مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لويزا اورتيغا، شخصية تشافية تاريخية باتت من ألد اعداء مادورو

النائبة العامة في فنزويلا لويزا اورتيغا المناهضة للرئيس نيكولاس مادورو تتحدث الى الصحافيين في كراكاس في الخامس من آب/اغسطس 2017 afp_tickers

سارعت الجمعية التأسيسية في فنزويلا بعيد انتخابها الى اقالة النائبة العامة لويزا اورتيغا من منصبها، بعد ان اصبحت خلال الاشهر القليلة الماضية ابرز معارضي الرئيس نيكولاس مادورو.

في الحادي والثلاثين من اذار/مارس الماضي سجلت موقفها الاول المميز عندما نددت بقرار المحكمة العليا مصادرة صلاحيات البرلمان، المؤسسة الوحيدة الاساسية في البلاد الخاضعة لسلطة المعارضة، ووصفت هذا الامر بانه “خرق للنظام الدستوري”.

واطلق قرار المحكمة العليا هذا شرارة موجة من الاحتجاجات اوقعت اكثر من 120 قتيلا خلال اربعة اشهر، مع ان هذا القرار الغي بعد 48 ساعة من صدوره.

ومنذ تلك الفترة واصلت النائبة العامة اطلاق السهام باتجاه الرئيس مادورو، فهاجمت انحياز قضاة المحكمة العليا، وانتقدت الجيش الداعم الاساسي للرئيس لمشاركته في قمع المتظاهرين المناهضين للحكومة.

ولم تتورع عن توجيه الانتقادات مباشرة الى الرئيس بعد ان قرر الدعوة الى انتخاب جمعية تأسيسية في الثلاثين من تموز/يوليو الماضي، اعطيت صلاحيات غير محدودة.

والمعروف ان هذه المحامية الشقراء الانيقة البالغة التاسعة والخمسين من العمر تتحدر من ولاية اراغوا في الشمال، وكانت على الدوام يسارية المنحى. وبسبب مواقفها الاخيرة كثيرا ما وصفها انصار مادورو ب”الخائنة”.

وقال زوجها النائب التشافي جرمان فيرير لوكالة فرانس برس “انها سيدة شجاعة وصادقة مستعدة لمواجهة اي نوع من الصعاب دفاعا عن القيم التي تؤمن بها”.

ومواقف اورتيغا كشفت للداخل والخارج ان مادورو، ولو كان يسيطر على المؤسسات في البلاد بشكل شبه كامل منذ انتخابه عام 2013، فانه لا يحظى باجماع داخل المعسكر التشافي نفسه.

ووصف المحلل التشافي نيكمير ايفانس لويزا اورتيغا بانها “تمثل التشافية الديموقراطية بمواجهة الاتجاهات السلطوية للمادورية” نسبة الى مادورو.

-“الانقسامات قائمة” –

سرعان ما تحولت اورتيغا الى صوت التشافيين المناهضين لمادورو. ومطلع حزيران/يونيو استقال الجنرال المتقاعد الكسيس لوبيز من منصبه كسكرتير لمجلس الدفاع تعبيرا عن خلافه مع مادورو. ويعتبر هذا الجنرال من القادة التاريخيين للتيار التشافي.

كما عبر الكثير من الوزراء السابقين والضباط السابقين عن معارضتهم لاصلاح الدستور عبر انتخاب الجمعية التأسيسية.

ومع ان الجيش لا يزال يعلن دعمه للنظام برئاسة مادورو، فان الخبراء لا يستبعدون امكان حصول انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية التي تتمتع بسلطتين سياسية واقتصادية على جانب كبير من الاهمية.

وقالت الخبيرة العسكرية روكيو سان ميغال ان “الانقسامات قائمة وهناك فصائل” داخل الجيش.

واضافت ان “انتخاب الجمعية التأسيسية قدم العذر لاعادة تموضع الذين يعتبرون انفسهم من المدافعين عن التشافية، فتوقفوا عن الدفاع عن مادورو”.

ومما قاله زوج اورتيغا ايضا عنها انها بدأت تفقد ثقتها بالحكومة الاشتراكية عام 2016 حين اعتقل عدد من المعارضين.

ووصف مادورو مرة اورتيغا بانها “الزعيمة الجديدة للمعارضة” واتهمها ب”التطرف وبانها ترغب في الترشح لرئاسة الجمهورية” باسم ائتلاف المعارضة.

وقبل اقصائها من منصبها السبت، اعتبر المحلل فيليكس سيخاس ان اورتيغا يمكن ان تكون “جسرا” بين منتقدي التشافية والمعارضة، وان تعمل على اقامة حوار بين الطرفين توقف منذ العام2016. الا ان الاحتمال تبدد بعد اقصائها من منصبها السبت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية