مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تؤكد استنتاج لندن بشان ماهية السم المستخدم ضد سكريبال

الشرطة البريطانية امام منزل الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في 6 آذار/مارس 2018 afp_tickers

أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس ما توصلت اليه لندن حول طبيعة غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم على عميل روسي سابق وابنته وقالت لندن سابقا انه من نوع نوفيتشوك وجاء من روسيا.

ولم تسم المنظمة المادة الكيميائية مشيرة إلى أن المعلومات بشأن تركيبتها ستتوفر كاملة في تقرير سري يمكن للدول المنضوية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاطلاع عليه.

وفي حين طلبت لندن عقد اجتماع لمجلس الامن لمناقشة نتائج تقرير المنظمة، اكدت روسيا انها لن تقبل ما توصلت اليه المنظمة.

وأفاد ملخص لتقرير المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها ان العينات التي خضعت لاختبارات “تؤكد ما خلصت إليه المملكة المتحدة بشأن ماهية المادة الكيميائية السامة” التي استخدمت في الهجوم على سيرغي سكريبال وابنته يوليا واصابت احد رجال الشرطة.

وأضافت أن “المادة الكيميائية السامة كانت عالية التركيز”.

لكن في الخلاصة التي كشفت السرية عنها، لم تجر المنظمة أي تقييمات بشأن الجهة التي نفذت الهجوم بتاريخ 4 آذار/مارس في مدينة سالزبري البريطانية.

واتهمت بريطانيا والدول المتحالفة معها على غرار الولايات المتحدة موسكو بشن الهجوم وسط نفي الأخيرة ما أثار سجالا دوليا أدى إلى طرد دبلوماسيين من كلا الطرفين.

وذكرت بريطانيا أن المادة تدعى “نوفيتشوك”، وهي مجموعة من المركبات الكيميائية القاتلة التي يقال إن الحكومة السوفياتية طورتها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

وأفادت الحكومة البريطانية أن روسيا عُرفت باستخدامها فيما أصرت موسكو على أنها دمرت جميع أسلحتها الكيميائية.

وأعلنت بريطانيا الخميس انها طلبت عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي لمناقشة نتائج تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بشأن تسميم الجاسوس الروسي السابق على الاراضي البريطانية الشهر الماضي.

ويتوقع ان يجري اجتماع المجلس الأسبوع المقبل، بحسب البعثة البريطانية للامم المتحدة.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس ان “روسيا لن تقبل اي استنتاج يتعلق بقضية سكريبال الا حين يتم السماح للخبراء الروس بالوصول الى العينات التي ذكرتها (منظمة حظر الاسلحة الكيميائية)”.

وقالت زاخاروفا “لا توجد معلومات البتة عن كيف وممن وفي أي ظروف تم اخذ العينات. وهذا يثير تساؤلات الخبراء الروس وبالطبع يتطلب مزيداً من التحليل المفصل”.

واكدت ان روسيا لا تزال منفتحة على اجراء تحقيق مشترك.

الى ذلك، اتهمت موسكو لندن ب”احتجاز” يوليا سكريبال التي تسممت بغاز اعصاب بداية اذار/مارس مع والدها الجاسوس الروسي السابق وغادرت المستشفى بعدما تلقت علاجا في مكان بقي سريا.

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي ان “الاحداث الاخيرة تعزز مخاوفنا من عزل مواطنة روسية. لدينا كل الاسباب للاعتقاد اننا امام حالة احتجاز قسري لمواطنين روس أو إجبارهم على اطلاق تصريحات مزيفة”.

ورغم ان مكان تواجدها غير معروف، إلا أن يوليا سكريبال صرحت بأنها تحصل على الدعم من ضباط الشرطة الذين يطلعونها على نتائج التحقيق.

والاربعاء قالت يوليا انها لا ترغب حالياً في قبول عرض المساعدة القنصلية من السفارة الروسية، بحسب تصريحات نشرتها شرطة لندن.

وكانت يوليا جاءت من روسيا لزيارة والدها المقيم في سالزبري بعد عملية تبادل سجناء بين موسكو ولندن وواشنطن في 2010 بعد ان كان يمضي عقوبة بالسجن 13 عاما في روسيا بتهمة التعاون مع الاستخبارات البريطانية.

واثارت القضية ازمة دبلوماسية خطيرة بين موسكو التي تنفي تورطها والغربيين. وترجمت باكبر عملية طرد متبادل لدبلوماسيين في التاريخ.

وبحسب الاعلام البريطاني نقلت السلطات البريطانية يوليا الى مكان آمن ما أثار غضب السفارة الروسية التي اعتبرت الاربعاء على تويتر انها “محتجزة رهينة”.

في السادس من نيسان/ابريل اعلنت وزارة الداخلية البريطانية انها رفضت طلب تأشيرة الى فيكتوريا سكريبال ابنة شقيق سيرغي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية