مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مزيد من القتلى في كينيا والمعارضة تتشدد في خطابها

انصار المعارضة الكينية يضرمون النار في احد شوارع نيروبي احتجاجا على خسارة مرشحهم في الانتخابات الرئاسية، 12 اب/اغسطس 2017 afp_tickers

قتل 11 شخصا على الاقل في كينيا منذ اعلنت مساء الجمعة اعادة انتخاب الرئيس اوهورو كينياتا، فيما تبنت المعارضة خطابا اكثر تشددا مؤكدة انها ستواصل رفض هذه النتيجة.

فمنذ مساء الجمعة واعلان اللجنة الانتخابية اعادة انتخاب كينياتا (55 عاما)، قتل 11 شخصا على الاقل بينهم طفلة في التاسعة في غرب البلاد وفي مدن الصفيح بنيروبي التي تشكل معقلا للمعارضة.

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس ان ثماني جثث تحمل سبع منها اثار رصاص نقلت الى مشرحة نيروبي من ماتاري وكيبيرا وكوانغواري، وهي مدن صفيح في العاصمة.

واضاف المصدر ان جثة فتاة في التاسعة قتلت صباح السبت في ماتاري فيما كانت تقف على شرفة في الطبقة الرابعة من احد المباني ستنقل الى المشرحة.

كذلك، تحدثت مصادر طبية وفي الشرطة عن قتيلين قرب كيسومو (غرب) وفي منطقة سيايا المجاورة.

وبادر التحالف المعارض الذي سبق ان وصف اعادة انتخاب كينياتا بانها “مهزلة”، الى تصعيد خطابه. وقال احد مسؤوليه جونسون موتاما “لن نرضخ للترهيب، لن نستسلم”.

ومن دون ان يقدم اي دليل، اتهم موتاما الشرطة بقتل “اكثر من مئة كيني بينهم عشرة اطفال”.

ووفق تعداد لفرانس برس فان اعمال العنف المتصلة بالانتخابات اسفرت عن 17 قتيلا على الاقل منذ الاربعاء.

واندلعت ليل الجمعة السبت اعمال نهب وشغب في كيبيرا ومدن صفيح في نيروبي وكيسومو. واستمرت المواجهات السبت في الاماكن نفسها بين شبان وعناصر في الشرطة.

ولجأت قوات الامن الى القمع رغم ان وزير الداخلية فريد ماتيانغي اكد ان الشرطة “لم تفرط في استخدام القوة ضد اي متظاهر”.

لكن مصورا لفرانس برس شاهد الشرطة تطلق الرصاص في اتجاه محتجين في كيبيرا. وافادت منظمة اطباء بلا حدود انها عالجت 54 شخصا بينهم سبعة اصيبوا بالرصاص في مدينة الصفيح في ماتاري.

بدورها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الامن “الى عدم تصعيد العنف”.

واذ اتهم “عناصر اجرامية بمحاولة استغلال الوضع عبر نهب وتدمير الممتلكات”، اكد ماتيانغي ان “الامن يسود بقية انحاء البلاد”.

– ترقب تصريحات اودينغا –

في خطاب الى الامة بعد اعلان اللجنة الانتخابية فوزه الجمعة، اكد كينياتا الذي حصل على 54,27 بالمئة من الاصوات، مد اليد الى خصمه رايلا اودينغا الذي حصد 44,74 بالمئة من الاصوات، ودعا الى السلام.

وقال كينياتا “علينا العمل معا، علينا ان نكون فريقا واحدا، علينا ان نكبر معا وعلينا ان نعمل معا ليكبر هذا البلد”، مؤكدا انه “لا ضرورة للجوء الى العنف”.

وستكون تصريحات اودينغا المقبلة حاسمة. وكان دعا مساء الخميس الى الهدوء لكنه اضاف “لا اتحكم باحد لكن الناس يريدون العدالة”.

وكان جيمس اورينغو احد كبار قادة تحالف المعارضة صرح بعيد اعلان فوز كينياتا “اعتقد ان كل هذا مهزلة كاملة، كارثة”. واضاف “بالنسبة لنا الذهاب الى القضاء ليس حلا بديلا، جربنا ذلك في الماضي. هذا ليس خيارا”.

وتابع اورينغو “في كل مرة تسرق فيها الانتخابات ينتفض الشعب الكيني من اجل تغييرات تجعل من كينيا مكانا افضل”.

وجرت الانتخابات الثلاثاء بهدوء وتوجه الكينيون الى مراكز التصويت باعداد كبيرة. لكن الاجواء بدأ يسودها التوتر مع اتهام المعارضة للسلطة بالتزوير.

واكدت اللجنة الانتخابية الجمعة حسن سير الانتخابات مشيرة الى ان نسبة المشاركة فيها بلغت 78,91 بالمئة.

واعلنت مختلف بعثات المراقبة الدولية دعمها للجنة الانتخابية ودعت الكينيين الى التحلي بالصبر، وقادتهم الى ضبط النفس. لكن تحالف المعارضة أصر على اتهاماته بالتزوير مؤكدا انه يملك الادلة على ذلك. وقال بناء على مصادر داخلية في اللجنة الانتخابية ان اودينغا فاز في الاقتراع، داعيا اللجنة الى “اعلانه رئيسا منتخبا لجمهورية كينيا”.

وردت اللجنة الانتخابية خطيا على التحالف المعارض، مشيرة الى اخطاء فاضحة في تصنيف الوثائق التي تؤكد فوزه ومصدرها قاعدة بيانات لمايكروسوفت بينما تستخدم اللجنة برنامج “اوراكل”.

وعبر اودينغا (72 عاما) مساء الخميس عن “خيبة امله” ازاء المراقبين. وقال في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية “لا نريد ان نرى اي عنف في كينيا. نعرف ما حدث عام 2008 ولا نريد ان يتكرر ذلك”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية