مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجلس الامن الدولي يفشل في معالجة الازمة في غزة

شاب فلسطيني يلقي الحجارة خلال احتجاجات ومواجهات مع القوات الاسرائيلية في 15 ايار/مايو 2018 على الحدود بين غزة واسرائيل afp_tickers

عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء بعد مقتل العشرات في المنطقة الحدودية من قطاع غزة فيما أعدت الكويت مشروع قرار يهدف الى تامين “حماية دولية” للمدنيين الفلسطينيين وانبرت الولايات المتحدة للدفاع عن اسرائيل مؤكدة انها مارست “ضبط النفس”.

وعقدت الجلسة اثر مقتل نحو 60 فلسطينيا بايدي الجيش الاسرائيلي الاثنين في يوم هو الاكثر دموية في غزة منذ 2014.

واعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن انها ستعمم مشروع قرار “يؤمن حماية دولية للمدنيين” الفلسطينيين ، كما اعلن سفيرها لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي دون مزيد من التفاصيل.

وبدأ اجتماع مجلس الامن بدقيقة صمت احتراما لذكرى القتلى. وانتهت بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأمم المتحدة إلى “تحقيق مستقل وشفاف”؛ ثم ثماني دول أوروبية (هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا) تقرأ بصوت مرتفع بيانا يطالب اسرائيل ب “ضبط النفس” و “احترام الحق في التظاهر”.

ومنذ كانون الاول/ديسمبر، بعد اعلان نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بدت الولايات المتحدة معزولة على الساحة الدولية في مسالة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف الذي كان يتحدث إلى المجلس عبر اتصال بالفيديو من القدس “يجب ان يتوقف العنف”. واضاف “يجب التحقيق في جميع الحوادث بشكل كامل”.

اما المندوبة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، فأكدت ان “إسرائيل مارست ضبط النفس” خلال الأحداث التي وقعت الاثنين.

وقالت الدبلوماسية الاميركية “لا يوجد اي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل … في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير الى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس”.

واضافت ان “منظمة حماس الارهابية تحرض على العنف منذ سنين قبل ان تقرر الولايات المتحدة نقل سفارتها بوقت طويل … لا شك ان حماس مسرورة من نتائج ما حدث بالامس”.

-المأزق-

وتابعت هايلي ان “الولايات المتحدة تاسف للوفيات لكن هناك الكثير من أعمال العنف في المنطقة”، وأعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن الدولي لا يتحدث بما فيه الكفاية عن تورط إيران في سوريا واليمن.

وعلى العكس قال نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر إن الرد الإسرائيلي كان “غير متناسب وغير ملائم”. وقال “ندعو السلطات الاسرائيلية الى التروي”.

لكن هايلي اعتبرت ان حماس تشجع على العنف ورات انه لا توجد صلة بين تدشين السفارة الاميركية في القدس والاحتجاجات الفلسطينية.

ودعت الى “عدم استباق المفاوضات المستقبلية” في الوقت الذي لا تزال فيه عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية في طريق مسدود.

من جهته، قال مندوب السويد ان “الوقت حان لاعادة إطلاق هذه العملية”، في انسجام مع عدة بلدان بينها البيرو وبوليفيا أدانت العنف ضد الفلسطينيين.

بدورها، دعت الصين إلى “تحقيق مستقل وشفاف” في أحداث الاثنين.

وطلب السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور “وقف هذه المجزرة ضد الشعب الفلسطيني” وقال “لا تخيبوا آمال الفلسطينيين” معبرا عن الاسف ازاء “الشلل” الذي يعتري مجلس الامن.

ورد سفير اسرائيل لدى المنظمة الدولية دان دانون قائلا “منذ شهر، تواجه إسرائيل أعمال شغب وليس تظاهرات أو احتجاجات” هدفها عبور الحدود من أجل “قتل الإسرائيليين”.

واتهم الدبلوماسي الذي كان يتحدث بينما غادرت هايلي القاعة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بتشجيع العنف.

ووقعت الاحداث تزامنا مع افتتاح السفارة الاميركية الجديدة في القدس بعد نقلها من تل ابيب بموجب قرار من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي شاركت ابنته ايفانكا في حفل الافتتاح.

وتجمع عشرات الالاف من سكان غزة بالقرب من الحدود احتجاجا على نقل السفارة فيما اقترب عدد قليل من الشبان من السياج الحدودي ورشقوا الحجارة باتجاه الجنود الاسرائيليين على الجانب الاخر من الحدود.

ودعمت بريطانيا والمانيا اجراء تحقيق مستقل في اعمال العنف في غزة، الا ان الولايات المتحدة منعت الاثنين تبني بيان في مجلس الامن يدعو الى تحقيق مستقل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية