مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجلس الشورى الايراني يرد على عقوبات واشنطن بزيادة تمويل البرنامج الصاروخي

صورة من الارشيف لجلسة داخل مجلس الشورى الايراني في 1 اذار/مارس 2016 afp_tickers

رد مجلس الشورى الايراني على العقوبات الأميركية الاخيرة الأحد بإقرار زيادة كبيرة في المخصصات المالية للبرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية ولعمليات الحرس الثوري في الخارج.

ويأتي التحرك وسط تصاعد حدة التوترات بين طهران وواشنطن منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زمام السلطة في كانون الثاني/يناير متعهدا باتخاذ مواقف أكثر صرامة حيال طهران.

وصرّح رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني “على الأميركيين أن يعرفوا أن هذا الإجراء ليس إلا خطوتنا الأولى”، وذلك بعد اعلانه موافقة البرلمان بأغلبية ساحقة على سلسلة تدابير تهدف إلى “مواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرة للولايات المتحدة في المنطقة”.

وفور الإعلان عن نتيجة التصويت، هتف النواب “الموت لأمريكا”.

وصوت 240 نائبا من أصل 244 كانوا حاضرين لصالح القرار.

وأفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية “إرنا” أن مشروع القانون ينصّ على تخصيص 260 مليون دولار إضافية “لتطوير البرنامج الصاروخي” ومبلغ مساو لفيلق القدس، وهو وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات الخارجية خاصة في سوريا والعراق.

ويأتي التصويت بعدما فرضت الولايات المتحدة رزمة جديدة من العقوبات بحق ايران في تموز/يوليو، مستهدفة برنامجها الصاروخي.

وتشير ايران إلى أن الاجراءات الأميركية تخالف الاتفاق الذي توصلت إليه مع الدول الكبرى الست عام 2015 والذي تم بموجبه تخفيف العقوبات عليها مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

ولطالما هدد ترامب بإلغاء ما وصفه بـ”أسوأ اتفاق على الإطلاق”، إلا أنه تراجع الشهر الماضي عن أحد أهم وعوده الانتخابية المتمثل بالانسحاب من الاتفاق النووي.

– “التصرفات العدائية الأميركية” –

وأكد نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أن مشروع القانون الذي تم إقراره مدعوم من الحكومة وأنه “ذكي للغاية كونه لا ينتهك الاتفاق النووي ولا يسمح للطرف الثاني باختلاق الأعذار”.

وأضاف أن “ايران تفتخر بامتلاكها خيارات ممكنة وحقيقية لمواجهة التصرفات العدائية الأميركية”.

ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1980 فيما أوقف ترامب الاتصالات المباشرة مع ايران التي باشرها سلفه باراك أوباما.

وازدادت التوترات بين البلدين مع وقوع عدد من الحوادث بين سفن أميركية وزوارق ايرانية في مياه الخليج خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال عراقجي إن مشروع القانون الايراني هو بمثابة رد واسع النطاق على الاجراءات التي أقرها الكونغرس والتي وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بـ”أم العقوبات” كونها تختصر جميع العقوبات المفروضة حاليا على ايران.

ومن جهته، اعتبر استاذ العلوم الدولية في جامعة طهران أن مشروع القانون “يعد رسالة مباشرة تعكس استياء ايران حيال انتهاكات الطرف الثاني للاتفاق مع تجنب خرقه في الوقت ذاته”.

وأضاف لوكالة فرانس برس أن عبر تحديده ثمن انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي، سيساعد مشروع القانون الايراني في حماية الاتفاق.

وتابع قائلا “عندما لا يدفع الطرف الآخر أي ثمن، فإنه سيخل بالاتفاق دون أي عقبات. ولكن نأمل بأنه إذا تحتم عليهم دفع ثمن، فهم على الاقل سيحسبون هذا الثمن ويحدون من انتهاكاتهم”.

ويشير نص مشروع القانون إلى أن “ايران تعتبر أن جميع القوات الأميركية العسكرية والاستخباراتية هي مجموعات إرهابية” على خلفية “دعمها الضمني والمكشوف للجماعات الإرهابية” في المنطقة، والدور الذي تتهمها إيران بلعبه في تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية، و”دعمها لمنتهكي حقوق الإنسان الأساسية وخاصة الأنظمة الديكتاتورية والعنيفة”.

ويكلف مشروع القانون وزارة الخارجية مهمة وضع لائحة سوداء تضم أسماء أشخاص معرضين للعقوبات، بالتعاون مع جناح الحرس الثوري المختص بالعمليات في الخارج والبنك المركزي ووزارة الاستخبارات.

وتهدف العقوبات الايرانية إلى منع هذا النوع من الأشخاص من دخول ايران، ومصادرة أصولهم في إطار سلطات الجمهورية والإسلامية وحظر تعاملاتهم المالية.

ويستثنى من هذه الاجراءات الأشخاص الذين يكشفون “الأنشطة غير القانونية (للولايات المتحدة) والجرائم والتعذيب والتزوير في الانتخابات” وخاصة في العراق افغانستان وغيرهما.

ويفوض مشروع القانون كذلك وزارة الاقتصاد بمنح أولوية للاتفاقات مع الدول والشركات التي تتجاهل العقوبات المالية والعسكرية المفروضة على ايران.

ويطالب كذلك وزارة الخارجية والقضاء باتخاذ اجراءات لحماية الايرانيين المسجونين في الولايات المتحدة لانتهاكهم العقوبات أو اولئك الذين يواجهون ملاحقات قانونية في أي دولة كانت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية