مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مفاوضات جنيف تدخل في صلب موضوع الانتقال السياسي والاكراد يعلنون الفدرالية

الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف في 17 اذار/مارس 2016 afp_tickers

دخلت مفاوضات جنيف حول سوريا في صلب البحث السياسي بعد تطرق الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا “بالعمق” الى المرحلة الانتقالية مع وفد المعارضة السورية، فيما اثار اعلان الاكراد للفدرالية في مناطق سيطرتهم خشية من تعقيد النزاع.

وقال دي ميستورا اثر اجتماعه للمرة الثانية منذ انطلاق مفاوضات جنيف الاثنين مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات “كان اجتماعنا مثمرا مع الهيئة العليا للمفاوضات” التي قدمت “ورقة جوهرية حول الانتقال السياسي وعرضت رؤيتها لكيفية تطبيقه بسرعة”.

واضاف “سندرس (الورقة) بعناية ونحن معجبون بتحضيرهم العميق وبهذا الوضوح الكبير للمرة الاولى (…) وامل ان احصل على قدر مماثل من الوضوح من الوفد الحكومي” معتبرا انه آن الاوان لخوض نقاشات “اعمق”.

ويواصل دي ميستورا اجتماعاته غدا الجمعة في جنيف حيث يلتقي الوفدين الحكومي والمعارض تباعا في محاولة لانهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال القتالية صامدا في مناطق سورية عدة.

واثر الاجتماع، اعلن عضو الوفد المفاوض جورج صبرا ان الوفد عرض “الاطارالتنفيذي لهيئة الحكم الانتقالي الكاملة الصلاحيات وسلمنا وثيقة رسمية تحمل رؤيتنا لهذا الاطار وكيف تُنشأ هيئة الحكم الانتقالي”.

وبخلاف وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يصر على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو او تلك المقبولة من النظام والموجودة في الداخل السوري، برحيل الاسد الفوري. ويصر الوفد الحكومي من جهته على ان مصير الاسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.

وجدد الوفد المعارض خلال الاجتماع اثارة قضية المعتقلين في السجون السورية الذين يقدر عددهم بعشرات الالاف. وقال صبرا ان الموفد الدولي ابلغهم بأنه “سيتم نقاش جاد لايجاد الية (للمتابعة) في اطار دولي بين روسيا والولايات المتحدة”.

– الوفد المفاوض الوحيد-

وياتي لقاء الهيئة العليا للمفاوضات مع دي ميستورا غداة لقائه امس وفدا من المعارضة القريبة من موسكو كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقا قدري جميل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وشخصيات اخرى.

ولم يحدد دي ميستورا ردا على سؤال ما اذا كانوا سيشاركون في المفاوضات مشيرا الى ان القرار الدولي 2254 يخوله “استشارة كل من هو سوري” للمساهمة في التوصل الى حل سياسي.

واكد صبرا من جهته ان وفد الهيئة هو “الوفد المفاوض الوحيد الذي سيواجه الوفد النظامي” في المفاوضات مضيفا انه يعود للموفد الدولي ان “يستشير” من يريد “لكن ذلك يبقى في حدود الاستشارة”.

وتعارض الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل عديدة من المعارضة السياسية والعسكرية، مشاركة اي وفد معارض آخر في مفاوضات جنيف، باعتبار انها الاكثر تمثيلا على الارض.

وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي في جنيف لفرانس برس ان وفد موسكو الذي يضم شخصيات معارضة مقبولة من النظام، “هو وفد تفاوضي”، وان فريقه “ينتظر من دي ميستورا ان ينهي في اليومين المقبلين الشكليات، اي تسمية وفود المعارضة”، لافتا الى ان الاكراد “سيشاركون في المفاوضات في مرحلة لاحقة”.

ووصل الخميس الى جنيف وفد معارض ثالث يضم 15 شخصية من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسيلتقي الوفد دي ميستورا قبل ظهر الجمعة، بحسب ما اعلن.

وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته لفرانس برس ان تمثيل المعارضة “واحدة من النقاط الاكثر اهمية” في المفاوضات.

واضاف إن مجرد اقتراح مشاركة وفد غير الهيئة العليا للمفاوضات “يدعم فكرة ان هناك معارضة غير موحدة ويشكك في شرعية الهيئة”، مضيفا ان حضور مثل هذا الوفد “مسألة مثيرة للجدل”.

– الفدرالية الكردية –

وفي رسالة واضحة الى المجتمعين في جنيف، اعلن الاكراد الخميس نظاما فدراليا في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، في خطوة يرونها مقدمة لضرورة اعتماد نظام مماثل في كافة الاراضي السورية ما بعد الحرب.

وقال الباحث في الشأن السوري موتلو جيفير اوغلو لفرانس برس ان اعلان الفدرالية يوجه “رسالة سياسية” الى المفاوضين في جنيف والدول الراعية لهم.

والمناطق المعنية بهذا الاعلان هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالاضافة الى المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية مؤخرا وخصوصا في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).

وسارعت دمشق الى التحذير من عواقب “النيل من وحدة سوريا”، بينما اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انه “لن يقبل” باي مشروع “استباقي” للتسوية الجاري العمل عليها.

ومن جهة اخرى، اعرب البيت الابيض الخميس عن استعداده لدعم تحقيق لوصف التجاوزات التي ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق ب”الابادة”.

وقال المتحدث جوش ارنست ان “الولايات المتحدة ستتعاون ببذل جهود مستقلة للتحقيق في وقوع ابادة” مضيفا ان واشنطن ترغب في مساعدة المحكمة الجنائية الدولية لجمع الادلة.

في موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من انه يمكن لروسيا ان “تعزز وجودها في المنطقة الى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك”، بعد ايام من اعلان موسكو قرارا مفاجئا بسحب الجزء الاكبر من قواتها العسكرية في سوريا اثر تدخل جوي بدأ في 30 ايلول/سبتمبر.

واوضح بوتين “هذا ليس ما نريد، فالتصعيد العسكري ليس من مصلحتنا. لذلك نأمل أن يغلب جميع الأطراف المنطق في سبيل عملية السلام”.

واشاد رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر الخميس بقرار روسيا الانسحاب من سوريا، معتبرا ان ذلك يمكن ان “يخفض عدد اللاجئين” الذين يريدون الوصول الى الاتحاد الاوروبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية