مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نحو الف قتيل حصيلة الهجوم على الغوطة الشرقية والجيش السوري يعزل دوما

يتفقدان اثار القصف في دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية في سوريا، 10 اذار/مارس 2018 afp_tickers

عزل الجيش السوري السبت مدينة دوما عن سائر الغوطة الشرقية قرب دمشق إثر تقدم جديد قسّم خلاله المنطقة المحاصرة حيث ارتفعت حصيلة القتلى الى أكثر من ألف مدني، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبعزله دوما، استطاع الجيش السوري حسب المرصد تقسيم الغوطة الشرقية إلى أجزاء ثلاثة: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

تُعدّ الغوطة الشرقية احدى بوابات دمشق وتشكل منذ 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة ما جعلها هدفاً دائماً لقوات النظام. وفي إطار عملية عسكرية برية بعد حملة قصف عنيف، سيطرت قوات النظام السوري مؤخراً على مناطق واسعة في الغوطة الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “عزلت قوات النظام دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد سيطرتها على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها”.

وتعدّ مدينة دوما معقل فصيل “جيش الإسلام” الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية.

وأفاد مراسل فرانس برس في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي على المدينة التي يختبئ سكانها في اقبية وبدت شوارعها خالية، وقد فرّ اليها سكان بلدات اخرى.

وقال المرصد انه وثق مقتل 20 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، السبت في القصف على مدينة دوما حيث تم انتشال 17 شخصاً سقطوا في الأيام الماضية مشيرا الى ان القصف في حرستا وعربين اسفر عن مقتل ثمانية مدنيين.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى المدنيين، بحسب المصدر ذاته، منذ 18 شباط/فبراير إلى 1031 بينهم 219 طفلاً. كما أصيب أكثر من 4350 آخرين بجروح.

وبعزل دوما، تمكنت قوات النظام، وفق عبد الرحمن “من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية”.

وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا من جهتها، بأنّ طفلا قُتل واصيب اربعة مدنيين السبت في شرق دمشق جراء قصف نفذته فصائل معارضة في الغوطة.

– “نداء استغاثة” –

ووجه المجلس المحلي لمدينة دوما “نداء استغاثة” للمنظمات الدولية، مشيراً إلى “اكتظاظ الملاجئ والأقبية”، ومضيفا ان “الناس ينامون في الطرقات والحدائق العامة”.

كما لفت الى “صعوبة دفن” القتلى بسبب قصف طال أيضاً مقبرة المدينة.

وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً بين قوات النظام وفصيل “فيلق الرحمن” في محيط بلدة مديرا (غرب) وقرب بلدات حمورية وسقبا وافتيريس (جنوب).

وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن “الجيش يكثف عملياته” على جبهات عدة.

ونقل بثاً مباشراً من مدينة مسرابا أظهر عشرات المدنيين في أحد الأقبية المظلمة، حيث بكى رجل عجوز وهو يروي كيف فرت عائلته الى دوما من شدة القصف.

وتتزامن الاشتباكات مع هدنة انسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الاعمال القتالية خمس ساعات يوماً. ويتخللها فتح “ممر انساني” لخروج المدنيين.

وتحدث الاعلام الرسمي السوري عن استحداث معبرين جديدين منذ الخميس، الأول قرب بلدة جسرين جنوباً، والثاني في مدينة حرستا التي تسيطر قوات النظام على أجزاء منها.

– “وجوه خائفة” –

ودخلت الجمعة 13 شاحنة تحمل مواد غذائية الى مدينة دوما بعدما تعذر افراغ حمولتها جراء القصف الاثنين، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد.

ولم تحمل قافلة المساعدات الجمعة أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين من ادخال بعض المواد الطبية الضرورية.

واعتبر ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سجاد مالك الجمعة أن الغوطة الشرقية على “وشك أن تتحول إلى كارثة كبرى”، مشيراً بعد زيارته دوما مع القافلة الأولى إلى “رائحة نفاذة” نتيجة الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض.

وقال، وفق موقع المفوضية، “لم أر في حياتي وجوهاً خائفة كالتي رأيتها هناك”.

ويُذكّر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية قبل أن تشن هجوماً برياً تخللته هدن موقتة عدّة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا.

وفي ظل تقدم الجيش السوري، تجري مفاوضات محلية بين قوات النظام ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى عمليات أجلاء.

إلى جانب تلك المبادرة، خرج 13 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كانوا معتقلين لدى “جيش الإسلام” من الغوطة الشرقية اثر مشاورات بين هذا الفصيل والأمم المتحدة.

من جهة ثانية اعلنت منظمة “الخوذ البيضاء” العاملة بمجال الدفاع المدني بمناطق المعارضة السورية السبت مقتل احدى المسعفات العاملات لصالحها وذلك جراء القصف، لتكون اول مرأة مسعفة في هذه المنظمة تُقتل منذ تأسيس “الخوذ البيضاء” العام 2013.

وقُتلت المسعفة صبحية الاسد مع افراد من اسرتها عندما طال القصف منزلهم ببلدة كفرسجنة بمحافظة ادلب التي تسيطر عليها قوات مناوئة للنظام السوري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية