مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منع قافلة مساعدات انسانية من الدخول الى داريا المحاصرة في سوريا

منزل مدمر في داريا afp_tickers

منعت قافلة مساعدات انسانية من الدخول الخميس إلى داريا السورية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والمحاصرة من قوات النظام منذ العام 2012.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تغريدة “مع الاسف منعت قافلة المساعدات المشتركة مع الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الاذن المسبق من جميع الاطراف”.

كما ناشدت “السلطات المعنية اتاحة دخولنا الى داريا كي نعود ومعنا الحاجات الماسة من الاغذية والادوية”.

واعتبرت مديرة اللجنة في سوريا ماريان غاسر التي كانت ضمن القافلة التي كانت محملة حليبا للاطفال ومساعدات طبية ومدرسية، ان منعها من الدخول امر مأسوي.

وقالت في بيان ان “سكان داريا بحاجة الى كل شيء، ومن الماسوي فرض تاخير بلا مبرر في توفير حتى المواد الاساسية التي حملناها اليوم”.

اضافت ان داريا “تشهد قتالا بلا هوادة منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف، ونعلم ان الوضع هناك يائس”.

غير أن متحدثا أمميا قال إنه تم اتخاذ قرار بعدم المضي قدما بالقافلة بعد انتزاع “مواد غذائية” منها.

وقال ستيفان دوجاريك ان المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا ومنسق الشؤون الانسانية فيها “قررا الغاء المهمة الى داريا بسبب ازالة مواد غذائية للأطفال إضافة إلى لقاحات من قافلة الأمم المتحدة عند آخر نقطة تفتيش”.

وكانت داريا قبل الحرب تعد حوالى 80 الف نسمة، لكن هذا العدد انخفض بنسبة 90% فيما يعاني من تبقى من السكان نقصا حادا في الموارد وسوء التغذية.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 400 الف شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا اغلبهم في مناطق تحاصرها قوات النظام.

وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا للمعارضة لانها خارجة عن سلطة النظام منذ اربع سنوات. وكانت المدينة على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد التي بدأت في آذار/مارس 2011.

من جهة أخرى، عادت الأوضاع إلى المربع الأول فجر الخميس في مدينة حلب في شمال سوريا بين قوات النظام والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة المعلنة بين الطرفين من دون تمديد.

وما زالت اصوات المعارك تسمع في أنحاء عدة من سوريا، مع غارات مكثفة للنظام على معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسيطرة تنظيم القاعدة وحلفائه على قرية علوية في وسط البلاد، بالإضافة إلى معارك بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في الجنوب.

وألحق التنظيم الجهادي نكسة بالجيش السوري خلال اليومين الماضيين، بقطعه طريقا رئيسيا على النظام بين مدينتي تدمر وحمص بعد أقل من أسبوع على احتفالات النظام وحليفته روسيا باستعادة السيطرة على المدينة الأثرية.

في حلب، انتهى منتصف ليل الأربعاء-الخميس (الأربعاء 21,00 ت غ) “نظام التهدئة” المؤقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الأطراف المتحاربة، من دون الاتفاق على تمديد في اللحظات الأخيرة على غرار مناسبتين سابقتين.

وتم التوصل الى تهدئة حلب استنادا الى اتفاق روسي اميركي، في اطار وقف الاعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 شباط/فبراير، لكنه ما لبث ان انهار في 22 نيسان/أبريل في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون اسبوعين، ما فرض التهدئة.

– “أفعال لا أقوال” –

وسيكون النزاع محور اجتماع جديد في 17 أيار/مايو في فيينا لمجموعة دعم سوريا التي ترأسها الولايات المتحدة وروسيا.

ووعدت هاتان الدولتان بـ”مضاعفة الجهود” للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المعقدة المتعددة الاطراف بين نظام يريد استعادة الأراضي بدعم من الطيران الروسي، وفصائل مسلحة تراجعت قدرتها على التقدم ميدانيا، وتنظيمين جهاديين (تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة) متنافسين، إضافة إلى القوات الكردية التي أعلنت منطقة حكم ذاتي بالأمر الواقع.

وأعلنت تركيا، التي تدعم الفصائل المقاتلة، أنها تستعد “لتطهير” الجانب السوري من الحدود من تنظيم الدولة الإسلامية، علما أن بلدة كيليس التركية الحدودية تتعرض بشكل منتظم للقصف بصواريخ تنسبها أنقرة للتنظيم الجهادي.

لكن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب اعتبر خلال مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس أن “خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد اقوالا، بل افعالا من اصدقائنا”.

وأضاف “نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، ان يتحركوا على الارض”، مطالبا بمزيد من الاسلحة، وهو ما تسعى اليه المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011.

وطالب حجاب بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات لمواجهة القصف، داعيا أيضا إلى اتخاذ تدابير ضد النظام الذي يستفيد بحسب تعبيره من “ضوء اخضر للمضي بتجاوزاته”.

في محافظة حماة في وسط سوريا، سيطرت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية على بلدة الزارة العلوية.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي النصرة وحلفائها “خطفوا عائلات من الطائفة العلوية ومسلحين موالين للنظام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية