مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 16 شرطيا افغانيا عن طريق الخطأ في غارة اميركية

Afghan National Army (ANA) soldiers patrol the Shah Wali Kot district of Kandahar province on May 23, 2017.At least 10 Afghan soldiers were killed when militants attacked their army base in the southern province of Kandahar, the defence ministry said May 23, in the latest attack on Western-backed forces. afp_tickers

اسفرت غارة اميركية استهدفت عناصر من حركة طالبان، عن مقتل ستة عشر شرطيا افغانيا الجمعة عن طريق الخطأ في ولاية هلمند خلال عملية ضد المتمردين لا تزال مستمرة السبت، ما ادى الى تأجيج الحقد على القوات الاجنبية.

وقال المتحدث باسم شرطة الولاية سلام أفغان لفرانس برس إن الغارة التي اكدها مساء الجمعة مقر القوات الاميركية في كابول، وقعت “قرابة الخامسة بعد الظهر. وادت الى مقتل 16 شرطيا أفغانيا بينهم ضابطان. وأصيب شرطيان آخران بجروح”.

وأضاف المتحدث أن “عناصر الشرطة كانوا انتهوا من تمشيط قرية بشافا في منطقة جيريشك (على بعد 150 كلم غرب قندهار) وطردوا عناصر طالبان عندما شن الأميركيون الغارة”.

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الداخلية في كابول نجيب دانيش لفرانس برس ان عدد القتلى 12، لكن المتحدّث باسم حاكم ولاية هلمند عمر زواك، اكد ان ستة عشر شرطيا قتلوا على خط الجبهة ضد طالبان.

وذكر سلام افغان انه “قبل نصف ساعة من الغارة، كان عناصر طالبان في القرية لكن القوات الأفغانية كانت قد استعادت السيطرة على المنطقة عندما تعرضت للقصف”.

وشدد على ان ذلك “لم يكن متعمدا. لقد تعرض عناصر الشرطة لاستهداف عن طريق الخطأ”.

وارسلت وزارة الداخلية وفدا الى القرية لاجراء “تحقيق كامل حول ما حدث”، كما اكد دانيش.

ومنذ مساء الجمعة، اقرت القوات الغربية في كابول، بالعملية والخطأ في بيان يؤكد أن “عمليات القصف الجوي ادت الى مقتل قوات افغانية صديقة كانت مجتمعة في معسكر”. الا انه لم يقدم حصيلة.

واوضحت بعثة حلف شمال الاطلسي ان عمليات القصف حصلت في”منطقة بجنوب افغانستان يسيطر عناصر طالبان على القسم الاكبر منها”، واعلنت فتح تحقيق داخلي، وقدمت تعازيها “الى العائلات المصابة بهذا الحدث الاليم”.

-افيون ومارينز-

واستمرت المواجهات عنيفة السبت بحسب مراسل لوكالة فرانس برس لم يتمكن من الوصول الى المكان ونقل حصول تبادل للنيران وتحليق مروحيات للقوة الدولية حتى العصر.

يسيطر عناصر طالبان على مساحات شاسعة من ولاية هلمند. اما المناطق التي تخرج عن سيطرتهم، فتشهد معارك شرسة، لان الاقليم ينتج وحده حوالى 85% من الافيون الافغاني، المصدر الاساسي للعملات الصعبة للمتمردين من خلال فرض رسوم على المزارعين.

ومن اجل احتوائهم، ارسل 300 من عناصر المارينز في نيسان/ابريل الى قاعدة كامب باستن في شمال لشكر-كاه، كبرى مدن الولاية.

وفي بداية الاسبوع، ساندوا القوات النظامية لاستعادة منطقة ناوا المهمة في جنوب لشكر-كاه، والتي يهدد سقوطها منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، المطار الاقليمي وتعليق الرحلات التجارية.

وفي اطار التحالف الغربي، تشن القوات الاميركية وحدها الغارات الجوية على عناصر طالبان وتنظيم الدولة الاسلامية باسم التصدي للارهاب.

لكن الاخطاء المتكررة للقوات الاجنبية تؤجج غضب السكان.

وقد اسفر آخر حادث كبير في شباط/فبراير 2017، عن 18 قتيلا من سكان ولاية هلمند الجنوبية المجاورة لأورزوغان، كما ذكرت بعثة الامم المتحدة في افغانستان.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اسفرت غارة اعلن رسميا انها استهدفت مسؤولين كبارا من حركة طالبان في منطقة قندوز (شمال) عن 32 قتيلا و19 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والاطفال، كما افاد تحقيق اجرته بعثة الامم المتحدة في افغانستان، وادت الى تظاهرات غاضبة.

وفي 14 تموز/يوليو، اعلنت مصادر محلية اصابة ثمانية من المدنيين الافغان في غارة جوية استهدفت ولاية اوروزغان ونسب هذه الغارة الى “القوات الاجنبية”.

لكن متحدثا عسكريا اميركا نفى ذلك بعد التحقيق، مؤكدا “عدم شن اي غارة في اوروزغان ذلك اليوم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية