مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماتيس يقوم بزيارة قصيرة لجيبوتي

وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتي مغادرا الدوحة الاحد 23 نيسان/ابريل 2017 في طريقه الى جيبوتي afp_tickers

وصل وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الاحد الى جيبوتي في زيارة قصيرة لهذا البلد الذي يحتل موقعا استراتيجيا ويستضيف القاعدة العسكرية الاميركية الوحيدة الدائمة في القارة الافريقية، وتبني فيه الصين حاليا منشآت عسكرية خاصة بها.

وتستقبل قاعدة كامب ليمونييه العسكرية نحو اربعة الاف عسكري ومتعاقد اميركي بحسب البنتاغون وتضطلع بدور محوري في دعم العمليات العسكرية في افريقيا وخصوصا في الصومال حيث يساعد العسكريون الاميركيون القوات المحلية في التصدي لمتمردي حركة الشباب الاسلامية المرتبطين بالقاعدة.

وتضطلع هذه القاعدة العسكرية ايضا بدور مهم في دعم العمليات الاميركية في اليمن حيث تقوم طائرات أميركية بدون طيار بانتظام باستهداف قادة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.

وقال مسؤول اميركي في البنتاغون طلب عدم كشف هويته “بالنسبة الى وزارة الدفاع، فإن كامب ليمونييه وشابلي (مدرج يقع على بعد حوالى 10 كيلومترات تستخدمه الطائرات الاميركية من دون طيار) لهما دور لوجستي اساسي”.

ويلتقي ماتيس الاحد رئيس جيبوتي اسماعيل عمر جيله وقائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال توماس فالدهاوسر.

وتبدي واشنطن منذ اشهر قلقها لبناء الصين اول قاعدة للدعم العسكري في الخارج على مقربة من كامب ليمونييه، قادرة على استقبال سفن حربية صينية.

وقال الجنرال الاميركي في آذار/مارس للكونغرس الاميركي انه اعرب لرئيس جيبوتي عن قلقه. وصرح امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي “اعربت عن قلقي (…) حيال ما نرى أن على الصينيين القيام أو عدم القيام به”.

لكن مسؤولا اميركيا آخر في الدفاع قلل هذا الاسبوع من شأن هذه التصريحات.

وقال امام الصحافيين “حاليا لا ارى سببا يمنعنا من التعايش مع الصينيين كما نفعل اليوم مع الفرنسيين واليابانيين” الذين يملكون ايضا قواعد في المستعمرة الفرنسية السابقة.

واوضح ان “الاهمية الاولى لجيبوتي” موقعها الاستراتيجي ومن المنطق ان تستفيد البلاد من ذلك باقامة “شراكات عدة”.

وتقع جيبوتي قرب مضيق باب المندب عند منفذ البحر الاحمر الى المحيط الهندي، وهو ممر استراتيجي للتجارة العالمية.

– استثمارات صينية –

في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 اعلنت الصين نيتها ان تبني في جيبوتي اول قاعدة لها للدعم العسكري في الخارج.

وقالت بكين انها ترغب في دعم الجنود الدوليين في افريقيا وان تكون قادرة على اجلاء رعاياها من القارة في حال نشوب ازمة ودعم انشطتها لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال.

لكن منتقدي الصين يتهمونها بانها تسعى الى ان تشكل في المحيط الهندي مجموعة موانىء لها فيها مصالح مباشرة تشمل اضافة الى جيبوتي، غوادار (باكستان) او بورت سيتي في كولومبو بسريلانكا.

واستثمرت الصين بقوة في جيبوتي حيث مولت قسما كبيرا من المشاريع الكبرى (موانىء وسكك حديد وانابيب نفط وغاز…) التي اطلقها الرئيس غيله.

وفي تشرين الاول/اكتوبر دشنت اثيوبيا رسميا خطا للسكك الحديد بين اديس ابابا وجيبوتي لاعطاء دفع للاقتصاد الاثيوبي وللمبادلات التجارية مع جيبوتي.

وبدأ الحضور الاميركي في جيبوتي بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لدعم عمليات واشنطن ضد القاعدة وطالبان في افغانستان. لكن هذا الانتشار الذي وصف في حينها ب”الموقت” ثبت واتسع ووقعت واشنطن في 2014 عقد ايجار جديدا لمدة 20 سنة.

وثمة منشآت عدة قيد البناء في القاعدة الاميركية التي تبلغ مساحتها حوالى 240 هكتارا وتقع في جوار مدرج الهبوط في مطار جيبوتي الدولي.

وتدفع الولايات المتحدة ايجارا لهذه المنشآت يناهز 65 مليون دولار، بحسب مسؤول عسكري اميركي.

وتنشر فرنسا في جيبوتي التي نالت استقلالها في 1977، نحو 1450 عسكريا بحسب موقع وزارة الدفاع الفرنسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية