مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هيومن رايتس تقول ان الجيش البورمي احرق قرى للروهينغا رغم اتفاق إعادة اللاجئين

صورة التقطت من مروحية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 لقرية محروقة وسط حقول غير محصودة قرب بلدة مونغداو في ولاية راخين البورمية afp_tickers

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين ان الجيش البورمي أحرق عشرات المنازل التي تعود لأقلية الروهينغا بعد أيام من توقيع اتفاقية مع بنغلادش لاعادة لاجئين منها، مما يدل على أن الاتفاقية لم تكن سوى “خدعة تندرج في اطار العلاقات العامة”.

وقالت المجموعة الحقوقية نقلا عن تحليلات لصور التقطت بالاقمار الاصطناعية ان مباني في اربعين قرية دمرت في تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر ليرتفع بذلك عدد القرى التي دمرت جزئيا او سويت بالأرض الى 354 قرية منذ آب/اغسطس الماضي.

وأحرقت عشرات المباني في الاسبوع نفسه الذي وقعت فيه بورما وبنغلادش مذكرة تفاهم في 23 تشرين الثاني/نوفمبر تقضي ببدء إعادة لاجئين من بنغلادش خلال شهرين، بحسب بيان المنظمة.

وقال براد آدامز مدير المنظمة لمنطقة آسيا في التقرير ان “تدمير الجيش البورمي لقرى للروهينغا بعد أيام من توقيع اتفاقية اعادة اللاجئين مع بنغلادش يظهر ان التعهدات بعودة سالمة (للاجئين) لم تكن سوى خدعة تندرج في اطار علاقات عامة”.

واضاف ان التعهدات بسلامة اللاجئين لا يمكن ان تؤخذ على محمل الجد.

وشن مسلحون من الروهينغا في 25 آب/اغسطس هجمات دامية على نقاط للجيش مما أدى الى إطلاق عملية عسكرية عنيفة ضد الاقلية المسلمة التي تقيم في شمال ولاية راخين في بورما. وفر أكثر من 655 ألفا منهم عبر الحدود الى بنغلادش منذ ذلك الحين، حاملين معهم روايات مروعة عن عمليات قتل واغتصاب واحراق منازل.

وقالت الولايات المتحدة والامم المتحدة ان تلك الاجراءات ترقى الى “تطهير اتني” فيما قال المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة ان اجراءات القمع العسكرية تحمل “مؤشرات على إبادة”.

وردا على ضغوط دولية، وقعت اونغ سان سو تشي رئيسة الحكومة المدنية في بورما اتفاقا مع بنغلادش في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للبدء في اعادة اللاجئين الروهينغا خلال شهرين.

لكن هيومن رايتس ووتش قالت انه من الصعب التصديق ان عملية اعادتهم يمكن تنفيذها بشكل مسؤول.

وقال فيل روبرتسون نائب مدير هيومن رايس ووتش لمنطقة آسيا لوكالة فرانس برس “إن ميانمار (الاسم الاخر لبورما) تلعب أكثر الالاعيب تشكيكا، إذ توقع اونغ سان سو تشي وفريقها اتفاقية لإعادة اللاجئين لا تتضمن اي ضمانات فعلية لحماية العائدين، فيما على الارض تواصل القوات الامنية حملة احراق القرى التي يرغب الروهينغا في العودة اليها”.

وقالت مجموعات إغاثة انها ستقاطع أي مخيمات جديدة تقام في شمال ولاية راخين.

ونشرت منظمة اطباء بلا حدود الاسبوع الماضي نتائج دراسة أظهرت ان نحو سبعة آلاف من أفراد الروهينغا قتلوا في اعمال العنف في راخين.

وحدد الجيش العدد بالمئات ونفى استهداف المدنيين او ارتكاب فظائع، فيما قالت سو تشي ان العمليات الأمنية الكبيرة توقفت مطلع ايلول/سبتمبر.

وكانت بورما قد اتهمت سابقا انفصاليين بإضرام النار في القرى.

وقال المتحدث باسم حكومة بورما زاو هتاي لوكالة فرانس برس “لست متأكدا من عدد القرى” المتضررة دون المزيد من التعليق حول تقرير هيومن رايتس ووتش.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية