مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ناشطون يروجون للاسلام المعتدل في مواجهة دعاية تنظيم الدولة الاسلامية في اندونيسيا

اندونيسية تقرأ القرآن في جاكرتا afp_tickers

يعمل المئات من ناشطي جمعية “نهضة العلماء” الاندونيسية على نشر رسائل عبر الانترنت تدعو الى اسلام متسامح في مواجهة دعاية تنظيم الدولة الاسلامية.

وتشارك الجمعية الناشطة في نشر الاسلام المتسامح على الساحة الدولية في المؤتمر الدولي الثاني للعلماء والمفكرين الاسلاميين في جاكرتا الذي افتتح الاثنين ويستمر حتى الثلاثاء.

ويستخدم نحو 500 من اعضاء الجمعية التي تمثل التيار الاسلامي التقليدي في اندونيسيا الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة للتصدي لحملة الدعاية الالكترونية لتنظيم الدولة الاسلامية لتجنيد مقاتلين من مختلف انحاء العالم.

وكتب سيف علي المسؤول في جمعية نهضة العلماء على تويتر “لن ندع الاسلام رهينة لمعتوهين تملأ البغضاء قلوبهم”.

ويقول مسؤول قسم الشباب في الجمعية ياقوت كوماس “الاسلام بالنسبة لنا يعني بكل بساطة المساهمة في بناء الحضارة القائمة وليس في تغييرها”.

لجأ تنظيم الدولة الاسلامية الى الدعاية عبر الانترنت لتجنيد نحو 500 اندونيسي التحقوا به للقتال في سوريا والعراق ولا سيما ممن يعيشون في المدن التي يسهل فيها الاتصال بشبكة الانترنت.

وشكلت الاعتداءات المسلحة التي اوقعت اربعة قتلى في 14 كانون الثاني/يناير في جاكرتا دليلا على المخاطر المتنامية التي يمثلها تنظيم الدولة الاسلامية في اندونيسيا. وقتل اربعة مهاجمين في الهجمات التي تبناها التنظيم وهي الاولى على هذا المستوى في البلاد منذ 2009.

وعدا عن ارسال التغريدات على تويتر، ينشط اعضاء “نهضة العلماء” في انشاء مواقع تروج لفكر الجمعية المعتدل وفي هذا الإطار انشأوا تطبيقا يعمل على هواتف “اندرويد” ومواقع تلفزيونية على الانترت تبث خطب أئمة معتدلين.

وتعمل مجموعة من الناشطين عبر الانترنت في مكتب صغير في جاكرتا في حين ينشط اخرون من مناطق اخرى ويتواصلون عبر الانترنت.

– صعوبات ونقص في التمويل –

وتقر الجمعية التي تعمل على نشر افكار الاسلام المتسامح منذ عقود بانها تواجه صعوبات في التصدي لرسائل الحقد التي يبثها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا ولديه امكانيات مالية كبيرة.

ويقول يحي شوليل ستاقوف الامين العالم لجمعية نهضة العلماء ان “الجمعية ناضلت لفترة ضد الدعاية المتطرفة. ولكن في كل مرة كنا نهزمهم، سرعان ما كانوا يستعيدون قواهم ويعودون من جديد”.

وتؤكد الجمعية على خصوصية الاسلام في اندونيسيا او “اسلام نوسنتارا” والذي تؤكد انه يدحض التفسير المتطرف الذي يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية.

تضم اندونيسيا 225 مليون مسلم معظمهم يمارسون الاسلام بصيغته المتسامحة في بلد يعد 255 نسمة يعيشون في اكبر ارخبيل في العالم موزعين على 17 الف جزيرة.

وتقوم سياسة الدولة على “المبادىء الخمسة” التي تعمل على المساواة بين الديانات الست المعترف بها في البلاد وهو ما يميزها مقارنة مع الدول التي تطبق الشريعة. ولا يذكر الدستور الاسلام باعتباره دين الدولة على العكس مما هي الحال في ماليزيا المجاورة على سبيل المثال.

تأسست جمعية نهضة العلماء في 1926 وهي تعمل على نشر النموذج الاندونيسي عبر العالم بهدف ضمان التعايش السلمي والتسامح بين المسلمين وابناء الاقليات الدينية والقومية.

لكن ناشطي جمعية نهضة العلماء يبدون هواة امام الة الدعاية الضخمة التي يستخدمها تنظيم الدولة الاسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومع ذلك يقول روبي سوكارا الخبير في الحركات الجهادية ان “النهج الذي تتبعه نهضة العلماء مثير للاهتمام فهي تتبع استراتيجية جيدة تسهم في ملء صفحات البحث في غوغل بمحتوى يروج للاسلام المعتدل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية