مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مواجهات في يوم الجمعة الثالث للاحتجاجات الفلسطينية قرب حدود غزة

فلسطينيون يحملون صور ياسر مرتجى الصحافي الذي قتله جنود اسرائيليون الاسبوع الماضي قرب الحدود شرق خان يونيس في جنوب قطاع غزة، في 13 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

دارت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي قرب حدود قطاع غزة يوم الجمعة الثالث لاحتجاجات مسيرة “العودة الكبرى” التي ادت منذ اندلاعها الى مقتل 34 فلسطينيا وجرح اكثر من الفين برصاص الجيش الاسرائيلي.

واعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية ان شابا فلسطينيا قتل برصاص الجيش الاسرائيلي مساء الجمعة الثالثة للاحتجاجات الفلسطينية.

وقال الطبيب اشرف القدرة لوكالة فرانس برس “استشهد الشاب اسلام رشدي حرز الله (28 عاما) برصاص قوات الاحتلال مساء اليوم في شرق مدينة غزة حيث نقل الى مستشفى الشفاء اثر اصابته، وبعد ساعة اعلن استشهاده”، موضحا ان حصيلة يوم الجمعة بلغت “968 مصابا بجروح مختلفة بالرصاص واستنشاق الغاز (المسيل للدموع) بينهم 17 مسعفا وصحافيا شرق قطاع غزة”.

واضاف ان “419 مصابا نقلوا الى المستشفيات” لافتا الى ان عددا من المصابين في حالة “خطرة او حرجة”.

واطلق الفلسطينيون على هذه الجمعة تسمية “جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الاسرائيلي” حيث رفعت اعلام فلسطينية كبيرة واحرق المتظاهرون عشرات الاعلام الاسرائيلية.

وبمقتل حرز الله، يرتفع الى 34 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في 30 اذار/مارس الماضي والتي دعت اليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة “العودة الكبرى”.

وقال الجيش الاسرائيلي “كانت هناك عدة محاولات للمساس بالحاجز الأمني واختراقه، كما كانت هناك محاولات لرمي قنبلة وزجاجات حارقة، والقيام بأعمال الشغب في منطقة الحاجز الأمني”.

واكد ان قواته “استخدمت وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار وفقا للتعليمات (…) جيش الدفاع لن يسمح بالمساس بالشبكات الامنية والسياج”.

وكتب وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان على تويتر “من اسبوع الى اخر يتراجع عدد مثيري الشغب. ان الجانب الاخر يدرك تصميمنا تماما”.

من جهته، جدد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة دعوته الى اجراء “تحقيق مستقل وشفاف” في هذه الاحداث داعيا الى “الامتناع عن اي عمل يمكن ان يوقع ضحايا جددا وعن كل اجراء يمكن ان يعرض المدنيين للخطر”.

وشرق مدينة غزة، شوهد عدد من الشبان وهم يسحبون جزءا من سياج شائك وضعه الجنود الاسرائيليون مؤخرا لمنع المتظاهرين من الاقتراب من السياج الفاصل مع اسرائيل، بحسب مراسل فرانس برس.

وعلى الحدود الشرقية لمدينة خان يونس احرق فلسطينيون صور رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والرئيس الاميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذين يعتبرونه “متعاونا” مع اسرائيل.

ورشق متظاهرون الحجارة تجاه الجنود الاسرائيليين المتمركزين وراء سواتر رملية على الحدود، كما أحرق شبان غاضبون اعلام اسرائيل وسط هتافات حماسية “راجعين يا بلادي”.

وافاد شهود عيان ان متظاهرين حضروا “زجاجات مولوتوف” لاشعالها وإلقائها تجاه الجيش الاسرائيلي.

وجهز فلسطينيون ساريات بارتفاع 20 الى 30 مترا لرفع أعلام فلسطينية ضخمة عليها في المخيمات الخمسة.

بدأت هذه الموجة من الاحتجاجات في 30 آذار/مارس، ومذاك، قتل 33 فلسطينيا وأصيب نحو 2800 آخرين بالرصاص الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع، وفق وزارة الصحة.

-مطالب بتحقيق مستقل-

وقالت سمية ابو عوّاد (36 عاما) التي كانت برفقة بناتها الثلاث وطفلها “نستعد للمشاركة في مسيرة العودة. انا من قرية هربيا (في اشارة الى قرية هجرها اجدادها ابان حرب 1948) ومن حقي اعود لها”.

واضافت من الحدود الشماليه لقطاع غزة “لا اخاف من الموت لان ما في حياة في غزة (…) الشهادة احسن”.

وخلال يومي الجمعة الاول والثاني من بدء الاحتجاجات توافد عشرات الاف الفلسطينيين الى خمس نقاط على الحدود مع اسرائيل.

لكن اعدادا اقل اقتربت من السياج الامني الفاصل بين الحدود الشرقية للقطاع مع اسرائيل لرشق الحجارة على الجنود الاسرائيليين.

ومن المتوقع ان تستمر حركة الاحتجاج التي أطلق عليها اسم “مسيرة العودة” ستة اسابيع حتى ذكرى النكبة، للمطالبة “بحق العودة” لنحو 700 الف فلسطيني طردوا من اراضيهم او غادروها خلال الحرب التي تلت اعلان قيام اسرائيل في 14 ايار/مايو 1948.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وخاضت ثلاثة حروب معها منذ العام 2008 باستخدام التظاهرات لارتكاب اعمال عنف.

لكن حصيلة القتلى والجرحى ادت الى تزايد الانتقادات للجانب الاسرائيلي مع عدم سقوط اصابات في صفوفه.

وبين القتلى الصحافي ياسر مرتجى المصور في وكالة عين ميديا الذي كان يرتدي سترة مضادة للرصاص تحمل اشارة الصحافة.

بررت اسرائيل مقتله بانه كان يعمل مع حركة حماس في غزة. الا ان وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان “وكالة عين ميديا” تلقت مؤخرا من “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” (يو اس ايد) وعدا بمنحها تمويلا، لكن اسبابا فنية حالت دون حصول “عين ميديا” على التجهيزات الموعودة من الوكالة الاميركية الحكومية.

وطرحت منظمات حقوقية اسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فيما يصر الفلسطينيون على أن المتظاهرين لم يكونوا يشكلون خطرا على الجنود وهو ما أظهرته مقاطع فيديو لم يتم التأكد من صحتها انتشرت على الانترنت.

-مصر تفتح معبر رفح-

وقال مسؤولون في حماس خلال الايام الماضية انهم يرغبون في ان تستمر الاحتجاجات بشكل سلمي، بينما يأملون ان تبلغ ذروتها في الموعد المرتقب لنقل السفارة الاميركية الجديدة في القدس في منتصف أيار/مايو.

وأثار قرار الرئيس الاميريكي في 6 كانون الاول/ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من مقرها الحالي في تل ابيب الى القدس، غضب الفلسطينيين الذين يريدون أن يجعلوا من القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وفتحت السلطات المصرية صباح الخميس معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لمدة ثلاثة ايام للحالات الانسانية والمرضية.

وتغلق مصر هذا المعبر وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، منذ عدة سنوات، وتفتحه استثنائيا للحالات الانسانية في فترات متباعدة.

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات حصارا محكما جوا وبحرا وبرا على قطاع غزة الفقير والمكتظ.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية