مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة الصحة العالمية تلغي تعيين رئيس زيمبابوي سفيرا للنوايا الحسنة

رئيس زيمبابوي روبرت موغابي خلال اجتماع في بريتوريا في 03 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس الاحد الغاء تعيين رئيس زيمبابوي سفيرا للنوايا الحسنة حرصا على مصلحة الوكالة الأممية وفي محاولة لانهاء الجدل الذي اثاره التعيين.

وقال تيدروس في بيان “في الايام الاخيرة فكرت في قرار تعيين فخامة الرئيس روبرت موغابي سفيرا للنوايا الحسنة لدى منظمة الصحة العالمية (للأمراض غير المعدية) في افريقيا، وقررت ان الغي ذلك”.

واثار التعيين هذا الاسبوع غضب ناشطين يصرون على ان نظام الصحة في زيمبابوي كغيره من الخدمات العامة، انهار في عهد النظام الاستبدادي لموغابي. كما نددت الولايات المتحدة وبريطانيا بتعيينه.

واضاف تيدروس، وهو اول افريقي يتولى هذا المنصب في تموز/يوليو، انه “استمع بعناية” الى الاصوات المنتقدة كما تشاور مع حكومة زيمبابوي.

واضاف “توصلنا الى خلاصة ان هذا القرار يخدم مصالح منظمة الصحة العالمية بشكل افضل”.

وكان تيدروس اعلن في الاوروغواي تعيين موغابي سفيرا للنوايا الحسنة للمنظمة مشيدا بزيمبابوي “الدولة التي تضع التغطية الصحية الشاملة وتعزيز القطاع الصحي في صميم سياستها المتمثلة في ضمان الرعاية الصحية للجميع”.

والنظام الصحي في زيمبابوي كغيره من الخدمات العامة انهار في عهد موغابي الذي يحكم منذ 37 عاما. وتعاني معظم المستشفيات من نقص الادوية والاجهزة بينما لا يتلقى الاطباء والممرضات اجورهم من حين لآخر.

وكانت الوكالة طلبت من موغابي (93 عاما) تولي دور سفير للنوايا الحسنة لصالحها من اجل المساعدة في مكافحة الامراض غير المعدية مثل الازمات القلبية والربو في افريقيا.

وشاركت بريطانيا القوة المستعمرة السابقة لزيمبابوي، السبت في الانتقادات لتصف قرار منظمة الصحة العالمية ب”المفاجئ والمحبط وخصوصا في ضوء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عليه”.

-ضغوط متعددة-

وتعرض مدير منظمة الصحة العالمية لضغوط كثيرة لاعادة النظر في قراره اختيار موغابي.

وقال مدير معهد الصحة العامة في جامعة هارفرد اشيش جها في بريد الكتروني لوكالة فرانس برس ان “تعيين موغابي في نهاية الايام المئة الاولى (لتيدروس على رأس المنظمة) كان خطأ” وذلك قبل قرار الالغاء.

واضاف “ان الإلغاء سيشكل مؤشرا قويا الى ان الادارة تستمع وتحرص على الاستجابة لاراء الاخرين”.

بدورها، كتبت المندوبة الاميركية السابقة لدى الامم المتحدة سامانثا باور في تغريدة ان “تيدروس سيلغي بالتأكيد تعيين موغابي سفيرا للنوايا الحسنة، لكن الضرر وقع”.

وقالت ان “الشخص الوحيد الذي كان موغابي يهتم بصحته خلال حكمه الذي دام 37 عاما هو موغابي نفسه”.

واشار العديد من النقاد الى ان موغابي الذي يعاني وضعا صحيا هشا يتوجه الى الخارج لتلقي الرعاية الطبية.

وقال ريتشارد هورتون، مدير المجلة الطبية البريطانية الرائدة “ذي لانسيت”، “يا صديقي تيدروس، إلغ قرارك، وتشاور مع زملائك و فكر مرة أخرى في قرارك”.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان “الادارة الاميركية فرضت عقوبات على الرئيس موغابي بسبب جرائم ضد شعبه والتهديد الذي يُشكّله على السلام والاستقرار. إنّ هذا التعيين يتناقض بوضوح مع المثل العليا للأمم المتحدة المتمثلة في احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية”.

اما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فاعتبر أنّ تعيين موغابي سفيرا للنويا الحسنة هو قرار “سخيف” و”غير مقبول على الاطلاق”.

ورأى اكبر احزاب المعارضة في زيمبابوي “الحركة الديموقراطية للتغيير” ان تعيين موغابي “مضحك”. وقال الناطق باسم الحزب اوبرت غوتو لفرانس برس ان “النظام الصحي في زيمبابوي في حالة فوضى وهذه اهانة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية