مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لولا دا سيلفا ينشط في شمال شرق البرازيل استعدادا لانتخابات العام المقبل

الرئيس البرازيلي الاسبق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لدى التقاط صور مع انصاره لدى افتتاح مباريات رالي في سلفادور باهيا، في 17 آب/اغسطس 2017 afp_tickers

بدأ الرئيس البرازيلي الأسبق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الخميس في سلفادور دو باهيا، جولة في المناطق المحرومة شمال شرق البلاد، لاختبار شعبيته وتغذية طموحاته الرئاسية، على رغم متاعبه مع القضاء.

ولن تجرى الانتخابات الرئاسية إلا في تشرين الاول/اكتوبر 2018، لكن الوقت يداهم لولا دا سيلفا رمز اليسار في اميركا اللاتينية.

ويراهن الرئيس البرازيلي الأسبق الذي يجد نفسه في الحادية والسبعين من عمره على مفترق طرق، على جاذبيته للعودة الى واجهة العمل السياسي. وقد حكم عليه بالسجن حوالى عشر سنوات بتهمة فساد، وأبقي طليقا في انتظار محاكمة الاستئناف.

واكد ظهر الخميس في شريط فيديو نشر على فيسبوك، “ابدأ هذه الرحلة الكبيرة، حتى أرى الأمور عن كثب وأصغي الى الناس”.

وفي ستاد ارينا فونتي نوفا بالسلفادور، الذي استخدم لكأس العالم في 2014، اعطيت اشارة الانطلاق لهذه الرحلة الطويلة عبر الشمال الشرقي.

وقد بدأ اللقاء مساء الخميس بتأخير يفوق الساعتين بانتظار امتلاء المدارج، الامر الذي لم يحصل حيث لم يحضر سوى ثلاثة الاف شخص.

وعندما وصل لولا اخيرا، استقبله الجمع بالهتافات، على وقع قرع الطبول لفرقة ايليه آيي التقليدية.

وتوالى على الكلام سياسيون وممثلون وشخصيات أخرى محلية، فأطالوا انتظار الذين توافدوا خصيصا للاستماع الى خطاب الرئيس الأسبق الذي بدأ في وقت متأخر من المساء.

-إرث اجتماعي-

واخيرا، قال الرئيس الأسبق الذي كان يرتدي قميصا احمر، “في 2018، سنختار شخصا ديموقراطيا ليحكم هذا البلد، ويتعين علينا ان نبدأ الان تنظيم صفوفنا”. واضاف “انا في الحادية والسبعين من عمري، وتحركني رغبة في النضال شبيهة بالرغبة التي كانت تحركني عندما كنت في الثلاثين من عمري. اريد ان اعمل من اجل هذا البلد، ومن اجل ايقاظ ضمير الشعب”.

وحتى لو انه اوضح ان “كثيرا من الوقت ما زال متاحا” قبل ان يقرر من سيكون مرشح حزب العمال للرئاسة، لكن الجموع الحاضرة تعتبر انه هو الذي يتعين انتخابه.

وهذه الجولة التي تستمر ثلاثة اسابيع في 28 مدينة، هي نوع من العودة الى الينابيع في نظر لولا دا سيلفا، المولود في برنامبوك، بوسط هذه المنطقة المعروفة في البرازيل باسم الشمال الشرقي.

وعلى هذه الاراضي القاحلة، عانى من الجوع. حتى انه عمل ايضا ماسح احذية من اجل مساعدة عائلته، قبل ان ينزح في السابعة من عمره الى ساو باولو (جنوب شرق) حيث اشتغل عاملا في مصنع حديد.

والشمال الشرقي هو واحدة من المناطق التي استفادت اكثر من سواها من السياسة الاجتماعية الطموحة للولا دا سيلفا، الذي ساهم خلال ولايتيه (2003-2010) في اخراج عشرات ملايين البرازيليين من مستنقعات البؤس.

لذلك يأمل الرئيس الأسبق خلال جولته في الاستفادة من هذا الإرث. ووضع نصب عينيه هدف “الدفاع عن البرامج الاجتماعية التي نسفتها” كما قال، حكومة الرئيس المحافظ ميشال تامر.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال باولو مورا، الخبير في التسويق السياسي، ان “لولا دا سيلفا مرشح يحتاج الى اتصال مباشر مع الناس، ومصافحة الايدي وتقبيل الاطفال، لترسيخ صورته بأنه زعيم مرسل من السماء”.

وبغضب قالت انطونيا سيلفا سامبايو، المعلمة والناشطة النقابية منذ فترة طويلة، والتي كانت تنتظر بفارغ الصبر خطاب رمز اليسار، ان “لولا دا سيلفا لم ينفصل ابدا عن الشعب. وعندما يبتعد السياسيون عن الشعب، يخدمون مصالح ليست مصالحنا، كما هي حالة البرلمان في هذا الوقت”.

-يتصدر الاستطلاعات-

وحتى لو وصل الى ارض مستعادة، ما زالت رحلة لولا دا سيلفا مزروعة بالعقبات.

فقد ادى قرار قضائي الخميس الى الغاء حفل تسليمه شهادة الدكتوراه الفخرية الذي كان مقررا الجمعة في جامعة محلية انشئت في 2005، إبان ولايته الاولى.

وعندما غادر الحكم في 2010، كان من المستحيل عمليا توجيه اي تهمة الى لولا دا سيلفا الذي بلغت شعبيته 80%. فقد كانت البرازيل آنذاك في ذروة طفرتها الاقتصادية.

لكن الامور تغيرت كثيرا اليوم. فالبلاد تجد صعوبة في الخروج من سنتي كساد متعاقبتين، وقد أقيلت خليفته ديلما روسيف العام الماضي بتهمة التلاعب بالمالية العامة.

وينفي لولا دا سيلفا الذي حكم عليه بالسجن تسع سنوات وستة اشهر في 12 تموز/يوليو، وتستهدفه خمس دعاوى أخرى، كل التهم الموجهة اليه جملة وتفصيلا، ويرى في الامر مؤامرة لمنعه من الترشح الى انتخابات 2018، والتي يتصدر اليوم استطلاعات الرأي المتعلقة بها.

لكن من الضروري التعامل بحذر مع استطلاعات الرأي. فلولا دا سيلفا يثير ايضا رفضا قويا، وقد يتعرض تقدمه للذوبان عندما سيبدأ مرشحون آخرون السباق رسميا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية