مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مباراة جديدة الاحد قد تليها مواجهات بعد اعمال عنف بين مشجعي كرة القدم في مرسيليا

القبض على احد مثيري الشغب في مرسيليا 11 يونيو 2016 afp_tickers

بعد المواجهات بين مشجعي منتخبي روسيا وانكلترا في مرسيليا جنوب فرنسا في الملعب وفي وسط المدينة، تشهد باريس الاحد مباراة بين تركيا وكرواتيا يحتمل ان تليها مواجهات.

وادت المواجهات الى جرح 31 شخصا بينهم اربعة من بريطانيا اصاباتهم “خطيرة”. وكان احدهم بين الحياة والموت لكن شرطة باريس ذكرت ان وضعه بات “مستقرا” على غرار جريح ثان، بينما يخضع ثالث لعملية جراحية وغادر الرابع المستشفى.

وذكرت مصادر متطابقة ان عشرة اشخاص بينهم انكليز ونمسوي والماني وفرنسيين وروس ما زالوا موقوفين الاحد في مرسيليا. وقالت نيابة المدينة ان بعضهم ارسلوا ليمثلوا امام القضاء فورا بينما تجري تحقيقات في تصرفات آخرين لوقائع اكثر خطورة.

واعلنت الناطقة باسم الشرطة جوهانا بريمفير لوكالة فرانس برس “تم تعزيز التوجيهات بالتزام الحذر” قبل المباراة بين تركيا وكرواتيا التي ستجرى في باريس، بنشر اكثر من 1500 شرطي.

وحددت صحيفة ذي صن البريطانية الشعبية المذنبين بشكل واضح الاحد، معتبرة انهم “مثيري الشغب والرعاع الروس” الذين كان بعضهم مسلحا بسكاكين. واشارت صحيفة بيلد ايضا الى ان الحوادث داخل الملعب. وعنونت الصحيفة الشعبية الالمانية “مثيرو الشغب الروس يهاجمون المشجعين الانكليز”.

اما صحيفة الغارديان (يسار الوسط) البريطانية فلم تحدد اي جهة مسؤولة. لكنها رأت في هذه المواجهات الجديدة مشجعين “يحملون جينة كرة القدم الانكليزية في حمضهم النووي”.

– “عار على كأس اوروبا” –

كتبت صحيفة ماركا الرياضية الاسبانية انه “عار على كأس اوروبا”. اما صحيفة آ اس الرياضية الاسبانية ايضا فكتبت ان “وحشية مثيري الشغب عادت الى اوروبا”. وعنونت صحيفة لاربوبليكا الايطالية “جنون مثيري الشغب في كأس اوروبا: معركة في مرفأ مرسيليا”.

وعنونت صحيفة “ليكيب” الرياضية الفرنسية “العار” وتحدثت عن “حرب شوارع” في المدينة، معتبرة ان ان “الخوف بات يهيمن على كأس اوروبا لكرة القدم”. اما صحيفة لوباريزيان/اوجوردوي فعنونت “فرنسا في مواجهة مثيري الشغب” بعد “اعمال العنف الغريبة” التي عرضت على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.

وعبرت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” عن القلق نفسه وقالت “مثيرو الشغب يفرضون انفسهم في كأس اوروبا لكرة القدم”.

وعادت الذكريات السيئة المرتبطة بمثيري الشغب الى الصحف البريطانية ايضا، وعنونت صحيفة “مايل اون صنداي” على صفحتها الاولى “عودة الى السنوات السوداء”.

وعبرت صحيفة “صنداي تلغراف” ايضا عن شعورها “بالعار” وحملت بعنف على “المشجعين الذين يثيرون اعمال الشغب”.

وفي اوج الاحتفالات بعيد الميلاد التسعين لملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، عدلت صحيفة “صنداي ميرور” الاحد عبارة “بالفرح والمجد” التي ترد في النشيد الوطني البريطاني لتعنون “بالفرح.. والعار”، مدينة بذلك الموقف “المشين” لمشجعي المنتخب الانكليزي.

– “لا فشل” –

حول اعمال العنف التي جرت السبت، قال رئيس الادارة الوطنية لمكافحة اعمال الشغب انطوان بوتونيه لوكالة فرانس برس انه “ليس هناك فشل اذ ان التدخل السريع والفعال لقوات النظام سمح بتطويق الاحداث”.

وقال مصدر في الشرطة التي حشدت 1200 رجل امن انه حوالى الساعة 15,30 بتوقيت غرينتش من السبت اي قبل ثلاث ساعات من المباراة بين روسيا وانكلترا اصيب مشجع انكليزي “بضربات قضيب حديد على ما يبدو، على رأسه”. وقال المسؤول في الشرطة لوران نونيز ان حياته في خطر.

وحوالى الساعة 00,30 ت غ اندلعت حوادث جديدة في المرفأ القديم حيث تدفق شبان من المدينة ومشجعون انكليز وروس بعد المباراة التي انتهت بتعادل المنتخبين.

وطغت هذه الانباء على نتائج المباراتين الاخريين الاولى بين سويسرا والبانيا (1-0) والثانية بين ويلز وسلوفاكيا (2-1).

واطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع مرات عدة وخصوصا ليتاح لآخر الحانات المفتوحة اغلاق ابوابها ثم حول حي لاكانبيير حيث قامت الشرطة بمطاردة شبان، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.

من جهة اخرى، قال الناطق باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيار هنري برانديه ان “كثيرين من الذين شاركوا” في المواجهات “لم تبلغنا بحضورهم اجهزة الشرطة الاجنبية”.

واضاف “من ارتكبوا اعمال العنف لم يكونوا معروفين على ما يبدو من اجهزة الامن في بلدانهم لذلك لم تتمكن فرنسا من منعهم من دخول اراضيها”، مشيرا الى ان تناول المشروبات الكحولية بكثر مساء السبت ادى الى ما يصفه علماء الاجتماع بانه “اعمال شغب ظرفية”.

وشهد الملعب اعمال عنف ايضا. ففي نهاية المباراة بين روسيا وانكلترا دارت مواجهات بين مشجعي المنتخبين بعد هجوم للروس الذين سيستضيفون مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2018، ضد الانكليز.

ولم تكن هذه الحوادث بدرجة العنف نفسها التي شهدتها المدينة قبل ساعات، لكن كان لصورها وقع سيئ داخل الستاد.

واكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في بيان ان اجهزته “مستعدة تماما لهذا الخطر (…) مثل التهديدات الاخرى وخصوصا الارهابية منها”.

وقرر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الاحد فتح تحقيق ضد روسيا بعد احداث الشغب.

وكان الاتحاد المسؤول عن مباريات كأس اوروبا 2016 قال انه “يدين بشدة اعمال العنف” في مرسيليا التي ارتكبها “اشخاص لا علاقة لهم بكرة القدم”.

وكان الاتحاد هدد العام 2000 بمعاقبة انكلترا وفي 2012 بمعاقبة روسيا بعد اعمال عنف قام بها مشجعون من البلدين.

والى جانب المباراة بين تركيا وكرواتيا، تلتقي المانيا واوكرانيا في مدينة ليل (19,00 ت غ) وقبلها بولندا وايرلندا الشمالية في نيس (16,00 ت غ).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية