مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ميركل تبدأ مشاورات صعبة لتشكيل حكومة وتواجه هجمات اليمين

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس حكومة بافاريا زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست سيهوفر في 22 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

بعد اسبوعين من فوزها في الانتخابات، بدأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مشاورات صعبة لتشكيل حكومة تهدف اولا الى وضع حد للانتقادات التي تواجهها من الجناح اليميني لمعسكرها السياسي.

وعقدت ميركل وكبار قياديي حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي بمن فيهم وزير المالية فولفغانغ شويبله اجتماعا ظهر الاحد في برلين مع حلفائهم البافاريين في الاتحاد الاجتماعي المسيحي بقيادة هورست سيهوفر.

ويهدف الاجتماع الى انهاء الانشقاقات بين الحركتين المتحالفتين وخصوصا بشأن السياسة السخية التي تتبعها المستشارة الالمانية في مجال الهجرة، والتوصل الى برنامج مشترك للسنوات الاربع المقبلة.

لكن المهمة تبدو معقدة مع توقع تواصل المحادثات إلى وقت متأخر من الليل بحسب مشاركين، مع احتمالات ضئيلة للتوصل الى اتفاق.

ويحمل الحزب البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يمثل المعسكر الاكثر تشددا في اليمين، ومعه الجناح اليميني في الاتحاد الديموقراطي المسيحي، المستشارة وسياستها الوسطية مسؤولية النتيجة المخيبة للآمال التي سجلت في الانتخابات التشريعية الاخيرة. فقد حققت فوزا ولكن باسوأ معدل (32,9 بالمئة) منذ 1949.

في الوقت نفسه حقق حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتطرف دخولا صادما إلى مجلس النواب.

وباتت ميركل التي اضعفت من بداية ولايتها الرابعة، مضطرة لتشكيل تحالف غير مألوف على الورق مع الليبراليين ودعاة حماية البيئة، لضمان اغلبية في البرلمان.

– خطة من عشر نقاط –

افادت وسائل الاعلام الالمانية ان الاتحاد الاجتماعي المسيحي قدم في مفاوضات الاحد خطة من عشر نقاط يغلب عليها التشكيك في ميركل شخصيا.

وقد فاجأت المستشارة التي تحكم المانيا منذ 2005 ناشطي حزبها مساء الانتخابات بقولها انها “لا ترى شيئا يجب تغييره في سياستها”.

وترد خطة الاتحاد الاجتماعي المسيحي على هذا التصريح بالقول ان “الذين يقولون الآن +امضوا في طريقكم، سنستمر كما كنا+ لم يفهموا ويعرضون للخطر قدرة الحزب على قيادة البلاد”.

ويطالب الاجتماعيون المسيحيون البافاريون بان “تحتل الحركة مكانها على يمين الوسط”. وهم يقترحون تحديد سقف سنوي لعدد المهاجرين و”ثقافة مرجعية” المانية يفترض بالقادمين الجدد تبنيها.

وفي حال اخفق اللقاء، ستكون المشاورات اللاحقة المقررة اعتبارا من منتصف تشرين الاول/اكتوبر لمحاولة تشكيل تحالف اغلبي في البرلمان مع الليبراليين ودعاة حماية البيئة محكومة بالفشل.

وأقر أحد قادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي يواكيم هيرمان الأحد عند وصوله الى محادثات برلين أن “الوضع ليس سهلا” بين الحزبين المحافظين الخصمين.

والاحد دعا رئيس حزب الخضر جيم أوزديمير الحزبين الى “حل خلافهما سريعا” و”عدم عرقلة تشكيل حكومة طوال أسابيع”، وهي مهمة تبدو “معقدة أصلا”، بحسبه.

وفي إثبات لحسن النية لمحت ميركل السبت إلى تسوية ممكنة بشأن المطلب الرئيسي لحلفائها البافاريين، وهو تحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين المقبولين في البلاد، والتي رفضته حتى الساعة. وقالت ان الاتفاق ممكن مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي “بدون ان يضطر أي كان إلى إنكار مواقفه”.

ولا تقتصر الانتقادات الموجهة لميركل على حليفها البافاري الذي تشهد العلاقات معه توترا منذ سنتين مع وصول مئات آلاف المهاجرين الى البلاد.

فهي تصدر حاليا من داخل الاتحاد الديموقراطي المسيحي نفسه.

وقد لاحظت ميركل ذلك بنفسها في مؤتمر الشباب في حزبها في دريسدن السبت. وطالب بول تيسمياك زعيم المنظمة الشبابية في الحزب “بوجوه جديدة” على رأس الحزب “وبتوجه محافظ اكثر تشددا”. وقال “علينا ان نعدد اخطاءنا بشكل واضح: من الواضع ان جزءا من ناخبينا يشعرون بانهم غير ممثلين بشكل كاف”.

ولقي زعيم الجناح اليميني في الاتحاد الديموقراطي المسيحي ينس شبان تصفيقا حارا عندما دان السياسة المتبعة في مجال الهجرة والتي ادت الى النتائج السيئة في الانتخابات، ورفض قادة الحركة فتح النقاش.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية