مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماليزيا تزيل قبورا جماعية وتايلاند تبحث عن المهاجرين العالقين في البحر

فريق متخصص في الشرطة الماليزية ينتشل رفات من قبور جماعية في غابة في ولاية برليس شمال البلاد في 26 ايار/مايو 2015 afp_tickers

بدأت الشرطة الماليزية الثلاثاء بازالة عشرات المقابر الجماعية في مخيمات يعتقد انها كانت تضم مئات المهاجرين السريين، فيما تقوم الطائرات التايلاندية بالبحث عن الاف المهاجرين الذين يعتقد انهم تائهون في بحر اندامان.

وتقول الشرطة الماليزية انها عثرت على 139 مقبرة جماعية و28 معسكرا خاليا يعتقد انها كانت تضم مئات المهاجرين السريين قرب الحدود التايلاندية، في دليل جديد على الواقع المظلم لتهريب البشر بجنوب شرق اسيا.

وتقدر الامم المتحدة بان الفي شخص لا يزالون تائهين في البحر مع اقتراب موسم الامطار. كما نجح اكثر من 3500 شخص على متن قوارب في بلوغ شواطئ اندونيسيا وتايلاند وماليزيا في الاسبوعين الماضيين.

ودعا الاسقف الجنوب افريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو الثلاثاء الى ربط المساعدات الدولية التي تقدم لبورما بمحنة اقلية الروهينغا المسلمين الذين فروا من بورما باعداد كبيرة بسبب اضطهادهم.

وقال في مؤتمر في اوسلو “علينا مسؤولية (…) تبني موقف موحد يجعل المساعدات المالية التنموية لبورما مشروط بمنح الروهينغا المواطنة والجنسية والحقوق الاساسية”.

وتعتبر بورما اقلية الروهينغا الذين يعدون 1,3 مليون شخص مهاجرين بنغلاديشيين غير شرعيين، وترفض منح معظمهم الجنسية.

ويعتزم قوميون بوذيون القيام بمسيرة الاربعاء في رانغون احتجاجا على الضغوط الدولية المتعلقة بمنح بلادهم المساعدات.

وسلطت الاضواء الثلاثاء على مصير العديد من الاشخاص الذين اضطروا الى الهجرة، في احد معسكرات التهريب النائية شمال ماليزيا الثلاثاء، عندما شاهد المراسلون الشرطة تنبش قبرا وتسحب منه جثة بدا انها ملفوفة بكفن على الطريقة الاسلامية.

وصرح المسؤول في الشرطة المحلية محمد بهار الياس “عثرنا على 37 قبرا (في معسكر واحد) ولكننا لم نخرج سوى جثة واحدة حتى الان”.

ويبدو انه تمت ازالة جميع الادلة التي تشير الى ما حدث في ذلك المعسكر الجبلي، ولكن على الارض شوهد الفك السفلي لوجه بشري لا يزال يحتفظ بعدد من الاسنان.

وكانت تايلاند وبعد العثور على المقابر الجماعية مطلع ايار/مايو قررت التشدد في مكافحة تهريب البشر مما ادى الى عرقلة شبكات التهريب هذه التي تنقل المهاجرين من بنغلادش وبورما الى تايلاند وبرا الى ماليزيا.

الا ان هذه الحملة ادت الى ترك قوارب مكتظة بمئات المهاجرين الجائعين في عرض البحر، رغم موافقة ماليزيا واندونيسيا مؤخرا على السماح للسفن بالرسو بامان عقب ضجة دولية.

وذكرت الشرطة الماليزية انه لا يزال من غير الواضح عدد الجثث التي دفنت في مناطق يصعب الوصول اليها في الغابة الجبلية على بعد امتار قليلة من تايلاند.

الا ان ما تم العثور عليه من مخيمات وقبور جماعية يدل على وجود مجموعة اكبر من هذه المعسكرات والقبور في تايلاند.

وقبل اكتشاف القبور نفى مسؤولون حكوميون وجود مثل هذه القبور على الاراضي الماليزية.

الا ان وزير الداخلية زاهد حميدي قال الثلاثاء ان الحكومة تشتبه الان في تورط مهربي البشر وضباط الشرطة.

واضاف “تحقيقاتنا تظهر انهم يتواطؤون مع بعضهم البعض ليس فقط محليا، ولكن من خلال روابط دولية تشمل تايلاند وبنغلادش وبورما”، بحسب ما نقل عنه موقع “انسايدر” الاخباري الماليزي.

وروى قرويون لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا مرارا مهاجرين من الروهينغا او من البنغلاديشيين يتسولون الطعام والماء في المنطقة في الاسابيع التي سبقت الازمة.

وغطت جروح اجسام البعض وكانت ارجلهم مدماة لعبورهم الحدود سيرا على الاقدام.

واضافة الى اندونيسيا وتايلاند، تتهم ماليزيا كذلك بعدم القيام بما يكفي لمنع الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر التي تعرض الفقراء لمخاطر الاستغلال والابتزاز والموت.

ويعتقد ان الاف المهاجرين لا يزالون عالقين في خليج البنغال وبحر اندامان بعد حملة القمع الاخيرة في جنوب تايلاند التي دفعت بالمهربين الى التخلي عن سفنهم والاختباء في المياه الدولية.

وذكرت تايلاند الثلاثاء انها بدات مهمات جوية للبحث عن قوارب المهاجرين العالقة في بحر اندامان بعد ان واجهت انتقادات بان دول المنطقة لا تقوم بالبحث عن تلك السفن بشكل فعال.

واكدت الولايات المتحدة ان طائراتها بدأت في التحليق قبالة ساحل ماليزيا الغربي وعرضت تحليق مزيد من طائراتها فوق خليج البنغال.

ويقول نشطاء ان تجارة البشر تزدهر بمساعدة مسؤولين ماليزيين وتايلانديين على الارجح.

وتستضيف تايلاند الجمعة اجتماعا اقليمية لمعالجة الازمة.

واطلقت منظمة الهجرة الدولية الثلاثاء نداء لجمع 26 مليون دولار لمساعدة المهاجرين في جنوب شرق اسيا.

وقال جيف لابوفيتش رئيس بعثة المنظمة في تايلاند “لا شك في ان هؤلاء الناس يعانون من ظروف لا يمكن تخيلها ولفترات طويلة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية