مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تؤكد امتلاكها “دليلا” على استخدام النظام السوري سلاحا كيميائيا في دوما

اطفال في احدى الحافت التي نقلت مقاتلي جيش الاسلام وعائلاته من دوما في الغوطة الشرقية لدى وصولهم الى حاجز الزندين الذي تسيطر عليه قوات سورية موالية لتركيا قرب مدينة الباب شمال سوريا في 12 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

أكّدت الولايات المتحدة الجمعة أنّ لديها “دليلاً” على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد السكان بالقرب من دمشق، وذلك في الوقت الذي واصلت فيه مشاوراتها مع حلفائها بشأن ضربات عقابية كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد توعّد بشنّها.

وتحدّث ترامب حول هذا الموضوع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن المرتقب عقد لقاء قريب في البيت الأبيض على مستوى المستشارين، بحسب ما أكدت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية ساره ساندرز.

كما أشار متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية إلى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تحدثت مع ماكرون “عن الهجوم المروع في دوما بسوريا”، مضيفا أنهما “اتفقا على مواصلة العمل معا عن كثب حول الرد الدولي”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إنّ الولايات المتحدة تملك دليلاً على أن الرئيس السوري بشار الأسد شن هجومًا كيميائيًا الأسبوع الماضي في دوما.

وصرّحت “لن أحدّد اليوم الذي عرفنا فيه بالمطلق أنّ هناك دليلاً. الهجوم وقع يوم السبت، ونعلم في الحقيقة أنه كان سلاحا كيميائيا”.

والجمعة، واصلت القوى الغربية درس خياراتها العسكرية لمعاقبة النظام السوري، رغم تحذيرات موسكو والأمين العام للأمم المتحدة.

وبعد حديثه عن ضربات صاروخية وشيكة في منتصف الأسبوع، لم يتخذ ترامب “قرارا نهائيا” الجمعة، بحسب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي.

من جهتها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين بالبيت الأبيض إنّ المسؤولين الأميركيين ما زالوا يناقشون “حجم العملية العسكرية ضد النظام” السوري.

وأضافت أن ترامب “غير راض” ويريد خيارات “أوسع من تلك التي قدّمها مستشاروه”. وبحسب الصحيفة، فإنّ الرئيس الأميركي عبّر أمام وزير دفاعه جيم ماتيس عن رغبته بشن ضربة في سوريا ومعاقبة حليفتيها روسيا وإيران أيضا.

ورغم قولهم إنهم على قناعة بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم المفترض الذي أوقع أكثر من 40 قتيلا السبت في دوما، بدا كأنّ الغربيين خففوا من لهجتهم إزاء “تصعيد عسكري شامل” في سوريا، بحسب عبارات الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش وخصوصا بعد تهديدات روسية بالرد على أي هجوم.

وفي اتصال هاتفي الجمعة، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي من أي “عمل متهور وخطير” في سوريا قد تنجم عنه “تداعيات لا يمكن توقعها”.

كما حذرت سوريا في مجلس الأمن من أنه لن يكون أمامها خيار سوى الدفاع عن نفسها إذا تمت مهاجمتها.

وأبدى ماكرون أثناء مباحثاته مع بوتين “أمله في تواصل المشاورات بين فرنسا وروسيا وتكثيفها لإحلال السلم والاستقرار”، بحسب الرئاسة الفرنسية.

-“ظروف خطرة”-

تحدّثت هايلي الجمعة أثناء اجتماع لمجلس الأمن عن مماطلة وبدا كأن صبرها ينفد.

وقالت “في وقت ما يجب القيام بشيء ما” حيال هذا الملف. وخاطبت اعضاء المجلس قائلة “عليكم ان تقولوا +كفى+”، مشيرة الى استخدام موسكو مرارا الفيتو لمنع اصدار قرارات للتحقيق باستخدام اسلحة كيميائية في سوريا.

في المقابل أبدى غوتيريش قلقه “من تصاعد التوتر”، محذّرا من أنّ “العجز عن التوصل الى تسوية لاقامة آلية تحقيق يهدّد بحدوث تصعيد عسكري شامل”. ودعا أعضاء مجلس الامن الى “التصرف بطريقة مسؤولة في ظروف خطرة”.

وكان السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا اكد الخميس ان “الاولوية هي تفادي خطر حرب” بين واشنطن وموسكو.

من جانبه قال وزير الدفاع الاميركي الخميس امام الكونغرس لدى تطرقه الى احتمال شن هجمات وشيكة من الاميركيين والفرنسيين وربما ايضا البريطانيين، “اننا نسعى لوقف قتل الابرياء”.

غير انه اضاف “على المستوى الاستراتيجي تبقى المسألة هي كيف يمكن تفادي تصعيد يخرج عن السيطرة”، ملمحا بذلك الى وجود تردد في شن هجوم على نظام دمشق.

وفي سياق العلاقات المتوترة مع الغرب على خلفية قضية الجاسوس سيرغي سكريبال، اتهم الجيش الروسي المملكة المتحدة بالمشاركة في “مسرحية” الهجوم الكيميائي.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة “لدينا أدلة دامغة تؤكد اننا ازاء مسرحية اخرى وان اجهزة استخبارات دولة هي حاليا في طليعة حملة كراهية ضد روسيا تورطت في هذه المسرحية”.

وحذر لافروف من تزايد ضغط الهجرة على اوروبا في حال شن هجمات غربية، وقال انه “حتى لو حدثت تجاوزات غير مهمة فإنها ستتسبب بموجات جديدة من المهاجرين الى اوروبا” يمكن ان “تفرح اولئك الذين يحميهم محيط” في اشارة الى الولايات المتحدة.

في بيروت، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة أن اسرائيل أدخلت نفسها في “قتال مباشر” مع ايران بعد قصفها مطلع الأسبوع مطاراً عسكرياً في وسط سوريا، تسبب بمقتل سبعة مقاتلين ايرانيين قال إنهم من “الحرس الثوري”.

وتعليقاً على التهديدات الغربية والأميركية بشن ضربة عسكرية في سوريا، قال نصرالله “ليعلم العالم كله أن كل هذه التغريدات والتهديدات الترامبية (في اشارة للرئيس الأميركي) الهوليودية الاميركية لم تخف ولن تخيف لا سوريا ولا ايران ولا روسيا ولا حركات المقاومة في المنطقة ولا شعوبها”.

ووصف نصرالله الهجوم المفترض في دوما بأنه “مسرحية”، متسائلاً “لماذا يستخدم المنتصر (السلاح) الكيماوي؟”.

ويقاتل حزب الله المدعوم من ايران الى جانب قوات النظام في سوريا بشكل علني منذ نيسان/أبريل 2013.

بورز-داب/حال-جص/سام

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية