مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مستشار ترامب السابق للامن القومي يرفض طلب الكونغرس المثول امامه

صورة مركبة تجمع الرئيس ترامب (يمين) في 12 ايار/مايو 2017 والمدير السابق لاف.بي.آي جيمس كومي في 20 آذار/مارس 2017 في واشنطن afp_tickers

رفض مستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب السابق للامن القومي مايكل فلين، الشخصية الاساسية في قضية التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية الاميركية، المثول امام الكونغرس متذرعا بحقه في ان يلزم الصمت.

وأوضح روبرت كيلنر محامي فلين في رسالة الى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين ان موكله يرفض تسليم الوثائق حول صلاته بروسيا حتى لا يخاطر بتجريم نفسه كما يتيح له الدستور الاميركي.

وتابع كيلنر ان “الاطار الذي طلبت فيه اللجنة من الجنرال فلين الادلاء بشهادته وتسليمها الوثائق يجعل من الواضح انه يشعر بالقلق من أن أي شهادة يمكن ان تستخدم ضده”.

وتحقق اللجنة كما مجلس النواب منذ اشهر في تدخل روسيا المفترض في الانتخابات الرئاسية وتواطؤ محتمل بين اعضاء في فريق حملة ترامب وموسكو.

وهذا الشق الاخير موضع تحقيق ايضا لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي).

ويريد المحققون الحصول على معلومات اضافية عن زيارة مدفوعة التكاليف نظمها المدير السابق للاستخبارات الروسية الى موسكو في 2015 وتناول خلالها العشاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يقول النائب الديموقراطي ايلايجا كامينغز نائب رئيس لجنة مراقبة مجلس النواب ان فلين “كذب على ما يبدو على المحققين الذين التقوه في العام 2016 لاعادة تجديد تصاريحه الامنية”.

كما يرغب المحققون في الحصول على تفاصيل عن محادثات فلين والسفير الروسي لدى واشنطن قبل تنصيب ترامب.

وساهمت معلومات عن فحوى هذه المحادثات — التي كذب فلين بشأنها — في اقالته حتى وان تردد الرئيس الاميركي لاكثر من اسبوعين قبل اتخاذ قراره.

ومذاك شككت معلومات صحافية في سلوك المستشار السابق للامن القومي في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

وبحسب مجموعة ماكلاتشي الاعلامية قد يكون فلين عرقل عملية عسكرية لم تعجب تركيا في حين تلقى رشاوى سرا من رجل اعمال تركي مقرب من الرئيس رجب طيب اردوغان.

وتابع كيلنر “انه موضوع ادعاءات مشينة بشكل يومي وغالبا ما تنسب الى مصادر لا يتم كشفها في الكونغرس او من الحكومة الاميركية”.

واضاف ان فلين سيدلي بشهادته “عندما تسمح الظروف بذلك خصوصا اذا حصل على ضمانات بعدم توجيه اتهامات ظالمة بحقه”، بينما يقول محللون ان كيلنر يحاول التفاوض من اجل الحصول على حصانة لقاء ادلائه بشهادته.

– يخاطر باتهامه بازدراء الكونغرس –

يواجه فلين بعد ان رفض الامتثال احتمال اتهامه بازدراء الكونغرس. لكن رئيس لجنة الكونغرس السناتور ريتشارد بور ونائبه السناتور مارك وونر اكتفيا بالتعبير في بيان مشترك عن “خيبة املهما” ازاء موقف فلين.

وقال البيان “سنسعى بجد للحصول على افادة الجنرال فلين وتقديمه كل الوثائق عملا بطلب اللجنة”.

وتشمل تحقيقات منفصلة لوزارة العدل ولجان عدة في الكونغرس حول مقربين من ترامب من بينهم فلين في اطار تدخل روسيا في الانتخابات الاميركية في العام 2016.

لكن التحقيق يركز بشكل متزايد على كذب فلين المفترض حول اتصالات اجراها مع مسؤولين روس قبل الانتخابات الاميركية وبعدها.

وكان فلين الجنرال المتقاعد اضطر الى الاستقالة ابان ولاية اوباما من منصبه على رأس وكالة الاستخبارات الدفاعية بعد عامين على تعيينه في 2012 على خلفية مشاكل داخلية.

ونصح اوباما ترامب بعدم تعيين فلين بسبب “سلوكه كمدير لوكالة الاستخبارات الدفاعية”، بحسب ما اعلن مسؤول في الادارة السابقة لوكالة فرانس بيرس في مطلع الشهر الحالي.

– فلين ضلل البنتاغون –

الا ان الرسالة التي وجهها كامينغز الى جيسون تشافيتز الرئيس الجمهوري للجنة المراقبة تزيد من نطاق الاتهامات ضد فلين.

فقد قال كامينغز ان تقرير البنتاغون في اذار/مارس 2016 حول التصاريح الامنية لفلين جاء فيه ان الجنرال المتقاعد اكد ان رحلاته الى الخارج كانت بتمويل من شركات اميركيا بينما تكشف المستندان ان شبكة “روسيا اليوم” دفعت تكاليف رحلته لحضور حفل في موسكو في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وتابع كامينغز ان فلين لم يشر الى لقائه مع بوتين وانه اكتفى بالقول انه اجرى “اتصالات لا اهمية لها” مع رعايا اجانب.

– ترامب يطلب مساعدة مسؤولين استخباراتيين –

من جهة اخرى، كشفت صحيفة واشنطن تايمز ان ترامب طلب في اذار/مارس من مسؤولين اثنين من الاستخبارات الاميركية مساعدته لمواجهة التحقيق الذي يجري ال”اف بي ىي” حول المقربين منه.

وتابعت الصحيفة ان ترامب طلب من مايك روجرز مدير وكالة الامن القومي “ان اس ايه” ودان كوتس مدير الاستخبارات الاميركية ان ينفيا علنا وجود ادلة بتواطؤ بين فريقه وروسيا خلال حملة الانتخابات الاميركية.

واوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات ان ارجل لم يردا على طلب الرئيس.

وكانت وسائل اعلام عدة أوردت الاسبوع الماضي ان ترامب طلب من المدير السابق للاف بي آي خلال لقاءات واتصالات هاتفية بينها بالتخلي عن التحقيق. الا ان البيت الابيض ينفي هذه الادعاءات بشدة.

واوردت الصحيفة من جهة اخرى ان ترامب يشكل فريقا من مستشارين قانونيين من الخارج يتولى الرد على هذه التحقيقات.

وتابعت ان الرئيس يشارك شخصيا في عملية انتقاء عدة محامين اجانب كبار.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية