مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مستقبل الاتفاق النووي الايراني في أيدي الاوروبيين (مفاوض سابق)

روبرت مالي المستشار السابق للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما في صورة التقطت خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس واشنطن في 7 ايار/مايو 2018 afp_tickers

يقول روبرت مالي المستشار السابق للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما حول الاتفاق النووي الايراني ان لا شكوك لديه بان الرئيس دونالد ترامب “سيلغي” الثلاثاء هذا النص الذي عمل سلفه الديموقراطي من اجل التوصل اليه.

وصرح مالي الذي يترأس مجموعة الازمات الدولية في مقابلة مع وكالة فرانس برس في واشنطن “على الاوروبيين الان العمل بحيث تبقى ايران في الاتفاق”، اذا ارادوا انقاذه بالفعل”.

سؤال: لماذا هذا الاتفاق الموقع في 2015 ويلوح الرئيس الاميركي بالخروج منه اعتبارا من الثلاثاء مهم الى هذا الحد؟

جواب: انه اتفاق اتاح تحقيق الهدف الذي حددته له الادارة الاميركية والاسرة الدولية وكل الدول التي تفاوضت بشأنه: أي العمل بحيث لا تتمكن ايران ابدا من حيازة السلاح الذري. واليوم لست أنا من يقول بل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتحقق من الالتزام الايراني بالاضافة الى الدول المفاوضة الاخرى وحتى تلك الاكثر تشددا مثل فرنسا وايضا وزارة الخارجية الاميركية والبيت الابيض نفسه شهرا بعد شهر بان ايران تلتزم بحذافير الاتفاق.

والامر يتعلق بنظام تدقيق هو الاكثر شمولية تم التفاوض بشأنه مع بلد لم يتعرض لهزيمة خلال الحرب. واذا حاولوا الغش، هناك ما يكفي من اشارات الانذار لاكتشاف الامر بالتأكيد.

سؤال: يقول الرئيس الاميركي ان هناك “ثغرات” خطيرة وحتى الاوروبيون يقرون بوجود مشاكل مع انهم دافعوا عن الاتفاق بضراوة. الا يشكل ذلك انتصارا دبلوماسيا لترامب؟

جواب: بصراحة نعم لقد نجح في تعديل الرؤية العامة وذلك لسبيين اولا الاوروبيون يريدون تهدئته فاستراتيجيتهم لا تقوم على الدخول في مواجهة معه، فهم يحاولون اقناعه من خلال اعطائه الشعور بانه فاز. لكنني اعتقد انهم يحاولون ان يقولوا جميعهم الامر نفسه والذي يعتبر اساسيا بنظرهم +الحفاظ على الاتفاق+ حتى لو اقروا بوجود مسائل يجب التعاطي معها.

بصراحة اعتقد ان ترامب يمكن ان يعلن انه حقق انتصارا اذا أمكنه ذلك. ويمكنه ان يقول “من دوني لما كانت اوروبا ستكترث الى هذا الحد ببرنامج الصواريخ البالستية الايرانية وموقف ايران في المنطقة”.

لكن كل ما لاحظناه من هذه الادارة يشير الى امر واحد وهو انه يريد الانسحاب من الاتفاق لانه يعتقد انه ارث من سلفه وكل ما قام به هذا الاخير كارثي بنظره. وايضا لانه من وعود حملته الانتخابية وهو رئيس يريد ابراز انه يلتزم بوعوده. كما انه موقف يؤيده الاشخاص الذي يصغي اليهم كالاسرائيليين وبعض دول الخليج ومستشاريه.

نرجح اذن انه سينسحب منه.

سؤال: هل هذا معناه انتهاء الاتفاق؟ أم لا يزال بوسع الاوروبيين انقاذه؟

جواب: إما ان ينسحب ترامب او يظل في الوقت الحالي ويرجئ قراره بالانسحاب مع مطالبة الاوروبيين في الوقت نفسه بتشديد شروط الاتفاق. وذلك من شأنه ان يزيد الغموض الحالي الذي لا يشجع ابدا المستثمرين في ايران.

من الواضح ان الولايات المتحدة تريد انهاء الاتفاق. لهذا تقول مجموعة الازمات الدولية ان على الاوروبيين العمل حتى تظل ايران في الاتفاق وسيكون الامر صعبا جدا فنحن نحاول اظهار ما يمكن ان يقوم به الاوروبيون للحد من تبعات اعادة فرض عقوبات اقتصادية اميركية من خلال حماية الشركات الاوروبية التي يمكن ان تشملها تلك العقوبات ومحاولة الجمع بين الشركات الاصغر والتي تعتبر معرضة اقل لان تطالها العقوبات حتى تعمل بشكل جماعي في ايران.

الحفاظ على الاتفاق هو الحل الامثل لاوروبا وايران ورسالتنا الى الايرانيين هي التالية: من الافضل الابقاء على نوع من الاستمرارية في العلاقات التجارية مع اوروبا وعزل الولايات المتحدة بدلا من التعرض للعزلة من قبل الاوروبيين والاميركيين. لانه واذا اعادت الولايات المتحدة (الثلاثاء) فرض العقوبات وردت ايران بالانسحاب من الاتفاق فلن يكون امام اوروبا خيارا. ربما ستحمل ترامب المسؤولية … لكنها ستعيد فرض العقوبات اذا استأنفت ايران برنامجها النووي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية