مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كييف تعلن التصدي لمدرعات اتت من روسيا وموسكو سترسل مساعدات جديدة

جندي اوكراني يجلس على صناديق ذخيرة الى جانب طريق قرب مدينة لوغانسك شرق اوكرانيا في 20 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

اعلنت كييف الاثنين ان قواتها اشتبكت مع رتل من المدرعات دخل الى اراضيها من روسيا في وقت اثارت الاخيرة التوتر مجددا قبل محادثات بين الطرفين عبر اعلانها ارسال قافلة مساعدات جديدة الى شرق اوكرانيا.

ومن المفترض ان يلتقي الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى منذ اشهر يوم الثلاثاء في مينسك مع مسؤولين اوروبيين آخرين في محاولة لتهدئة الاوضاع ووضع حد للازمة.

وقال المتحدث الامني الاوكراني ليونيد ماتيوخين لفرانس برس ان “رتلا من عشرات الدبابات والمدرعات خرق الحدود الاوكرانية” في المنطقة القريبة من مدينة ماريوبول الصناعية الاوكرانية. واضاف ان “حرس الحدود اوقف الرتل… والمعركة مستمرة”، من دون اضافة اي تفاصيل.

ومن جهته نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلك الانباء. وقال “لم اسمع بذلك ولكن تم تداول معلومات مضللة اكثر من اللازم عن اجتياحنا (للاراضي الاوكرانية). ليس هناك اي شك ان بعض الصحف الاجنبية ستنشر تلك الانباء غدا”.

واذا تبينت صحة تلك المعلومات فستشكل تحولا خطيرا في منطقة دونيتسك التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا.

وقال مقاتل انفصالي ان الطريق المؤدية الى ماريوبول، والتي تم فتحها منذ اربعة ايام فقط، اغلقت مجددا جراء المعارك. وتابع بسخرية “بامكانكم ان تحاولوا المرور ان كنتم تملكون 9 حيوات”.

وافاد مراسلون من وكالة فرانس برس ان معارك عنيفة لا زالت مستمرة الاثنين في جنوب دونيتسك حيث سمع دوي انفجارات وتصاعد الدخان من بلدات عدة في الجنوب.

وشرح انفصاليون الاثنين ان دوي الانفجارات الآتي من جنوب دونيتسك ناتج عن اطلاق نار من قبلهم باتجاه منطقة اولينيفكا.

وخلال الاسبوع الماضي تحدث مراسلو فرانس برس عن سقوط مدينة اولينيفكا بيد القوات الحكومية.

وكان قيادي انفصالي اعلن الاحد ان المتمردين شنوا هجوما مضادا في جنوب دونيتسك وتحدث عن مصادرة دبابات ومدافع.

وفيما تدور المعارك على الارض، اعلنت روسيا نيتها ارسال قافلة مساعدات اخرى الى شرق اوكرانيا خلال الايام المقبلة، وذلك بعد ايام من دخول قافلة اولى كانت موضع جدل الى الاراضي الاوكرانية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي “ارسلنا امس (الاحد) مذكرة رسمية الى وزارة الخارجية الاوكرانية اشرنا فيها الى نيتنا ارسال قافلة انسانية جديدة” وتتضمن المذكرة تفاصيل حول محتوى القافلة.

وارسلت روسيا الجمعة قافلة من 230 شاحنة تحمل 1800 طن من المساعدات الى مدينة لوغانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق اوكرانيا، من دون ان يرافقها مراقبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر او الحصول على موافقة كييف.

واتهمت موسكو كييف وقتها بالمماطلة وتاخير مرور القافلة عمدا. ولكن كييف وصفت الخطوة الروسية بـ”الاجتياح المباشر”.

وادانت اوكرانيا والدول الغربية تحرك موسكو الا ان القافلة عادت الى روسيا السبت من دون حوادث.

وتتخوف كييف والدول الغربية من ان يكون هدف القافلة مساعدة الانفصاليين او استخدامها كحجة لتدخل روسي مباشر، فيما تؤكد موسكو انها لا تسعى سوى الى تقديم المساعدة الانسانية.

وفر اكثر من 400 الف شخص من المعارك منذ نيسان/ابريل، ويعيش سكان بعض المناطق من دون مياه او كهرباء منذ اسابيع عدة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي ينظر الى اللقاء المرتقب بين بوروشنكو وبوتين على انه فرصة استثنائية لتهدئة الوضع في شمال اوكرانيا بعد اكثر من اربعة اشهر من المعارك التي اسفرت عن مقتل اكثر من 2200 شخص.

ووعد بوروشنكو بـ”بحث السلام” مع نظيره الروسي ولكنه اصر على انسحاب القوات الموالية للكرملين من الشرق على اعتبار انه الطريقة الوحيدة لانهاء النزاع.

واتهمت كييف روسيا بدعم الانفصاليين بالسلاح في وقت نجحت القوات الحكومية في استعادة الكثير من المناطق في شرق البلاد. اما موسكو فتطالب كييف بوقف عمليتها العسكرية العقابية في الشرق.

وقلل لافروف من احتمالات التوصل الى اعلان مهم خلال محادثات مينسك، وقال ان من شانها “تسهيل تبادل المعلومات حول الوضع في ما يتعلق بالجهود الرامية الى اطلاق العملية السياسية لتهدئة الازمة السياسية”.

وتتضاعف الضغوط الدولية على الطرفين من اجل التنازل بامل انهاء الازمة. ودعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى وقف اطلاق نار ثنائي وتعزيز الرقابة على الحدود خلال زيارتها الى كييف نهاية الاسبوع الماضي.

وقالت في مقابلة في وقت لاحق انها تريد ايجاد طريقة للخروج من الازمة “لا تؤذي روسيا”، خصوصا بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على موسكو.

الى ذلك زاد عرض الانفصاليين الموالين لروسيا للعشرات من اسرى الحرب الاوكرانيين امام الاهالي في دونيتسك من التوتر. ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر الاثنين ان ما حصل ليس مهينا.

واتهم وزير الدفاع الاوكراني فاليري غيليتي الانفصاليين بعدم احترام “قوانين الحرب” والقانون الانساني الدولي. واعتبر ذلك “تحديا ليس فقط للمجتمع الاوكراني وانما للعالم”.

اما لافروف فقال “لقد شاهدت صور العرض، ولم ار فيها شيئا يمكن اعتباره مهينا”. واضاف “اما بخصوص اية معاملة مهينة لاسرى الحرب، فلندع المحامين يتولون امر ذلك”.

وعلى صعيد آخر، اتهم لافروف الدول الغربية واوكرانيا بـ”فقدان الاهتمام” بالتحقيق حول سقوط الطائرة الماليزية ام اتش 17 في شرق اوكرانيا، ودان غياب الشفافية خصوصا لعدم نشر تسجيلات الصندوقين الاسودين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية