مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسؤولان امميان يعبران عن قلقهما على المدنيين داخل مخيم اليرموك

رجل يجلس امام مبنى مدمر في مخيم اليرموك في دمشق في 6 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

اعرب مسؤولان امميان في دمشق الاحد عن قلق بالغ ازاء اوضاع المدنيين داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة والذي يسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف على اجزاء واسعة منه.

وقال مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) بيار كرينبول لصحافيين خلال زيارته مركز ايواء يقيم فيه اشخاص تمكنوا من الخروج من مخيم اليرموك “اليوم، نحن لا نزال نشعر ببالغ القلق على وضع اللاجئين والمدنيين داخل اليرموك”.

واضاف “نحن مصممون على تقديم المساعدة الى الذين قرروا الخروج مؤقتا من المخيم وايجاد مأوى في مكان اخر”.

ودخل تنظيم الدولة الاسلامية في الاول من نيسان/ابريل مخيم اليرموك بتواطؤ من جبهة النصرة، بحسب ما تقول مصادر فلسطينية والمرصد السوري. وتواجه مجموعات فلسطينية مسلحة التنظيم على الارض، فيما تواصل قوات النظام حصارا على مخيم اليرموك بدأته منذ صيف 2013 ويتسبب بمعاناة انسانية قاسية، وتقصف بشكل متقطع من الجو مناطق في المخيم.

وتفيد مصادر فلسطينية ان 2500 مدني من اصل 18 الفا تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم الدولة الاسلامية، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل الى الخارج من نقاط مختلفة.

واشار كرينبول الى ان “الاهتمام منصب، منذ التغييرات المأساوية التي بدات في نيسان/ابريل مع تورط مجموعات مسلحة جديدة في المخيم، على كيفية تقديم المساعدة للناس في الداخل”.

واكد ان الوكالة “تعمل على كيفية تمكين الراغبين من سكان المخيم من الخروج بأمان والحصول على المساعدة”، مضيفا “هذه هي الاولوية العليا لدينا في الوقت الحالي لأننا نشعر بالقلق إزاء حفظ حياة الناس في الداخل”.

ودعا كرينبول المجموعات المسلحة “الى احترام المدنيين داخل المخيم والسماح لمن يرغب بالخروج منه بامان”.

وكان المفوض العام للاونروا وصل امس الى دمشق في زيارة تهدف، بحسب بيان صادر عن الوكالة، الى البحث مع المسؤولين السوريين “في مقاربات سلمية لمعالجة التداعيات الانسانية للوضع” في اليرموك.

في الوقت ذاته، اجرى مساعد المبعوث الدولي الخاص الى سوريا رمزي عز الدين رمزي محادثات مع مسؤولين في العاصمة السورية.

وقالت مديرة مكتب المبعوث الاممي ستافان دي مستورا في دمشق خولة مطر لوكالة فرانس برس ان رمزي وصل الجمعة الى دمشق، مشيرة الى ان “هدف الزيارة هو ايجاد حل للموجودين في مخيم اليرموك نتيجة للقلق العالمي الشديد على المدنيين وتفادي ان يكونوا ضحايا الاقتتال الجاري فيه”.

واوضحت ان زيارة رمزي “تاتي بناء على طلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون” الذي دعا الى العمل على تفادي “مجزرة” في مخيم اليرموك.

والتقى رمزي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وتواصل مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، بحسب مطر.

وتفقد مفوض الاونروا النازحين من اليرموك في مدرسة زينب الهلالية في حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك والتي حولتها السلطات الى مركز ايواء مؤقت لعدد من العائلات التي نزحت عن المخيم والبالغ عدد افرادها نحو 98 شخصا بينهم اربعون طفلا.

وشكا عدد كبير من الاشخاص الذين تحلقوا حول المفوض خلال جولته في قاعات المدرسة، له “ظروف معيشتهم الصعبة ، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.

وقال رجل مسن للمفوض “نحن نريد ان نرسل اطفالنا الى المدرسة”.

وفي زاوية احدى القاعات، جلس عدد من الاطفال على شكل حلقة يتمازحون وهم ياكلون شرائح البطاطا المقلية.

وشاهد مصورو فرانس برس نساء وشابات يرتدين وشاحات ملونة يجلسن على فرش سوداء وينتظرن للقاء المفوض الذي جلس الى جانب شابة تحمل رضيعا.

ونقل المتحدث باسم الاونروا كريستوفر غانيس عن كرينبول قوله خلال الزيارة “كان من الاهمية القصوى بالنسبة الي ان التقي هؤلاء الاشخاص وجها لوجه، كمبادرة تضامن ودعم”، مضيفا “لا يمكن للعالم ان يتخلى عنهم وهم في اكثر حاجة اليه”.

قبل الحرب، كان 160 الف شخص يقطنون مخيم اليرموك. وتحول المخيم في نهاية 2012 الى ساحة قتال بين القوات المعارضة للنظام والموالية له قبل ان يخضع لحصار خانق من القوات النظامية تسبب بوفاة اكثر من مئتي شخص بسبب نقص الادوية والمواد الغذائية.

في شباط/فبراير 2014، تم التوصل الى اتفاق بين مقاتلي المعارضة والسلطات تم بموجبه خروج العدد الاكبر من المقاتلين السوريين من المخيم مقابل تخفيف اجراءات الحصار.

وبعد دخول تنظيم الدولة الاسلامية الى المخيم، اعتبرت الحكومة السورية ان الوضع بات يستدعي “حلا عسكريا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية