مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسؤول عسكري عراقي يعتبر مشاركة التحالف “ضرورية” في معركة تكريت

مقاتلون شيعة من كتيبة الامام علي في موقعهم قرب جامعة تكريت afp_tickers

رأى مسؤول عسكري عراقي الاحد ان مشاركة التحالف الدولي “ضرورية” في عملية استعادة مدينة تكريت، حيث تتقدم القوات الامنية بشكل “بطيء” في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم “الدولة الاسلامية”.

ولم يشارك التحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، في العملية التي بدأت في الثاني من آذار/مارس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وهي اكبر هجوم عراقي ضد تنظيم الدولة منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في حزيران/يونيو 2014.

في المقابل برز دور ايراني تمثل بوجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في صلاح الدين، بحسب صور نشرتها وسائل اعلام ايرانية، والمشاركة الواسعة للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.

وقال قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة فرانس برس “اذا كان هناك في بعض الاحيان معلومات دقيقة، الاميركيون لديهم اجهزة متطورة (…) وبامكانهم تحديد الاهداف بالضبط، والمعالجات ايضا دقيقة”.

واضاف ان “التقنية العالية للطائرات والاسلحة” لدى التحالف تجعل “اي معالجة من قبلهم ضرورية”، وذلك في تصريحات من جامعة تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي تستخدمها القوات كقاعدة عسكرية.

واكد الساعدي انه طلب “منذ بداية العملية” عبر وزارة الدفاع العراقية، توفير اسناد جوي من التحالف، الا ان ذلك “لم يتم”.

ورجح ان ذلك يعود “لجانب سياسي وليس عسكري”.

وكانت الولايات المتحدة اعربت عن “قلقها” من الدور الايراني في تكريت، علما انه سبق لطيران التحالف دعم عمليات شاركت فيها فصائل شيعية، لا سيما في جرف الصخر جنوب بغداد في تشرين الاول/اكتوبر.

وزار منسق التحالف الجنرال الاميركي جون آلن الاحد بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحسب المكتب الاعلامي للاخير.

ومع اقتراب عملية تكريت من دخول اسبوعها الثالث، يبدو ان تكرار التقدم الذي حققته القوات الامنية في محيطها، اكثر صعوبة داخلها.

واوضح الساعدي ان “العملية تحتاج الى ايام اكثر، حفاظا على البنية التحتية للمدينة، وللمحافظة على قطاعاتنا، ولعدم اعطاء خسائر لا مبرر لها”.

وشدد على ان “التقدم محسوب وبطيء” داخل المدينة، لان “المجاميع الارهابية استخدمت بكثرة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة والسواتر الترابية المفخخة”.

واوضح ان ان قواته تعتمد “على الكادر البشري لمعالجة العبوات، ولا توجد (لدينا) اجهزة ومعدات” لتفكيك العبوات التي قدرت مصادر عسكرية عددها بنحو عشرة آلاف.

وقال ضابط برتبة لواء في الجيش “نقوم بتعزيز قدراتنا الهجومية في احياء المدينة المطهرة وزيادة الاحكام على مداخلها”، مضيفا ان “داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) يقوم بوضع السواتر وحفر الخنادق”.

وكان متحدث باسم قوات الحشد الشعبي التي تشكل غطاء للفصائل التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية، وغالبيتها العظمى شيعية، قال لفرانس برس السبت ان استعادة تكريت ستتم “خلال 72 ساعة”.

ولم يتضح عدد السكان المدنيين الذين لا يزالون في تكريت، والتي كان عدد سكانها يقدر بنحو 200 الف نسمة قبل حزيران/يونيو. الا ان عشرات الآلاف منهم نزحوا منذ ذلك الحين، لا سيما مع بدء العملية العسكرية.

واوضح الساعدي الاحد ان “قوات الشرطة والحشد (الشعبي) من ابناء المنطقة في داخل المدينة وقطعات من الجيش على اطرافها”، ستتولى الامن في المدينة بعد استعادة السيطرة عليها.

وتتمتع تكريت ذات الغالبية السنية، باهمية رمزية واستراتيجية. فهي مسقط الرئيس الاسبق صدام حسين، وفيها ثقل لحزب البعث المنحل الذي يعتقد ان بعض قادته في المدينة تعاونوا مع التنظيم. كما تقع على الطريق بين بغداد والموصل، مركز محافظة نينوى في شمال البلاد.

ويرى محللون ان معركة تكريت اختبار لقدرة العراق على شن عملية لاستعادة الموصل التي يسيطر عليها الجهاديون.

وخلال الاشهر الماضية، تمكنت قوات البشمركة الكردية، بدعم من طيران التحالف، من استعادة بعض المناطق من سيطرة مسلحي التنظيم.

وحذر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الاحد من ان قواته لن تتساهل مع من يساعد التنظيم.

وقال خلال لقائه زعماء عشائر عربية سنية من نينوى “المواطنون الذين رفضوا موالاة داعش (…) يجب ان يعيشوا بكرامة”، مضيفا “اما الذين ذهبوا مع داعش أود ان تكون رسالتي واضحة وصريحة، لا يمكن ان يعودوا الى هذه المناطق ومصيرهم سيكون مصير داعش”.

اضاف “اذا كان هناك من يعتقد ان نهج داعش هو الصحيح (…) سوف نسمح له بمغادرة المنطقة والالتحاق بداعش”، اما اذا اختار البقاء “وتعاون باي شكل مع داعش فسوف لن نتساهل مع هؤلاء”.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت القوات الكردية في فبراير/شباط، باعاقة عودة السكان العرب السنة الذين نزحوا من بعض مناطق شمال العراق. الا ان حكومة الاقليم نفت هذه الاتهامات.

وعلى رغم ان التنظيم لم يتمكن من الوصول الى بغداد في هجومه الكاسح، الا انه غالبا ما تبنى تنفيذ تفجيرات وهجمات انتحارية في العاصمة.

والاحد، اعلن جهاز المخابرات الوطني في بيان انه اوقف 31 “ارهابيا” مرتبطين بالتنظيم، اعترفوا بتنفيذ 52 تفجيرا في مناطق مختلفة من العاصمة خلال العام 2014 ومطلع 2015.

وفي حين لم يحدد البيان تاريخ توقيف هؤلاء، لمح المتحدث باسم الجهاز فاهم الاطرقجي ان ذلك حصل خلال الشهر الماضي.

وتراجعت في الاسابيع الماضية وتيرة التفجيرات في بغداد التي غالبا ما شهدت تفجيرات شبه يومية بسيارات مفخخة او هجمات انتحارية، في ما يرجح انه يعود الى استعادة القوات الامنية السيطرة على مناطق قريبة منها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية