مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو تتقرب من مجلس أوروبا قبل اجتماع “حاسم” في هلسنكي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متحدثا خلال مؤتمر صحافي في سوتشي في 14 ايار/مايو 2019. afp_tickers

امتدحت روسيا الخميس بقوة مجلس أوروبا ما يشير الى تغير في موقفها ينبىء برغبتها بالبقاء في هذه الهيئة التي تتيح الوصول الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان والمهددة بالاستبعاد منها.

وكانت الازمة الاوكرانية تسببت في أزمة عميقة بين مجلس اوروبا وروسيا.

وبعد أن كانت روسيا على وشك مغادرة المنظمة، بدا هذا السيناريو بعيدا مع تصريحات تصالحية من هذا الطرف وذاك سبقت الاجتماع السنوي للجنة وزراء مجلس اوروبا الذي يعقد الخميس والجمعة في هلسنكي، الامر الذي أثار غضب سلطات كييف التي تهدد بدورها بمغادرة المنظمة.

وهذا الاجتماع الذي يشارك فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيكون له “دور حاسم في مستقبل مجلس اوروبا” بحسب بيان للخارجية الروسية جاء مختلفا عن بيانات التأنيب في السنوات الاخيرة.

وأكد البيان “ان روسيا مهتمة بالحفاظ على مجلس أوروبا وتعزيزه باعتباره احدى المنظمات الدولية الأكثر احتراما في القارة الاوروبية”.

ومنذ ضم القرم الى روسيا، حرمت الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا البرلمانيين الروس من حقوقهم خصوصا حق التصويت.

والنتيجة ان أكثر من نصف قضاة المحكمة الاوروبية ومفوض حقوق الانسان في مجلس اوروبا تم انتخابهم من دون روسيا.

وردا على ذلك علقت روسيا في 2017 مساهمتها التي تبلغ قيمتها 33 مليون يورو في المجلس (7 بالمئة من ميزانيته) ما أغرق المنظمة في ازمة اقتصادية. ويرفض النواب الروس حضور جلسات الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا.

وبحسب قواعد عمل المجلس فان عدم دفع دولة عضو مساهمتها ينذر بطردها من الهيئة في غضون عامين اي بداية من حزيران/يونيو 2019 بالنسبة لروسيا.

واذا لم يتغير شيء فان روسيا لن تشارك أيضا في حزيران/يونيو في انتخاب الامين العام الجديد للمنظمة، وهو احتمال يمكن أن يعني ، بحسب روسيا، مغادرة مجلس اوروبا.

-غضب اوكراني-

غير ان فرضية مغادرة روسيا المجلس تراجعت في الايام الاخيرة.

وفي الجانب الروسي قال لافروف الاربعاء ان مسألة دفع المساهمة الروسية لن تكون مطروحة في جدول اعمال هلسنكي. لكنه ألمح الى أنه تجري دراسة نص بهذا الخصوص دون تقديم مزيد من التفاصيل.

اما من جانب فرنسا التي ستتولى الجمعة الرئاسة الدورية للمجلس لستة أشهر، فقد اعتبر الرئيس ايمانويل ماكرون الاسبوع الماضي ان مجلس اوروبا “بحاجة الى روسيا مثلما ان روسيا بحاجة لمجلس اوروبا”.

وأضاف محذرا ان ذلك “يفترض احترام حقوق الدولة العضو لكن أيضا يتعين على روسيا ان تفي بالتزاماتها تجاه المؤسسة”.

وعبرت سلطات كييف عن غضبها من احتمال ان يؤدي اجتماع هلسنكي الى نشر نص يسهل اعادة ادخال النواب الروس.

وقال فولوديمير ارييف رئيس الوفد الاوكراني في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا انه اذا حصل ذلك فان اوكرانيا مستعدة “لاتخاذ اجراءات مهمة” و”اعادة النظر” في انخراطها في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا. واتهم باريس وبرلين بدعم موسكو على حساب كييف وجورجيا ودول البلطيق.

والغى وزير خارجية اوكرانيا بافلو كليمكين قدومه لهلسنكي، واوفد مساعده بدلا منه.

والمغادرة كانت ستكون لها انعكاسات ملموسة جدا بالنسبة لروسيا. وهي عضو في مجلس اوروبا منذ 1996 وأهم مصدر للقضايا ، خصوصا لناشطين ومعارضين، أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.

وأكدت الخارجية الروسية في بيانها ان مشاركة روسيا في المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، الذراع القضائي لمجلس اوروبا، أسهم “بشكل كبير” في تحسين النظام القضائي والسجني في روسيا وكذلك في المجال الرياضي.

وتم إنشاء مجلس اوروبا في 1949 في ستراسبورغ، وهو مكون من 47 دولة عضو.

ومنذ تاسيس المجلس لم تغادره سوى دولة واحدة هي اليونان في 1969 اثناء فترة حكم الكولونيلات، وعادت اليه في 1974.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية