مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 32 متمردا في محيط الحديدة وغريفيث يعود الى صنعاء

متمرد حوثي يتفقد مدرعة أصيبت في غارة جوية خلال اشتباكات بين القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها والحوثيين في 13 أيلول/سبتمبر 2018 قرب المدخل الشرقي لمدينة الحديدة الساحلية afp_tickers

قتل 32 متمردا في اليمن باشتباكات متقطعة مع القوات الحكومية وغارات جوية شنتها طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية في محيط مدينة الحديدة الساحلية في الساعات الـ24 الماضية، حسب ما أفادت الأحد مصادر عسكرية وطبية.

وتواصلت الاشتباكات في محيط الحديدة الأحد في وقت بدأ مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث زيارة الى صنعاء في محاولة لاعادة احياء الآمال بعقد جولة محادثات سلام بعد أيام من فشل الجولة الاخيرة اثر رفض المتمردين الحضور من دون ضمانات بالعودة الى صنعاء.

وقال مسؤول عسكري لفرانس برس ان التحالف شن الاحد غارة داخل المدينة استهدفت برج إذاعة تابعة للمتمردين في الجهة الغربية، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص لم تعرف هويتهم. لكن المتمردين أفادوا عبر قناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم ان القتلى حراس البرج إضافة إلى موظف.

وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الخاضع للمتمردين والذي يعتبره التحالف العسكري بقيادة السعودية ممرا لتهريب الأسلحة.

وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم البري على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.

وتمكنت القوات الموالية للحكومة الاربعاء من قطع طريق رئيسي قرب مدينة الحديدة عند نقطتي “الكيلو 16″ و”الكيلو 10”. ويربط هذا الطريق مدينة الحديدة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا بارزا لإمداد المتمردين الحوثيين.

ورغم المعارك الجديدة في محيطها، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة فقط على طرق رئيسية قرب المدينة.

ويسيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء ومناطق أخرى منذ أيلول/سبتمبر 2014. وتحاول القوات الحكومية استعادة الأراضي التي خسرتها بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد دعما لقوات الحكومة منذ آذار/مارس 2015.

ومنذ التدخل السعودي، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين.

وبدأت الأمم المتحدة جهود استئناف محادثات السلام في أفقر دول شبه الجزيرة العربية بعدما شن التحالف هجومه باتجاه مدينة الحديدة.

وانتهت مفاوضات غير مباشرة حتى قبل ان تبدأ في الشهر الحالي بعدما رفض المتمردون في اللحظة الاخيرة التوجه الى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا الى العاصمة.

كما طالبوا بنقل جرحى على متن الطائرة التي كانت ستقلهم الى جنيف، مشددين على ضرورة أن تكون الطائرة عمانية وأن تمر عبر مسقط.

والأحد قال “وزير الخارجية” في حكومة المتمردين غير المعترف بها دوليا هشام شرف عبدالله لمارتن غريفيث في صنعاء ان التحالف “هو من عرقل وصول الوفد (…) للمشاورات”، مضيفا ان الحوثيين ما زالوا يدعمون رغم ذلك “كافة الجهود والمساعي الحميدة نحو السلام”.

وأكد بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء “سبأ” المتحدثة باسم المتمردين، ان “إجراءات بناء الثقة” بين اطراق النزاع يجب ان تشمل “صرف مرتبات كافة موظفي الدولة”، أي الموظفين في الحكومة التابعة للمتمردين أيضا، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والدولية.

كما دعا الامم المتحدة الى “الضغط” على التحالف العسكري من أجل “وقف استهداف المدنيين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية