مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مزيد من المهاجرين يحاولون عبور المتوسط وثلاثة حوادث غرق هذا الاسبوع

مهاجرون فوق مركبهم الغارق قبالة السواحل الليبية 26 مايو 2016 afp_tickers

شهد البحر المتوسط اسبوعا جديدا من تدفق المهاجرين لم يمر من دون ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة ايام اودت بعدد اضافي ممن يجازفون بحياتهم بحثا عن الامان، وصولا حتى الى ولادة في عرض البحر.

واعتبر العشرات في عداد المفقودين اثر تعرض زورق صيد لمأساة جديدة الجمعة بعد اقل من 24 ساعة على غرق زورق صيد اخر اسفر عن مقتل ما بين عشرين وثلاثين شخصا.

والاربعاء، بثت البحرية الايطالية صورا للحادث الاول بين الثلاثة التي وقعت على التوالي وسرعان ما انتشرت في انحاء العالم. وتمكنت البحرية من انقاذ اكثر من 550 شخصا ولكن ثمة خشية من فقدان مئة اخرين استنادا الى روايات الناجين.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة كارلوتا سامي لفرانس برس “ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة ايام. انه امر مقلق جدا. نشهد الان وصول مراكب صيد ذات نوعية رديئة”.

واوضح الضابط في البحرية التجارية الفرنسية انطوان لوران الذي يشارك في عمليات الانقاذ في المتوسط لفرانس برس “من يكونون في القعر على زوارق المهاجرين يحاولون دائما الخروج في اسرع وقت (…) وخلال عملية الانقاذ امس (الاربعاء) خرج من هم في القعر فاختل تماما توازن الزورق”.

ومنذ صباح الاثنين، توالت رسائل التحذير على موجات السفن العسكرية والانسانية والتجارية التي تنتشر قبالة ليبيا. وتم انقاذ اكثر من 12 الف مهاجر في خمسة ايام في عدد غير مسبوق بالنسبة الى المسعفين.

وعلق فلافيو دي جاكومو المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية في ايطاليا “هذا استثنائي. يكاد العدد يوازي ما شهدته الجزر اليونانية العام الفائت”، حين كان الاف المهاجرين يصلون يوميا عبر تركيا.

ورغم ان هذه الظاهرة ناتجة على الارجح من استقرار حال الطقس، يبدي المراقبون قلقهم من وصول مئات الاشخاص على متن مراكب صيد من ليبيا، علما بان المهربين الليبيين لم يرسلوا منذ الخريف سوى زوارق مطاطية تقل بين مئة و140 شخصا وتبين انها اكثر امانا.

– بؤس الناجين –

ولاحظ فريق من علماء النفس والوسطاء في منظمة اطباء بلا حدود الحال البائسة لهؤلاء الناجين لدى وصولهم الخميس الى بورتو امبيدوكلي في جنوب صقلية.

وقال اندريا انسيلمي المسؤول عن مشروع المنظمة في صقلية لفرانس برس “تبين ان معظمهم فقد قريبا او اكثر”.

ورغم انه تم اولا انقاذ النساء والاطفال بحيث كانوا في مأمن لحظة الغرق، فان كثيرين باتوا ارامل او ايتاما.

واضاف انسيلمي “ثمة بعد لا يصدق لهذا الحادث. نشعر بذلك بقوة”، لافتا الى ان الفريق “عمل على مساعدة هؤلاء على استيعاب كونهم شاهدوا احدا يموت امامهم”.

في الوقت نفسه، عرضت عشرات العائلات ان تتبنى فافور ابنة الاشهر التسعة التي وصلت يتيمة الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية اثر حادث غرق اخر، في وقت تعاطف كثيرون مع الرضيع الكس الذي ولد الاربعاء على متن السفينة الانسانية اكواريوس التي نقلت اليها والدته.

وتختصر احداث هذا الاسبوع المآسي الرهيبة وبعض لحظات الفرح التي تتوالى منذ صيف 2013 قبالة ليبيا. فخلال هذه الفترة، غرق تسعة الاف شخص على الاقل في المتوسط فيما سجلت سفن البحرية وخفر السواحل الايطاليون ست ولادات.

وموجة الوافدين هذا الاسبوع ترفع العدد الى نحو 44 الفا منذ بداية السنة بحسب تعداد لمنظمة الهجرة الدولية، علما بانه يبقى دون العدد الذي سجل في 31 ايار/مايو العام الفائت والبالغ 47 الفا و400 مهاجر.

اما المخاوف من توجه السوريين والافغان والعراقيين العالقين جراء اغلاق طريق البلقان الى ايطاليا فلم تترجم واقعا حتى الان. فغالبية الوافدين هذا العام اتوا من افريقيا جنوب الصحراء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية