مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هدوء نسبي في القدس ومقتل فلسطينيين اثنين

غاز مسيل للدموع خلال المواجهات الجمعة 28 تموز/يوليو بين محتجين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية عند مدخل بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة afp_tickers

ساد الهدوء النسبي القدس مساء بعد ان ادى الفلسطينيون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى إثر اسبوعين من التوتر والمواجهات على خلفية وضع بوابات الكترونية لكشف المعادن عند مداخل الحرم القدسي في حين قتل فلسطينيان برصاص الجيش الاسرائيلي.

ومنعت اسرائيل الرجال دون الخمسين عاما من دخول الاقصى فادوا الصلاة في الشوارع المحيطة، في حين ادى اخرون الصلاة داخله للمرة الاولى منذ 14 تموز/يوليو بعد أن أنهى الفلسطينيون الخميس مقاطعة المكان إثر إزالة اسرائيل البوابات الالكترونية التي كانت استحدثتها.

ومساء الجمعة، فتحت السلطات الاسرائيلية كافة مداخل الحرم القدسي ورفعت القيود المفروضة بحسب مسؤول في الاوقاف والمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية.

وكشف مراسل لوكالة فرانس برس ان الشبان الفلسطينيين دخلوا بكل حرية الى باحة الاقصى.

وقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين بعدما حاول طعنهم بسكين قرب مجمع غوش عتصيون الاستيطاني جنوب بيت لحم، كما أعلن الجيش في بيان.

وأوضح الجيش ان الفلسطيني هرع حاملا سكينا في اتجاه الجنود الذين اطلقوا النار عليه.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية ان القتيل يدعى عبد الله طقاطقة ويبلغ من العمر 23 عاما.

في قطاع غزة، قتل فلسطيني آخر برصاص جنود اسرائيليين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وافاد المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة لوكالة فرانس برس عن مقتل الفتى عبد الرحمن حسين ابو هميسة (16 عاما) واصابة ثلاثة آخرين برصاص الجيش الاسرائيلي في مواجهات شرق مخيم البريج.

وبذلك يرتفع الى 292 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء موجة أعمال العنف في تشرين الاول/اكتوبر 2015 والتي قتل فيها أيضا 44 اسرائيليا وأميركيان وأردنيان وسوداني وبريطانية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وبحسب الهلال الاحمر الفلسطيني، جرح 52 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين الجمعة، بينهم 22 بالرصاص او الرصاص المطاط.

وكان عشرات الشبان تجمعوا عند أحد مداخل القدس القديمة وباحة المسجد الاقصى وأطلقوا هتافات مناهضة لاسرائيل، وحصلت مناوشات بينهم وبين القوى الامنية الاسرائيلية. كما حصلت مواجهات في نابلس وبيت لحم والخليل، بحسب الجيش.

وأغلق الحرم القدسي في 14 تموز/يوليو إثر قيام فلسطيني بقتل شرطيين اسرائيليين اثنين، ما دفع الشرطة الى وضع بوابات الكترونية لكشف المعادن عند مداخل الاقصى، مشيرة الى ان المهاجمين الثلاثة من عرب اسرائيل خبأوا السلاح في المكان.

لكن هذه التدابير الامنية اثارت موجة غضب عارمة بين الفلسطينيين الذين اعتصموا خارج الاقصى، ثم وقعت اعمال عنف في القدس الشرقية والضفة الغربية قتل فيها ستة فلسطينيين.

وأقدم فلسطيني يوم الجمعة الماضي على قتل ثلاثة اسرائيليين في مستوطنة في الضفة الغربية، وطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي اعدامه.

وأزالت اسرائيل البوابات والكاميرات من باحة الاقصى تحت ضغط المجتمع الدولي والخشية من التصعيد الامني.

وتثير اجواء التوتر المستمر المخاوف من تصاعد اعمال العنف. ففي العام 2000، أدت زيارة زعيم اليمين آنذاك أرييل شارون إلى الاقصى إلى إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام.

وحذر وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في ختام اجتماع طارىء للجامعة العربية في القاهرة الخميس من ان “المخاوف من تفجر أزمة جديدة تبقى قائمة ما بقيت جذور التوتر وأسبابه: احتلال غاشم ومحاولات إسرائيلية مستمرة لفرض حقائق جديدة على الأرض تستهدف تغيير حقيقة المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.

في عمان، يستمر التوتر الاسرائيلي الاردني حول حادثة السفارة الاسرائيلية التي اطلق خلالها حارس امني النار الاحد على شخص هاجمه، بحسب الرواية الاسرائيلية، ما تسبب بمقتل أردنيين اثنين.

وقال مصدر حكومي اردني لفرانس برس الجمعة ان الاردن أبلغ اسرائيل انه لن يسمح لطاقم السفارة الاسرائيلية في عمان بالعودة قبل فتح تحقيق “جدي” في الحادثة.

وكان مصدر حكومي اردني أفاد الثلاثاء أن عمّان سمحت للحارس الامني بالمغادرة الى اسرائيل بعد استجوابه والتوصل مع حكومته الى “تفاهمات حول الأقصى”.

واستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الحارس الامني استقبال “الأبطال” لدى عودته الى اسرائيل، وعانقه، وأبدى تضامن حكومته معه.

واعتبر العاهل الاردني عبدالله الثاني تصرف نتانياهو بانه “استعراض سياسي”.

وتظاهر مئات الاردنيين الجمعة بالقرب من سفارة اسرائيل في عمان تعبيرا عن غضبهم، مطالبين بطرد السفيرة والغاء معاهدة السلام مع اسرائيل.

في طهران، سارت تظاهرة بعد صلاة الجمعة هتف خلالها المشاركون “الموت لاسرائيل”، تضامنا مع الفلسطينيين والمسجد الاقصى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية