مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مدنيون عالقون في الفلوجة مع اقتراب القوات العراقية

القوات العراقية تتقدم من مدينة الفلوجة، في 23 ايار/مايو 2016 afp_tickers

تشدد القوات العراقية الطوق على مدينة الفلوجة وتضيق الخناق على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية المتحصنين داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم الجهاديون من الخروج.

فالحصار الذي فرضته القوات العراقية والاعداد التي نشرتها حول الفلوجة بهدف استعادة السيطرة على المدينة التي تعد احد ابرز معاقل الجهاديين يبدو حتميا في نهاية المطاف.

واعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بداية انطلاق عملية الفلوجة الاثنين، وفي اقل من يوم على بدء المعارك اعلنت القوات العراقية السيطرة على بلدة الكرمة القريبة من المدينة.

وعملية عزل الفلوجة ومحاصرة مقاتلي داعش انطلاقا من المناطق المجاورة التي كانت مصدر لوجستي اساسي لهم يمهد الطريق امام القوات العراقية للتقدم باتجاه المدينة (50 كلم غرب بغداد).

وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية لفرانس برس ان “القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور”.

كما اعلنت قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل غالبيتها شيعية تدعمها ايران وتشارك في العملية، انها تمكنت من السيطرة على مناطق في الاطراف الجنوبية للفلوجة.

وتزداد المخاوف حيال المدنيين في المدينة مع استمرار حشد الاف المقاتلين في محيطها.

ويقدر مجلس اللاجئين النروجي اعداد السكان العالقين بالفلوجة بنحو 50 الفا.

وقال المدير الاقليمي للمنظمة في العراق ناصر موفلاحي في بيان ان “العائلات التي عانت نقصا في الغذاء والدواء طوال الاشهر الماضية، اصبحت الان وسط الاشتباكات ومن المهم للغاية ان تمنح طرقا امنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها”.

واضاف لفرانس برس ان “حوالي ثمانين عائلة تمكنت من الخروج من المدينة خلال الساعات التي سبقت المعارك لكن لم يتمكن احد بعدها” من الخروج.

وتابع موفلاحي “كنا نتوقع ان يتمكن غيرهم من الفرار اثناء الليل، لكن ذلك لم يحدث” مشيرا الى “خطة للسلطات المحلية لفتح ممرات انسانية لم يتم حسمها حتى الان”.

-خطط الجهاديين غير واضحة –

وافاد احد سكان الفلوجة خلال اتصال مع فرانس برس ان القصف كان عنيفا على المدينة خصوصا من الاطراف الشمالية نهار الثلاثاء.

وقال الرجل الذي قدم نفسه باسم ابو محمد الدليمي ان “داعش لا يزال يفرض حظرا للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج لكنه سمح للبعض بالوقوف امام ابواب منازلهم”.

واضاف ان “اعداد عناصر التنظيم في المدينة بدات تتقلص. لا نرى الا مجموعات من شخصين او ثلاثة في الشوارع، لا نعلم اين ذهب الاخرون”.

ولم يكن واضحا اي نوع من وسائل الدفاع خطط لها التنظيم في الفلوجة التي حظيت بشهرة خلال معارك عام 2004 ضد القوات الاميركية التي منيت باسوا خسائرها منذ حرب فيتنام.

وتزامن الهجوم على الفلوجة مع سلسلة تفجيرات ضربت مدنا ساحلية في منطقة نفوذ النظام في سوريا.

واسفرت التفجيرات التي استهدفت جبله وطرطوس الاثنين عن 154 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشنت طائرات عراقية واخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات على الفلوجة ومناطق محيطة بها خلال الايام القليلة الماضية.

وقال ديفيد ويتي العقيد المتقاعد في القوات الاميركية الخاصة ان “هذه العملية يقودها جهاز مكافحة الارهاب الذي استخدم قوة نارية جوية بشكل مكثف في الرمادي ما اسفر عن دمار كبير في المدينة”.

والرمادي هي كبرى مدن محافظة الانبار التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مطلع العام الحالي من الجهاديين.

وقال ويتي المستشار السابق في جهاز مكافحة الارهاب العراقي ان “هذا النموذج يجب عدم تكراره في المعارك القادمة، لا يريدون القول انه كان عليهم تدمير المدينة من اجل انقاذها، او تحويلها الى خراب ثم يصفون ذلك بانه احلال للسلام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية