مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة يعززون وجودهم على تخوم محافظتي اللاذقية وحماة

جنود سوريون يجوبون حي الخالدية وسط حمص في دبابة في 29 تموز/يوليو 2013 afp_tickers

عزز مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة وجودهم عند تخوم محافظتي اللاذقية وحماة، بعد السيطرة على عدد من القرى وتجمع عسكري كبير اثر معارك استغرقت اربعا وعشرين ساعة مع قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وقال المرصد في بريد الكتروني “تمكنت فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، من السيطرة خلال أقل من 24 ساعة على حاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز قوات النظام المتبقية في محافظة إدلب (شمال غرب)، وعلى بلدة محمبل”.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 مقاتلا من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة، و32 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

كما تمت السيطرة على قرى عدة في المنطقة. وتقع هذه المناطق في ريف ادلب الغربي على الطريق الممتدة بين مدينتي جسر الشغور واريحا اللتين سيطر عليهما جيش الفتح في نيسان/ابريل وايار/مايو. وهي في جزء منها محاذية لقرى ريف حماة الشمالي، وفي الجزء الآخر لجبال اللاذقية. ويسيطر النظام على الجزء الاكبر من المحافظتين، وتعتبر اللاذقية معقلا اساسيا له.

وبذلك تكون جبهة النصرة وحلفاؤها في طور استكمال السيطرة على محافظة ادلب حيث لا يزال النظام يحتفظ ببعض النقاط القريبة من اللاذقية وبمطار ابو الضهور العسكري في الريف الشرقي. كما يحاصر مقاتلو المعارضة والنصرة في الريف الغربي بلدتي كفرية والفوعة الشيعيتين.

ومنذ مساء الجمعة، تلاحقت التغريدات على حسابات جبهة النصرة على موقع تويتر التي اعلنت “تحرير” قرى وحواجز عدة. ونشرت صور مقاتلين من جبهة النصرة وجيش الفتح بلباسهم العسكري واسلحتهم الفردية، وذخائر وقذائف من “غنائم المجاهدين”.

واقر الاعلام الرسمي السوري بالتراجع، ونقلت وكالة الانباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدة من قواتنا المسلحة أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محمبل بريف ادلب وتمركزت في خطوط ومواقع جديدة اكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة”.

واشار المرصد الى ان بلدة سهل الغاب، وهي من أكبر تجمعات النظام في ريف حماة، “باتت مهددة”.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القائد في الجيش السوري العقيد سهيل الحسن المعروف ب”النمر” والذي كان يقود معارك ادلب، انتقل الى سهل الغاب التي تجمع فيها ايضا، بحسب المرصد، آلاف المقاتلين الايرانيين والافغان والعراقيين.

وكان مصدر امني سوري ذكر لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذا الاسبوع ان “نحو سبعة الاف مقاتل ايراني وعراقي وصلوا الى سوريا” اخيرا.

ومنذ نهاية آذار/مارس، تمكن جيش الفتح من طرد قوات النظام من مدينة ادلب، مركز محافظة ادلب، ومدينتي جسر الشغور واريحا ومعسكرات في المحافظة التي خرجت عمليا بشكل كامل عن سيطرة النظام. كما خسر النظام خلال الاسابيع الاخيرة مناطق اخرى في جنوب سوريا على ايدي فصائل المعارضة وجبهة النصرة وفي محافظة حمص (وسط) على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية.

في مدينة حلب (شمال)، قتل تسعة مواطنين السبت بينهم طفلان جراء إصابتهم في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على حي الأشرفية، بحسب المرصد.

في المقابل، قتل تسعة اشخاص آخرين بينهم اربعة اطفال في قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي التابع للنظام على احياء في شرق حلب.

وصعد النظام منذ ايام غاراته الجوية على المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

على جبهة اخرى، تتواصل المعارك في اقصى الشمال بين تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة مدعومة بكتائب مقاتلة، وقتل فيها خلال الساعات الاخيرة 14 عنصرا من التنظيم الجهادي وستة مقاتلين من الكتائب، بحسب المرصد السوري.

وفي سلوك انتقامي واضح، أقدم مقاتلون من فصائل اسلامية على قطع رؤوس ثلاثة من القتلى الجهاديين، ونقلوها الى مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا التي يحاول تنظيم الدولة الاسلامية الوصول اليها.

وأقدم تنظيم الدولة الاسلامية خلال الاشهر الاخيرة على قطع رؤوس مئات من مقاتلي الكتائب على هامش المواجهات بين الطرفين في مناطق عدة من سوريا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية