مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نهاية أسبوع مأسوية في الفيليبين تحصد نحو 300 قتيل

صورة التقطت في 23 كانون الأول/ديسمبر 2017 ويظهر فيها رجل اطفاء امام مركز تجاري يحترق في دافاو في جنوب الفيليبين afp_tickers

قتل نحو 300 شخص في نهاية أسبوع مأسوية في الفيليبين شهدت اكتساح العاصفة المدارية تمبين جنوب البلاد من الجمعة الى الأحد مخلفة 240 قتيلا فيما أدى حريق في مركز تجاري في الجنوب إلى مقتل 36 شخصا على الأقل، وقضى 20 آخرون في حادث مروع شمال العاصمة مانيلا.

وبعد حريق المركز التجاري في دافاو جنوب البلاد والذي اوقع 37 قتيلا على الاقل، اعلن وزير العدل فيتاليانو اغيري الاثنين فتح تحقيق من اجل “محاسبة المسؤولين” عن هذه المأساة.

وقتل عشرون شخصا من عائلة واحدة بينهم ستة اطفال الاثنين وأصيب 26 شخصا آخرين اثر اصطدام بين حافلتين في أغو على بعد 200 كلم شمال مانيلا في اثناء توجههم لحضور قداس الميلاد في كنيسة ماناوغ الأثرية، وفق الشرطة.

وقال قائد الشرطة في أغو لراديو مانيلا أن سائق الشاحنة التي كانت العائلة المنكوبة تستقلها بدل مساره ليتجاوز شاحنة أمامه فاصطدم بشاحنة في الجهة المقابلة.

وفي جنوب البلاد، ضربت العاصفة تمبين جزيرة مينداناو الجنوبية التي تكون عادة بمنأى من نحو عشرين عاصفة مدارية تجتاح ارخبيل الفيليبين كل سنة.

وأكد مسؤولو الاغاثة الاثنين ان حصيلة العاصفة ارتفعت الى 240 قتيلا. وسجل معظم القتلى في مينداناو وفي شبه جزيرة زامبوانغا في الغرب ومحافظة لاناو دل سود في الوسط.

ولا تزال فرق الانقاذ تبحث عن 107 مفقودين في مينداناو التي تعد عشرين مليون نسمة.

وتسببت العاصفة بتشريد 52 الف شخص امضوا عيد الميلاد في مراكز ايواء بعد أن فقدوا كل شيء.

وتراجعت العاصفة صباح الاحد مبتعدة نحو بحر الصين الجنوبي فيما تتوقع الارصاد وصولها مساء الاثنين الى فيتنام.

والعواصف المدارية نادرة في مينداناو ولكنها تخلف أضرارا مدمرة. ففي نهاية 2012 خلف فيها الاعصار بوفا 1900 قتيل ومفقود، وفي 2011 خلف الاعصار واهي 1080 قتيلا.

وفي 2013 ضرب الاعصار هايان العنيف وسط الأرخبيل برياح تجاوزت سرعتها 315 كلم في الساعة، فأدى الى تشكل مد بحري شبيه بتسونامي دمر كل ما في طريقه وخلف أكثر من 7500 قتيل ومفقود ودمر أكثر من اربعة ملايين منزل.

– اعتذار –

تواصلت نهاية الأسبوع المأسوية بحريق المركز التجاري في دافاو في جزيرة مينداناو في جنوب البلاد. وعثرت فرق الانقاذ الاثنين على جثث نحو 36 شخصا.

وقال رئيس مكتب الحماية من الحرائق في دافاو ويلبيرتو كوان تيو لأهالي الضحايا “احصيتهم بنفسي قبل تقديم المعلومات لحاكمة المدينة (…) عددهم نحو 36” جثة.

وتابع المسؤول الذي انضم لعمليات البحث داخل المبنى المحترق بحلول منتصف اليوم “كمسؤول عن هذه العملية على الأرض اوجه أعتذارا لعدم تمكني من انقاذهم”.

واندلع الحريق صباح السبت في مركز تسوق “نيو سيتي” الذي يشغل الطابق الرابع منه مركز للاتصالات يعمل بلا توقف وتملكه الشركة الاميركية المتعددة الجنسية لدرس الاسواق “اس اس آي”.

وأعلنت الشركة على موقعها مساء الأحد أن 37 من موظفيها الـ500 في الطابق الأخير “فقدوا” في الحريق.

وسيطرت فرق الاطفاء على الحريق صباح الاحد. لكن رجال الاطفاء ذكروا انهم لم يتمكنوا بعد من الوصول الى الجناح الذي علق فيه معظم المفقودين في المبنى.

وفتحت السلطات في الفيليبين تحقيقا جنائيا الاثنين مع مزاعم عن عدم وجود مخارج حرائق أو اغلاقها في المبنى، الأمر الذي نفته إدارة مركز التسوق.

وقالت ثيا بادا مسؤولة العلاقات العامة في المركز التجاري لوكالة فرانس برس في رسالة نصية “هذه المزاعم غير حقيقية. شهادات الذين تمكنوا من الخروج (من المركز التجاري) تؤكد انهم قاموا بذلك عبر مخرج الحريق”.

وتعهد وزير العدل فيتاليانو اغويري في بيان “معاقبة المسؤولين لعدم تكرار هذه الفاجعة”.

وانتقد بعض أقارب المفقودين جهود الانقاذ معتبرين أنها سارت ببطء.

ويعود أسوأ حريق في التاريخ الحديث للفيليبين إلى العام 1996 حين التهم حريق ضخم ملهى ليليا في مانيلا واسفر عن مقتل 162 شخصا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية