مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منافسة شديدة على استضافة وكالتين اوروبيتين مغادرتين لبريطانيا بعد بريكست

جدارية رسمها فنان الغرافيتي البريطاني الشهير بانكسي مؤخرا يبدو فيها عامل يقشر إحدى نجمات علم الاتحاد الأوروبي بعد اقرار بريكست afp_tickers

تخوض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي منافسة شديدة على استضافة وكالتين أوروبيتين ستغادران بريطانيا بعد بريكست ومعهما مئات الموظفين وعائلاتهم وما يرافق ذلك من عائدات اقتصادية.

يريد قادة الدول الأعضاء بأي ثمن تفادي فتح سوق مزايدات وسيغتنمون فرصة القمة الاوروبية الخميس في بروكسل لمحاولة تبني آلية توافقية للاختيار.

واقترحت فرنسا مدينة ليل (شمالا) لاستضافة “الوكالة الاوروبية للدواء”، لكن المنافسة عليها تبدو محتدمة مع امستردام وكوبنهاغن وستوكهولم وبرشلونة.

اما المانيا فتريد ان تصبح فرانكفورت مقر “السلطة المصرفية الاوروبية” وسط منافسة باريس وبراغ. وبرزت كذلك مدن على غرار فيينا ودبلن ووارسو رشحتها بلدانها لاستضافة الوكالتين معا.

وتنطوي الرهانات الاقتصادية على عناصر كفيلة بتغذية الأطماع.

تتخذ “الوكالة الاوروبية للدواء” مقرها منذ 1995 في حي الاعمال “كاناري وورف” في لندن، وهي مكلفة الترويج للصحة العامة من خلال أنشطة تقييم وإشراف على العقاقير للاستخدام البشري والبيطري.

وتوظف الوكالة حوالى 900 شخص وسجلت 30 الف ليلة في الفنادق بفضل زوارها الكثر في العام 2015، بحسب وثيقة لمجلس الاتحاد الاوروبي.

– “كأنها مسابقة يوروفيجن!” –

أنشئت “السلطة المصرفية الاوروبية” في 2011 واتخذت مقرا في لندن، وباتت معروفة عبر اختبارات الاجهاد التي تجريها على المصارف الاوروبية. وهي توظف حوالى 190 شخصا، فيما يراكم زوارها حجوزات فندقية توازي حوالى 9000 ليلة سنويا، بحسب الوثيقة نفسها.

ووضع مجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم الدول الاعضاء آلية بعدة مراحل تتيح لها توزيع النقاط على المدن المرشحة المرغوبة.

واعتبر دبلوماسي من بلد أوروبي كبير المسألة “كأنها مسابقة يوروفيجن” في إشارة الى مسابقة الاغاني التلفزيونية السنوية التي تلقى متابعة واسعة.

وما زالت الآلية طور البلورة ويفترض ان تطرح الخميس على قادة الدول الأعضاء الـ27 المجتمعين في بروكسل، بحسب المصدر الدبلوماسي.

وأفادت وثيقة عمل اطلعت عليها وكالة فرانس برس ان مهلة تقديم الترشيحات كافة تنتهي مع 31 تموز/يوليو، لتتولى المفوضية الاوروبية تقييمها حتى 30 ايلول/سبتمبر. وعلى المفوضية ان تأخذ معايير مختلفة في الاعتبار بينها مدى سهولة الوصول إلى الموقع وفرص العمل لدى شركاء الموظفين والدراسة لابنائهم.

كما سيأخذ التقييم في الاعتبار المواقع الحالية للوكالات الأخرى بهدف إجراء توزيع جغرافي متوازن لمقارها.

لكن الخيار النهائي يعود إلى الدول الأعضاء التي يحق لها اخذ هذا التقييم في الاعتبار ام لا أثناء التصويت الذي قد يجري في تشرين الاول/أكتوبر.

– مفاجآت محتملة –

ينص مشروع المجلس على منح كل من الدول الأعضاء 6 نقاط يجوز لها توزيعها في دورة تصويت أولى بمنح خيارها الاول ثلاث نقاط والثاني نقطتين والثالث نقطة واحدة.

ويفوز موقع مرشح في حال حصوله على ثلاث نقاط من 14 دولة على الاقل، والا فستنظم دورة تصويت ثانية على المدن المرشحة الثلاث الأولى، لكن هذه المرة بموجب صوت واحد لكل دولة عضو.

يستلزم الفوز بالدورة الثانية 14 نقطة. وفي حال فشل أي من المدن المرشحة الثلاث في جمعها، فتنص الآلية على دورة تصويت ثالثة ونهائية على البلدين اللذين تصدرا تصويت الدورة الثانية على مدنهما المرشحة.

غير ان تصويت الدول الاعضاء بالاقتراع السري قد يخفي المفاجآت.

في جميع الأحوال، وأيا كان البلد الفائز، فيترتب على لندن تسديد تكاليف نقل المقار، على ما أنذر اعضاء الاتحاد الـ27.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية