مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مزيد من الضحايا المدنيين في حرب اليمن

فحص طفلة يمنية يشتبه باصابتها بالكوليرا في عيادة ميدانية لمنظمة أطباء بلا حدود في إب في محافظة حجة في 16 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

قتل عشرون شخصا على الأقل في غارة جوية على مخيم للنازحين نسبت الى التحالف العربي في اليمن حيث يدفع المدنيون ثمنا باهظا للحرب التي أدت الى كارثة انسانية “مروعة”.

سقط هؤلاء المدنيون في قصف على مخيم للنازحين بالقرب من تعز كبرى مدن جنوب غرب اليمن، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون حسبما ذكرت الامم المتحدة وشهود عيان الاربعاء.

وكتبت المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان ان القصف اصاب بعد ظهر الثلاثاء يمنيين نازحين من الحرب في منطقة موزع (جنوب غرب).

وهذا الهجوم هو الاخير في سلسلة غارات أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين منذ ان تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في آذار/مارس 2015 في النزاع دعما للرئيس عبدربه هادي منصور في مواجهة المتمردين الحوثيين.

وفي حصيلة أولى للضحايا، قالت المفوضية السامية ان الغارة اسفرت عن سقوط “عشرين قتيلا على الاقل بما في ذلك نساء واطفال”، موضحة ان “معظم القتلى ينتمون الى عائلة واحدة على ما يبدو”.

وقالت انها “صدمت وتشعر بحزن بعميق” لهذا الهجوم الذي أصاب عائلات يمنية قادمة من المخا المدينة الساحلية التي استعادتها القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من المتمردين الحوثيين العام الماضي.

وذكر شهود عيان أن سبع نساء وأربعة أطفال هم بين قتلى الغارة التي نسبوها الى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويشن حملة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم.

وقالت المفوضية السامية ان اكثر من 300 الف من سكان محافظة تعز فروا من قراهم ولجأوا الى هذه المنطقة مما يعكس “تعقيد وخطورة وضع” المدنيين الذي يسعون للاحتماء من العمليات العسكرية.

وأضافت المنظمة ان “هذا الحادث الاخير يكشف الخطر الكبير الذي يتعرض له المدنيون في اليمن وخصوصا الذين يسعون الى الفرار من اعمال العنف”.

– موت وكوليرا ومجاعة –

تقول الامم المتحدة ان المدنيين يشكلون اكثر من نصف القتلى الثمانية آلاف الذين سقطوا في النزاع منذ التدخل العربي.

وتتواجه في هذه الحرب القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردون الحوثيون المدعومون من ايران والمتحالفون مع وحدات من الجيش بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

اعترف التحالف بارتكاب أخطاء ووعد بتعديل قواعد الاشتباك بتجنب إصابة ضحايا مدنيين، لكنه يتهم باستمرار المتمردين بالاختلاط بالمدنيين وحتى باستخدامهم دروعا بشرية.

استدعى بعض هذه الغارات ادانات حادة من منظمات مدافعة عن حقوق الانسان مثل تلك التي أوقعت 140 قتيلا من المدنيين كانوا يشاركون في مجلس عزاء في صنعاء في تشرين الاول/اكتوبر 2016.

وتضرب الكارثة الانسانية التي تصفها الامم المتحدة بانها الاسوأ في تاريخ البلاد، المدنيين بقسوة.

وبسبب انهيار الانظمة الصحية، ينتشر وباء الكوليرا في البلاد التي سجلت فيها اكثر من 320 الف اصابة ووفاة 1740 شخصا على الاقل، حسب الامم المتحدة.

وحمل مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين في 12 تموز/يوليو الاطراف المتحاربة في اليمن وداعميها مسؤولية انتشار وباء الكوليرا “صنيعة الانسان”.

من جهته، وصف اسماعيل ولد الشيخ احمد موفد الامم المتحدة الى اليمن الكارثة الانسانية في هذا البلد ب”المروعة”، معتبرا ان الوضع في اليمن “ملح ليس على صعيد واحد بل على أصعدة عدة معقدة”.

وتهدد المجاعة سبعة ملايين شخص بما في ذلك 2,3 مليون طفل يعانون من نقص التغذية وتقل أعمارهم عن خمسة اعوام. واليمن واحد من أفقر دول العالم.

وما زال الحوثيون المنبثقون عن الاقلية الزيدية الكبيرة المتركزة في شمال اليمن/ يسيطرون على مناطق واسعة من الاراضي اليمنية منذ تمردهم على الحكومة الذي سمح لهم بالسيطرة على العاصمة صنعاء في 2014.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية