مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مشاركة ضعيفة في اليوم الثاني من الانتخابات العامة السودانية

سودانية تمر امام لائحة باسماء الناخبين في مركز اقتراع في حي مايو جنوب الخرطوم الثلاثاء 14 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

في اليوم الثاني من الانتخابات السودانية، بدت مشاركة الناخبين ضعيفة حتى ان بعض مراكز الاقتراع كانت خالية نسبيا سوى من الموظفين ورجال الشرطة وبعض المراقبين.

وفتحت مراكز الاقتراع امام الناخبين عند الساعة الثامنة (الخامسة تغ)، كما قررت مفوضية الانتخابات تمديد فترة التصويت لساعة اخرى بعدما كانت اغلقت المراكز الاثنين عند الساعة 18،00 بالتوقيت المحلي.

وتشمل الانتخابات التي تنتهي الاربعاء اضافة الى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضوا في البرلمان واعضاء مجالس الولايات.

وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء قال المتحدث باسم المفوضية القومية للانتخابات الهادي محمد أحمد “ليس لدينا حتى الآن احصاءات عن عدد الذين شاركوا وبسبب صعوبة الاتصالات هناك بعض المراكز لم نستطع التواصل معها”.

وفي منطقة مايو الشعبية في ضواحي الخرطوم الجنوبية، قال انور حسين تيه، المراقب عن احد الاحزاب، “سجلت مقاطعة شبه كاملة في اليومين الاول والثاني، وقد ذهبت الى عدد من مراكز الاقتراع في هذه المنطقة”.

اما عصام الدين مكي، رئيس احد مراكز الاقتراع في مايو حيث الشوارع الترابية وابنية الطين، فاوضح ان “ارقام المقترعين امس (الاثنين) 240 من اصل 4571 ناخبا مسجلا”.

تنفجر روزا حكيم من سكان مايو بالضحك لدى سؤالها عن مشاركتها في الانتخابات. وتقول وهي تغطي رأسها بغطاء اخضر اللون “لم اصوت ولا اعرف اين اصوت”.

وهذه الانتخابات التعددية الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم في العام 1989 عبر انقلاب عسكري.

وتستمر النزاعات في منطقة دارفور (غرب) منذ 2003 وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام 2011.

وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال ارنو لودي، الناشطة في منطقتي شمال كردفان والنيل الازرق، الاثنين لوكالة فرانس فرس ان اعادة انتخاب البشير عبارة عن “استمرار للحرب في السودان وعدم الاستقرار في المنطقة بكاملها”.

وكان المتمردون تعهدوا بتعطيل العملية الانتخابية في المناطق الثلاث التي تشهد نزاعات.

وحول هذه المناطق قال المتحدث باسم المفوضية الهادي محمد أحمد “بدأت محاولات فعلية أمس (الاثنين) من الحركة الشعبية (لتحرير السودان – شمال) ضد مراكز الاقتراع في دائرة هبيلا (جنوب كردفان)، وتمت ثلاث محاولات هجوم، واستولوا على بعض مواد الاقتراع كما تم اقفال ثلاثة مراكز عدد المسجلين فيها ثلاثة آلاف ناخب من اصل 14 الفا في كل الدائرة”.

واضاف محمد احمد “كما قامت الحركة بمحاولة للهجوم على مركز في ريفي العباسية في جنوب كردفان تصدت لها القوات المسلحة”.

واشار المتحدث ايضا الى حصول بعض المخالفات في مناطق اخرى. وقال “في غرب كردفان رأت لجنة أمن الولاية عدم قيام الاقتراع في ثلاثة مراكز واقعة جنوب خط عرض 10 وشمال مدينة أبيي لوقوعها في المنطقة المتنازع عليها”، مشيرا الى انه “في هذه المراكز الثلاثة أكثر من خمسة الاف ناخب من مجمل 35 الف ناخب في كل الدائرة”.

وتابع شارحا انه “في ولاية وسط دارفور دائرة قار سيلا، لم يفتح 16 مركزا بعدما تبين عدم وصول بعض بطاقات الاقتراع”. وتحدث ايضا عن 152 مركزا في ولاية الجزيرة من اصل 1818 لم تفتح بسبب “أخطاء إدارية في توزيع البطاقات (…) ولذلك سيتم تمديد الاقتراع في هذه المراكز ليومين آخرين”.

وينافس 15 مرشحا ليسوا معروفين البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاما في الحكم ومن المرجح ان يفوز فيها بسهولة. ومن المتوقع ايضا ان يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية.

ودعت احزاب المعارضة الناخبين الى مقاطعة التصويت معتبرة ان الاوضاع في البلاد لا تسمح بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وبدأت المعارضة متمثلة بتحالف “نداء السودان” يوم الاحد اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الامة في ام درمان في اطار حملة اطلقت عليها “ارحل”.

وبدا ان الاعتصام لم ينجح في جذب المشاركين، ولم يتخط عدد المتواجدين الاثنين 80 شخصا. وبالنسبة للمعارضين فان اسباب عديدة تقف خلف غياب الحشد اهمها القمع الذي تمارسه الاجهزة الامنية، فضلا عن غياب التغطية الاعلامية، والانقسامات التي اعتادت عليها المعارضة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية