مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تتهم روسيا بفرض “نظام رعب” في القرم وشرق اوكرانيا

مساعدة وزير الخارجية الاميركي لأوروبا فيكتوريا نولاند في واشنطن في 10 آذار/مارس 2015 afp_tickers

اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا بفرض “نظام رعب” في شبه جزيرة القرم وشرق اوكرانيا، بالرغم من اعلان الرئيس الاوكراني بترو بورشنكو ان الطرفين المتنازعين سحبا الجزء الاكبر من اسلحتهما الثقيلة من الخطوط الامامية لجبهات القتال.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لأوروبا فيكتوريا نولاند امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “حتى وان كانت اوكرانيا تبني بلدا سلميا وديموقراطيا ومستقلا على 93% من اراضيها، فان القرم وأجزاء من شرق اوكرانيا خاضعة لنظام الرعب”.

ودانت ما اعتبرته “نزاعا مفبركا يحركه الكرملين وتغذيه الدبابات الروسية والاسلحة الثقيلة ويموله دافعو الضرائب الروس، وادى الى مقتل اكثر من ستة الاف اوكراني فضلا عن مئات الشبان الروس الذين ارسلهم الكرملين الى هناك للقتال والموت في حرب تنكر حكومتهم شنها”.

وتنفي روسيا اتهامات اوكرانيا والدول الغربية لها بدعم وتسليح الانفصاليين في شرق اوكرانيا.

وتأتي تصريحات نولاند بعد خطاب ناري لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اتهم فيه روسيا بتقويض امن دول اوروبا الشرقية.

واعتبر هاموند ان “السلوك العدواني” لموسكو يشكل “تذكيرا صارما بانها قادرة على ان تشكل الخطر الاكبر على امننا”. وقال “نواجه اليوم زعيما روسيا مصمما على عدم الانضمام الى النظام العالمي الذي تحكمه قوانين ويحافظ على السلام بين الامم، لكنه يصر على تخريبه”.

وتتزامن تصريحات هاموند ونولاند مع تحضيرات تقوم بها قوات حلف شمال الاطلسي لبدء تدريبات كبيرة في دول البلطيق.

واعلن مسؤولون عسكريون اميركيون بدء نشر نحو ثلاثة آلاف جندي ومعدات في اطار تدريبات للحلف الاطلسي ستستمر ثلاثة اشهر في استونيا ولاتفيا وليتوانيا.

وتأتي تلك التدريبات في اطار عملية “الحل الاطلسي” التي اطلقتها الولايات المتحدة ضمن الحلف الاطلسي لطمأنة حلفائها.

وميدانيا، يشهد شرق اوكرانيا الانفصالي هدوء نسبيا تتخلله حوادث متقطعة.

وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي مساء الاثنين، اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان القوات الحكومية “سحبت الجزء الاكبر من انظمة اطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة”. وتابع “لاحظنا ان المقاتلين الموالين لروسيا سحبوا ايضا جزءا مهما”.

واكد بوروشنكو ان اتفاق وقف اطلاق النار يبدو متماسكا بشكل جيد حتى الآن رغم الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين. وتوصلت كل من فرنسا والمانيا وروسيا واوكرانيا الى الاتفاق في 12 شباط/فبراير الماضي خلال قمة جمعت قادة الدول الاربع في مينسك.

واوضح الرئيس الاوكراني ان القصف المدفعي توقف في القسم الاكبر من خط الجبهة الذي يصل طوله الى 485 كيلومترا، بعدما نجحت كييف “في صد المعتدين”.

ورغم ذلك، لحقت بالجيش الاوكراني خسائر بشرية اذ قتل 64 جنديا منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 15 شباط/فبراير، ما رفع حصيلة قتلى القوات الحكومية الى 1549 منذ بدء المعارك، بحسب بوروشنكو.

وسقط غالبية قتلى الجيش الاوكراني منذ بدء وقف اطلاق النار حين نجحت القوات الانفصالية الموالية لروسيا في طردهم من مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية بعد ثلاثة ايام على الهدنة.

وانحسر القتال منذ معركة ديبالتسيفي مع سحب الطرفين لمعداتهم الثقيلة مثل قاذفات الصواريخ التي استخدمت خلال 11 شهرا من معارك اسفرت عن مقتل اكثر من ستة آلاف شخص.

ونادرا ما يعلن الانفصاليون حصيلة قتلاهم.

واعلن المتحدث باسم القوات الاوكرانية اندري ليسينكو الثلاثاء اصابة تسعة جنود خلال الساعات الـ24 الاخيرة.

وشهدت قرية شيروكيني، على بعد عشرة كيلومترات عن مدينة ماريوبول، الاثنين معارك تخللها استخدام دبابات، وفق الجيش الاوكراني.

ومن شأن السيطرة على ماريوبول، آخر مدينة كبيرة تسيطر عليها كييف في شرق البلاد، تشكيل جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم.

وحذر قادة الدول الغربية من ان اي محاولة للانفصاليين للسيطرة على المدينة ستؤدي الى زيادة العقوبات المفروضة على روسيا.

وفي هذا الشأن، اعلن وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغايو الثلاثاء ان اسبانيا تسجل “خسائر اقتصادية كبرى” بسبب العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على روسيا. وقال خلال مؤتمر صحافي في موسكو في ختام لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف “لا احد يستفيد من هذه العقوبات التي تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الاسباني”.

واشار الى انه لا يتوقع “توسيعا لنطاق العقوبات في مرحلة لاحقة” نظرا “للانباء السارة” من اوكرانيا حيث يسود هدوء نسبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية