مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون “الاوروبي” سيتسلم جائزة مرموقة من ميركل

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى استقباله المستشارة انغيلا ميركل بقصر الاليزيه في 16 آذار/مارس 2018. afp_tickers

يلتقي ايمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل الخميس في منطقة آخن في ألمانيا حيث ستقوم المستشارة الالمانية بتسليم الرئيس الفرنسي جائزة شارلمان المرموقة تقديرا ل”رؤيته القوية لاوروبا جديدة”، مشروعه الطموح الذي لا يزال متعثرا.

وتمنح هذه الزيارة الى عاصمة الامبراطور شارلمان التي تستمر 24 ساعة، من مساء الاربعاء حتى الخميس، الفرصة لماكرون لتحسين صورته كأوروبي واثق، التي بنى عليها انتصاره في الانتخابات الرئاسة منذ عام.

وستسلم المستشارة جائزة شارلمان 2018 صباح الخميس الى الرئيس الشاب، بعد ثلاثة أسابيع فقط على لقائهما في اطار زيارة ماكرون برلين.

وعلق الرئيس الفرنسي عند اعلان منحه الجائزة في كانون الأول/ديسمبر “شكرا على هذا التكريم. أوروبا تستحق أن ندافع عنها وان نعيد تأسيسها”.

وماكرون هو الرئيس الفرنسي الثاني بعد فرانسوا ميتران عام 1988، الذي ينال هذه الجائزة التي تُمنح الى شخصية لـ”مساهمتها في الوحدة الاوروبية”.

وقد حازت ميركل هذه الجائزة عام 2008 والبابا فرنسيس عام 2016 وفي السابق الفرنسيان سيمون فيل وجاك ديلور.

ويقام الحفل كل سنة في فندق مدينة آخن.

وسيلقي ماكرون الذي ترافقه زوجته بريجيت، خطابه الاوروبي الرابع بعد خطابات ألقاها في أثينا وفي جامعة السوربون في باريس ومؤخرا في البرلمان الاوروبي، طبعت عامه الرئاسي الأول.

وأشار قصر الاليزيه إلى أن الخطاب يتمحور حول “الحلم والمثال الاوروبي” في أفق “2030/2050″، لأن الهدف “عدم تكرار الرسائل التي ذُكرت سابقا”، خصوصا في جامعة السوربون حيث كشف ماكرون عن 80 نقطة “لاعادة تأسيس أوروبا” في أيلول/سبتمبر.

– خلافات –

بعد ثمانية أشهر، يبدو عدد الخلافات أقل، خصوصا بسبب شلل الثنائي الفرنسي الألماني المرتبط بالمفاوضات الطويلة في ألمانيا من أجل تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر.

وأكدت ميركل التي خرجت ضعيفة بعد هذه الأزمة، ثقتها في ايجاد حلول مع ماكرون قبل القمة الأوروبية المقبلة في 28 و29 حزيران/يونيو في بروكسل. وقالت فرنسا وألمانيا تتوصلان “دائما الى حلول مشتركة” رغم الخلافات بينهما.

وتواجه برلين وباريس صعوبات للتقدم في عدد من المسائل، بينها تلك التي تُعتبر الأكثر الحاحاً مثل الاتحاد المصرفي واصلاح الآلية الاوروبية للاستقرار، ومهمتها مساعدة الدول التي لديها صعوبات كبيرة في منطقة اليورو.

ويأمل ماكرون في وضع ميزانية لمنطقة اليورو، الأمر الذي يثير مخاوف ألمانيا.

في هذا الاطار، يفضل الاليزيه تسليط الضوء على الملفات التي حققت تقدما في الاشهر الاخيرة مثل العمال الذين يسمح لهم بنقل وظائفهم ضمن دول الاتحاد، تنسيق الضرائب، تمويل الدفاع وسيطرة أكبر على تدفق المهاجرين.

وتتابع باريس من كثب النقاش السياسي في ألمانيا، الحاد في بعض الأحيان بشأن الاقتراحات الفرنسية. ويقول الاليزيه ان “الحساسيات لن تختفي” لكن “نحن نناقش مع المستشارية اسس تعهدات” لتعزيز العمل الاوروبي اتُخذت عند تشكيل الحكومة.

في المقابل، تشير الرئاسة الفرنسية إلى “العمل” الذي قامت به منذ عام، لاسيما خفض العجز المالي الى ما دون 3% والاصلاحات الهيكلية التي “لا احد ينكرها في أوروبا”.

وبعد ظهر الخميس، سيقوم ماكرون بأحد أنشطته المفضلة في الخارج: النقاش مع الشباب. سيتحدث عن أوروبا مع ألف طالب من آخن، إحدى المدن “الأكثر تأييدا لأوروبا” في ألمانيا كونها تبعد بضعة كيلومترات من الحدود مع بلجيكا وهولندا.

وهذه الزيارة ستمنح ماكرون أيضا فرصة لمناقشة الملف الاوكراني مع ميركل بحضور نظيره الاوكراني بيترو بوروشينكو، قبل 15 يوما من زيارته روسيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية