مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يسعى الى اتفاق جديد مع ايران وبوتين يريد تطبيق النص الحالي “بحذافيره”

صورة وزعتها الرئاسة الايرانية في 9 نيسان/أبريل 2018 يظهر فيها الرئيس حسن روحاني خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في طهران afp_tickers

دافع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين عن الاتفاق النووي الايراني كل على طريقته، ففي حين تشدد موسكو على “تطبيقه بحذافيره”، تطالب فرنسا بمحادثات للتوصل الى اتفاق جديد موسع قبل 13 يوما من القرار الاميركي بهذا الخصوص.

ومن طائرته في طريقه الى استراليا، اتصل ماكرون ببوتين لاطلاعه على فحوى محادثاته الاسبوع الماضي في الولايات المتحدة مع الرئيس دونالد ترامب، في اتصال يقدمه الكرملين والاليزيه بشكل مختلف قليلا.

ووفقا للكرملين فان “الرئيسين الروسي والفرنسي أعربا عن تأييدهما للابقاء على الاتفاق النووي الموقع في تموز/يوليو 2015 وتطبيقه بحذافيره”.

وقد اعلنت روسيا سابقا انها لا ترى “بديلا” للاتفاق الحالي.

من جهته، يوضح الاليزيه انه رغم اتفاق بوتين وماكرون على “الحفاظ على مكتسبات اتفاق 2015″، فان الرئيس الفرنسي “اشار الى رغبته في امكان اطلاق محادثات، في تشاور وثيق مع روسيا والاعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الامن والقوى الاوروبية والاقليمية، حول مراقبة النشاط النووي بعد عام 2025، والبرنامج الباليستي الايراني، وكذلك الوضع في سوريا واليمن”.

والتفاوض على اتفاق جديد موسع هو الحل الذي اقترحه ماكرون الاسبوع الماضي على ترامب أثناء زيارته لواشنطن. وقد ابدى تشاؤما ازاء بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق الذي تتخلى بموجبه إيران عن صنع اسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

كما أعرب ماكرون عن امله الاثنين في أن “تستطيع روسيا أن تلعب دورا بناء في كل هذه القضايا من أجل تجنب مزيد من التوتر في المنطقة”.

وامام ترامب مهلة حتى 12 ايار/مايو المقبل لاتخاذ قراره بشأن مستقبل الاتفاق النووي وهو يطالب بتعديلات يقول الاتحاد الاوروبي انها يمكن ان تشكل مخالفة قانونية للاتفاق.

وكان مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون قال الاحد ان الرئيس لم يقرر بعد ما اذا كان سيلغي الاتفاق، مضيفا انه سيدرس اقتراح نظيره الفرنسي اطلاق مفاوضات للتوصل الى اتفاق موسع جديد.

وكان ماكرون الذي زار الولايات المتحدة مطلع الاسبوع الماضي اقترح على ترامب الحفاظ على الاتفاق الاصلي الذي سيصبح اولى “الركائز الاربع” لاتفاق مستقبلي.

و”الركائز” الاخرى تتعلق بما بعد العام 2025 عندما سينتهي العمل ببعض البنود المتعلقة بالانشطة النووية وايضا الصواريخ البالستية المثيرة للجدل التي تملكها طهران ودورها في المنطقة “الذي يزعزع الاستقرار”.

وينص الاتفاق النووي الذي وقع بين طهران والدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) في تموز/يوليو 2015 على ان تعلق طهران برنامجها النووي حتى العام 2025.

والجمعة خلال زيارة الى واشنطن، ناشدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الحفاظ على الاتفاق لكنها حاولت ايضا اقناع الرئيس الاميركي بان النص هو احد مكونات مفاوضات ضرورية اكثر شمولية حول الطموحات الاقليمية للجمهورية الاسلامية.

وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اكد الاحد ان “مستقبل الاتفاق النووي عقب العام 2025 تحدده القرارات الدولية وان ايران لا تقبل اية قيود خارج تعهداتها”، مضيفا ان “الاتفاق النووي واية قضية اخرى بهذه الذريعة غير قابلة للتفاوض مطلقا”.

واعلنت الرئاسة الفرنسية انه “في ضوء الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية الى روسيا يومي 24 و 25 ايار/مايو، اتفق الرئيسان على تسريع الاتصالات بين فريقيهما من اجل تحقيق تقدم ملموس خصوصا فيما يتعلق بالازمة السورية”.

وقام ماكرون بنشر فيديو على تويتر من طائرته يظهره اثناء اتصاله بالرئيس الروسي قائلا “مرحبا فلاديمير، كيف حالك؟ شكرا لك على قبول هذه المكالمة الهاتفية اردت ان اتحدث معك لتوضيح نقطة صغيرة لك…”، قبل انقطاع بث الفيديو.

باللغتين الفرنسية والروسية، كتب ماكرون في هذه التغريدة “انا على الهاتف مع فلاديمير بوتين لنقاش جديد معا. يجب على ايران الا تمتلك اسلحة نووية مطلقا. استقرار المنطقة والامن الدولي متوقفين على ذلك. نحن نعمل على ذلك، كما يجب علينا العمل من أجل سلام عادل في سوريا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية