شكوكا حول نجاح تجربة اطلاق صاروخ من غواصة، واظهروا الحذر ايضا بعد اعلان تطوير تقنية تصغير الاسلحة النووية.

وقال دانيال بينكستون الباحث الكبير لدى مجموعة الازمات الدولية لوكالة فرانس برس “هناك فوارق بين البيانات الصادرة عنهم وبين الواقع العملاني”.

واضاف بينكستون “قسم من تصريحاتهم قائم على مبالغات وربما موجه الى الجمهور في الداخل والقسم الاخر على الارجح موجه الى الخارج كنوع من الاختبار لمعرفة ما اذا كان بامكانهم اللجوء الى الابتزاز او الاكراه”.

الا ان الاميرال وليام غورتني مسؤول قيادة الامن القومي كان اعلن في نيسان/ابريل الماضي ان كوريا الشمالية لديها قدرة تثبيت راس نووي مصغر على احد صواريخها العابرة من طراز كي ان-08.

كما اشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي الى ان الشمال بلغ مستوى تقنيا “عاليا” يتيح له تصنيع راس نووي حربي.

وياتي بيان هيئة الدفاع الوطني بعد ساعات على اعلان بان كي مون ان بيونغ يانغ الغت زيارته المقررة الى مجمع كايسونغ الصناعي في الشمال دون مبرر.

وكانت الزيارة المقررة الخميس، ستكون الاولى لامين عام للامم المتحدة منذ اكثر من 20 عاما، بعد بطرس بطرس غالي في 1993.

وصرح بان خلال منتدى في سيول “قرار بيونغ يانغ مؤسف جدا… لكنني بصفتي امينا عاما للامم المتحدة فلن ادخر جهدا لحث كوريا الشمالية على العمل مع الاسرة الدولية من اجل السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وخارجها”.

الا ان كيري شن خلال زيارة الى سيول الاثنين هجوما قويا على نظام الشمال الذي وصفه بانه “شائن” وبانه يؤسس حكمه على الاستفزاز والاعدامات “المقززة”.

واضاف كيري ان بيونغ يانغ “تواصل على العكس تطوير اسلحة نووية وصواريخ بالستية والنكث بوعودها واطلاق تهديدات واظهار عدم اكتراث واضح للقوانين الدولية”.

وتعذر الاتصال على الفور بمسؤولين اميركيين للحصول على تعليق حول اعلان كوريا الشمالية.

وكانت هيئة الدفاع الوطني اشارت في السابق الى ان تجربة اطلاق صاروخ بالستي من غواصة “تشكل مرحلة متقدمة في جهودنا لتطوير قوة استراتيجية ضاربة”.

واضافت “على الولايات المتحدة وحلفائها التوقف عن اثارة الضجة حول جهودنا من اجل تعزيز قدراتنا للدفاع الذاتي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية