مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مناصرون للنظام يجاهرون بتحديهم للغرب بعد الضربات العسكرية على بلادهم

سوريون يلوحون بالاعلام وصور الرئيس بشار الاسد في 14 نيسان/ابريل 2018 في ساحة الامويين في دمشق بعد الضربات الغربية على سوريا afp_tickers

قبل ساعات من حلول فجر السبت، استفاق سكان العاصمة السورية على دوي انفجارات متتالية ضخمة، ليخرجوا بعدها الى شرفات منازلهم ويجدوا السماء مضاءة فوق دمشق جراء ضربات جوية وصاروخية وجهتها دول غربية.

على مدى 45 دقيقة، تردد دوي هذه الانفجارات وأصوات تحليق الطائرات الحربية في أجواء المدينة فجراً، تزامناً مع اعلان واشنطن وباريس ولندن استهداف مراكز ومنشآت عسكرية قرب العاصمة وفي محافظة حمص (وسط) رداً على هجوم كيميائي مفترض اتُهمت دمشق بتنفيذه في السابع من نيسان/ابريل.

في ساحة الامويين في وسط العاصمة، قالت سوسن أبو طبلة التي كانت مع زوجها بين جمع من المواطنين جاؤوا يؤكدون تاييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، “سمعت الضربة واستيقظت، فتحت الانترنت لأقرأ عن اعتداء سافر من اميركا وفرنسا وبريطانيا” على سوريا.

وسمعت سوسن على غرار غالبية سكان دمشق أصوات الانفجارات واطلاق مضادات جوية وشاهدت اعمدة الدخان تتصاعد من الجهة الشمالية الشرقية من العاصمة.

وقالت رحمة أبو حمرة (49 سنة) المقيمة في ضاحية جرمانا جنوب دمشق لفرانس برس “استيقظت على صوت الضربة عند الساعة الرابعة فجراً (01,00 ت غ) وتابعت الأخبار”.

في الوقت ذاته، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن عن عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا على أهداف للنظام في سوريا.

ومع شروق الشمس، احتشد العشرات من المواطنين بينهم نساء ورجال في ساحة الامويين، بعدما وصلوا اليها سيراً على الاقدام أو على متن دراجات نارية أو في سيارات رفعت الأعلام السورية.

وقال رحمة التي اصطحبت ابنها معها الى الساحة بنبرة حازمة “معنوياتنا مرتفعة ولا يهمنا ترامب ولا مليون مثله ولا الصواريخ التي تصدينا لها بهمة جيشنا”.

وبحسب قيادة الجيش السوري، تم “إطلاق حوالى مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها” تصدت لها الدفاعات الجوية “وأسقطت معظمها”.

وتحلق عدد من الشبان حاملين الاعلام السورية والايرانية والروسية، وهم يصفقون ويرددون هتافات باللهجة المحكية بينها “نحنا بأمرك يا بشار، خلي الدنيا تولع نار”، و”سجل سجل سجل يا تاريخ السوري ذل الصواريخ”.

وأطلقت النسوة الزغاريد فيما صدحت مكبرات صوت علقت على سيارات بالاغاني الوطنية.

– “الغطرسة” الأميركية –

ووسط الحشود، وقف منذر حمود (48 عاماً) حاملاً صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد وعلى زاويتها صورة لابنه الرئيس الحالي بشار الاسد.

وقال منذر وهو يرتدي زياً رياضياً ويضع كوفية على كتفيه “بعد دوي الانفجار صعدت الى السطح لأرى الصواريخ تتساقط كالذباب”.

ويتابع بفخر “سيسجل التاريخ أن سوريا أسقطت ليس فقط الصواريخ بل الغطرسة الأميركية في هذا الوطن”.

وتسبب تجمع السكان بزحمة سير في الساحة المشهورة بنافورتها الكبيرة. وكان شبان كثيرون يخرجون من نوافذ سياراتهم لدى مرورهم في المكان لالتقاط الصور. وصرخ بعضهم “الله حاميكي يا شام” أو عبارات داعمة للأسد.

ورفع جنود علامة النصر قرب سيارة علقت عليها صورة تجمع الأسد الأب بالامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الذي يقاتل عناصر حزبه في سوريا الى جانب القوات الحكومية منذ العام 2013.

ولم تتردد أمينة الفارس (58 عاماً) في القدوم الى الساحة للاحتفال.

وقالت السيدة التي فقدت ستة من أفراد عائلتها بينهم ابنها واولاد شقيقها خلال سنوات الحرب السبع انهم “فداء للوطن والرئيس”.

وأضافت أمينة التي ترتدي سترة سوداء أنها كانت تحتسي شراب المتة حين وقوع الضربات. وقالت لفرانس برس “نحن لا نخاف، ظن ترامب اننا سنعيش في الملاجئ لكننا هنا في ساحة الامويين”.

على بعد أمتار منها، أكد أيمن قبلاوي (59 عاماً)، مدرس رياضة مقيم في حي برزة، “جئنا لأننا انتصرنا. انتهت (الحرب) وانتصرنا على الارهاب. هذه آخر ضربة لهم”.

على مواقع التواصل الاجتماعي، بثت صفحات الرئاسة بدورها مقطع فيديو ظهر فيه الرئيس السوري وهو يمشي حاملاً حقيبته داخل القصر الرئاسي. وذيل الفيدو بعبارة “صباح الصمود”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية