مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 17 شخصا من الروهينغا غرقا اثناء فرارهم من بورما الى بنغلادش

جثث أطفال من بين ضحايا الروهينغا في 31 آب/أغسطس 2017 بعد غرق مركبهم في نهر "ناف" لدى محاولتهم العبور من بورما الى بنغلادش afp_tickers

عثر خفر السواحل في بنغلادش الخميس على جثث 17 من مسلمي الروهينغا بينهم عدد كبير من الأطفال بعد أن انقلبت المراكب التي استقلوها هربا من أعمال العنف في بورما باتجاه الحدود.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الاربعاء لجوء 18500 شخص على الاقل من هذه الأقلية المسلمة المضطهدة الى بنغلادش، هربا من المعارك المتواصلة منذ أسبوع بين الجيش البورمي والمتمردين المسلمين الروهينغا في إقليم راخين المجاور.

يحاول اللاجئون الروهينغا الهرب على متن قوارب صيد عبر نهر ناف الذي يشكل حدودا طبيعية بين بورما وجنوب شرق بنغلادش. وتكون تيارات هذا النهر قوية في هذه الفترة من العام التي تشهد رياحا وأمطارا موسمية في جنوب آسيا.

وعثر الأربعاء على جثث امرأتين وطفلين غرق مركبهم. وأفاد مسؤولون بنغلادشيون أن المأساة تكررت الخميس مع قاربين آخرين.

وانتشلت السلطات 17 جثة تظهر ممددة على الأرض ومغطاة في الصور التي التقطت في المكان.

ووصف الناجي من غرق أحد القاربين شاه كريم لوكالة فرانس برس كيف انقلب المركب الصغير الذي كان محملا بأكثر من طاقته بسب قوة تدفق المياه في مصب نهر ناف باتجاه خليج البنغال.

وروى كريم أن “أحدا لم يكن يعرف كيف يقود المركب وشعرنا بالذعر عندما جنح القارب”.

وفي بنغلادش أكثر من 400 الف لاجئ من الروهينغا هربوا خلال موجات العنف والاضطهاد السابقة. ويقيمون في مخيمات مزدحمة وقذرة في منطقة كوكس بازار الساحلية.

-“مخاوف بالغة” –

وأغلقت بنغلادش ذات الغالبية المسلمة حدودها وقالت إنها لا تريد استقبال المزيد من اللاجئين الهاربين من بورما حيث لا يعترف بهم كمواطنين ويتعرضون للاضطهاد على أيدي الأكثرية البوذية.

وكان ما يقارب الستة آلاف من الروهينغا يتجمعون في المنطقة الحدودية الخميس بانتظار العبور. وروى هؤلاء أنهم هربوا من قراهم التي احرقتها الشرطة والجيش وعصابات بوذية.

والاربعاء طلبت رئيسة الوزراء شيخة حسينة من الأمم المتحدة ممارسة ضغوط على بورما للحد من تدفق اللاجئين.

وقالت حسينة “لقد وفرنا المأوى لعدد كبير من اللاجئين الروهينغا في بنغلادش لاسباب انسانية والأمر يشكل أزمة كبيرة لنا”.

اندلعت الموجة الأخيرة من العنف في بورما قبل أسبوع حين شن مسلحون من الروهينغا هجمات دامية على مراكز للشرطة، ما دفع السلطات لاطلاق حملة مداهمات استهدفت قراهم بمشاركة الجيش في ولاية راخين غرب بورما.

وخلف العنف 110 قتلى على الأقل بينهم 11 موظفا حكوميا.

وتشمل حصيلة القتلى والنازحين بوذيين واشخاص من قبائل أخرى في ولاية راخين، تعرضوا لهجمات من المسلحين الروهينغا.

على الصعيد الدبلوماسي، حذرت الولايات المتحدة الخميس سلطات بورما من مهاجمة المدنيين وموظفي منظمات الإغاثة في إطار ردها على هجمات المسلحين الروهينغا في اقليم راخين.

وقالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان “فيما تتحرك قوات الأمن البورمية لمنع مزيد من العنف… تقع عليها مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي الانساني الذي يتضمن الامتناع عن مهاجمة المدنيين الابرياء وموظفي الإغاثة الانسانية وضمان وصول المساعدات لمن يستحقها”.

من جهتها، عبرت يانغي لي المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في ميانمار، الخميس عن “بالغ قلقها” ازاء تفاقم دائرة العنف في المنطقة.

وأكدت أهمية معالجة الاسباب الجذرية للأزمة، مشيرة إلى حزنها لعدم وجود خدمات الإجلاء للمسلمين الروهينغا.

وقالت لي “لو أن المخاوف حيال حقوق الانسان لم تواجه بشكل جيد، وإذا ظل الناس مهمشين سياسيا واقتصاديا، سيشكل شمال راخين ارضية خصبة للتشدد، مع سهولة تعرض الناس بشكل متزايد للتجنيد عبر المتطرفين”.

-بنغلادش تتعرض لضغوط –

وتتعرض بنغلادش لضغوط مكثفة للسماح للاجئين الروهينغا بالعبور إلى أراضيها، لكنها أقدمت على إعادة عدد منهم إلى بورما في ما اعتبرته منظمات حقوقية إخلالا بالتزاماتها الدولية.

والخميس، أفاد قائد في قوات حرس الحدود البنغلادشي وكالة فرانس برس عن توقيف 71 لاجئا من الروهينغا وصلوا مؤخرا لدخولهم البلاد شكل غير قانوني وابلاغهم بضرورة عودتهم من حيث أتوا، لكنه أكد عدم إجبارهم على العودة.

وقال منصور الحسن خان “أوقفت الشرطة 71 من الروهينغا داخل بنغلادش ثم سلمتهم لنا”.

وتابع “لم نجبرهم على العودة، عوضا عن ذلك أخبرناهم أن عليهم العودة لأراضيهم”، مشيرا إلى تعمق الأزمة الإنسانية على الحدود.

تحظر سلطات بورما دخول وسائل الإعلام إلى راخين، لكن صحافيا في فرانس برس شارك ضمن وفد نظمته الحكومة الاربعاء إلى المنطقة الأكثر تضررا شاهد أعمدة الدخان تتصاعد من عدة قرى محروقة.

تعتبر هذه الاقلية غريبة في بورما التي يعتنق 90% من سكانها البوذية، وهي محرومة من الجنسية رغم استقرار افرادها في هذا البلد منذ أجيال، ويعاني أفرادها من حرمانهم من سوق العمل والمدارس والمستشفيات. كما أدى تصاعد القومية البوذية في السنوات الأخيرة إلى مزيد من العداء لهم.

وأثار اضطهاد الروهينغا الذين ينظر اليهم كمهاجرين غير شرعيين في بورما، انتقادات واسعة، خصوصا في العالم الإسلامي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية