مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل شخصين طعناً داخل مسجد في جنوب افريقيا ومقتل منفذ الهجوم

سيارة شرطة أمام مسجد تعرض لهجوم في مالمزبري في جنوب افريقيا في 14 حزيران/يونيو 2018 afp_tickers

قُتل شخصان في هجوم بالسكين في وقت مبكر الخميس داخل مسجد في مالزبري في جنوب غرب بجنوب افريقيا قبل ان تردي قوات الامن المنفذ، وذلك بعد شهر على هجوم مماثل في مسجد آخر في البلاد.

وتدخلت الشرطة سريعاً بعد تلقيها بلاغا من المصلين في مسجد المدينة التي تبعد 60 كلم شمال مدينة الكاب السياحية. وهناك عثرت على جثتي شخصين تعرضا للطعن بسكين.

وقالت متحدثة تدعى نوليوسو رويكسانا لوكالة فرانس برس ان “المشتبه به وهو في الثلاثينات من العمر هاجم الشرطة بالسكين بينما كانت تحاول اقناعه بالاستسلام فقتلته”، مضيفة “لقد تجاهل النداء وحاول مهاجمة الشرطة التي قتلته”.

وتابعت ان المشتبه به أصاب شخصين آخرين بجروح تم نقلهما الى المستشفى. وقال أحد السكان ان إمام المسجد هو أحد الجريحين.

ولم تتوفر أي معلومات على الفور حول دوافع المهاجم الذي قالت وسائل اعلام محلية انه صومالي لكن الشرطة لم تؤكد ذلك على الفور.

وقالت زينب باسا زوجة القتيل اسماعيل باسا (72 عاما) عن القاتل: “لم نكن نعرفه. أعتقد أنه قادم جديد. كانت عيناه حمراوين ولم يتمكن أحد من إخراجه من المسجد”.

ونشرت أعداد كبيرة من قوات الامن في مكان الهجوم ومنع السكان من الوصول اليه. ورأى مراسل لفرانس برس جثة مغطاة بشرشف في حقل مجاور للمسجد وبجانبها سكين.

وحضر على الفور الى المكان ابراهيم رسول المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حاملا رسالة من الرئيس سيريل رامافوزا يعرب فيها عن “قلقه إزاء آفة عدم التسامح والقتل والنزاع التي بدأت تتسلل إلى المجتمع المسلم”، ويدعو المسلمين الى “التسامح والسلام”.

– صدمة –

وأعربت منظمة “مجلس القضاء الاسلامي” عن “صدمتها العميقة” للهجوم الذي يصادف في نهاية شهر رمضان.

وتابعت المنظمة على تويتر “ليس لدينا تفاصيل حول ما حصل لكنننا نذكر رعايانا بعدم الخروج باستنتاجات طالما لم يتم تبيان الوقائع بوضوح”.

ويأتي الهجوم بعد شهر على اعتداء مماثل داخل مسجد في فيرولام في شمال دوربان (شمال شرق) حيث ذبح ثلاثة أشخاص لم تعرف هوياتهم رجلا وطعنوا شخصين آخرين بالسكين قبل أن يفروا.

وكان مسجد فيرولام للشيعة لكن مسجد مالمزبري للسنة.

وقال مدير مكتب سيغنال ريسك الاستشاري نيك بايبر “في هذه المرحلة، ليس لدينا عناصر كافية للربط بين الهجومين والحديث عن طابع إرهابي. أنا لا أقول إنهما ليسا كذلك ولكن في الوضع الراهن، لا يمكن الخروج بهذا الاستنتاج”.

ولم تتضح دوافع الهجوم السابق، لكن الشرطة قالت انه يحمل “علامات التطرف”.

وقال المسؤول المسلم مولانا افتاب حيدر آنذاك ان الهجوم يحمل “بصمات منظمة ارهابية على غرار تنظيم الدولة الاسلامية”.

واضاف حيدر ان الشيعة في جنوب افريقيا يعانون منذ نحو ثمانية أشهر من “حملة من الحقد في بعض المساجد وعبر بعض الاذاعات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي”. وبعد بضعة ايام على اعتداء فيرولام، عثرت الشرطة على عبوة ناسفة في المسجد نفسه.

يعد المسلمون 1,5% من سكان جنوب افريقيا البالغ عددهم 53 مليون نسمة، وهم يعيشون في أجواء من التسامح الديني.

وكانت البلاد حتى الان في منأى من الهجمات الجهادية بخلاف دول افريقية أخرى. فقد شهدت موزمبيق المجاورة سلسلة من الهجمات التي نسبت الى الجهاديين في الاشهر الاخيرة.

ومنذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، قتل نحو 30 شخصا بالسكين او الساطور في أقصى شمال البلاد وهي منطقة مرشحة للتنقيب فيها عن الغاز.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية