مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تجدد مطالبة بكين باستخدام سلاح النفط للي ذراع كوريا الشمالية

لحظة اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي هواسونغ-15. afp_tickers

جددت الولايات المتحدة الخميس مطالبتها الصين بوقف تسليم النفط لكوريا الشمالية بعد اطلاقها صاروخا جديدا، لكن روسيا نددت بما اعتبرته “استفزازا” اميركيا لكيم جونغ اون.

وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون “اعتقد ان الصينيين قاموا حتى الان بعمل كبير، لكننا نعتقد انهم يستطيعون القيام بالمزيد في موضوع النفط. نطالبهم بالحاح بان يوقفوا تسليم شحنات النفط في شكل اكبر”، وذلك غداة نداء مماثل وجهته السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي.

واضاف تيلرسون خلال استقباله نظيره الالماني سيغمار غابرييل ان “وقف امدادات النفط كان السلاح الاكثر فاعلية في المرة الاخيرة التي جلس فيها الكوريون الشماليون الى طاولة المفاوضات”.

من جهته، اعلن غابرييل خفض الطاقم الدبلوماسي الالماني في بيونغ يانغ بهدف تكثيف “الضغط” عليها.

واطلقت كوريا الشمالية الاربعاء صاروخا عابرا للقارات قال نظام كيم جونغ اون انه يستطيع ضرب اي موقع في الولايات المتحدة.

واكد تيلرسون ان “الخيارات الدبلوماسية” تبقى “مطروحة حتى الان”، في حين توعدت هايلي ب”التدمير الكامل” لكوريا الشمالية في حال اندلاع حرب.

– احباط ترامب –

ورغم ان واشنطن تعول مجددا على بكين للي ذراع كوريا الشمالية، اعرب الرئيس الاميركي عن احباطه الخميس حيال ثمار هذه الاستراتيجية.

وكتب دونالد ترامب في تغريدة صباحية “يبدو ان الموفد الصيني العائد لتوه من كوريا الشمالية لم يكن له اي تأثير على +رجل الصواريخ الصغير+” في اشارة ساخرة الى كيم جونغ اون.

واضاف “من الصعوبة بمكان التصديق ان شعبه وجيشه يتحملان العيش في هذه الظروف المريعة”، فيما تواظب حكومته على التأكيد انها لا تسعى الى تغيير النظام في بيونغ يانغ بل فقط الى نزع سلاحها النووي.

وذكر ترامب بان روسيا والصين نددتا باطلاق الصاروخ الاخير.

لكن موسكو سارعت الى رفض الدعوة الاميركية الى فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية فيما تجاهلتها بكين مع استمرار ترددها حيال فرض حظر نفطي كامل من شانه التسبب بانهيار جارتها وتدفق اللاجئين الى اراضيها وامكان حصول تدخل عسكري اميركي على حدودها.

وردا على سؤال في ندوة صحافية حول امكان فرض حظر، تجاهل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ السؤال، مكتفيا بالتكرار ان بكين تدعم قرارات الامم المتحدة وتسعى لازالة السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

من جهته، ابدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس حزما اكبر وقال “أكدنا مرارا انه تم استنفاد ضغوط العقوبات وان كل هذه القرارات التي فرضت عقوبات تنص على استئناف عملية سياسية والعودة الى المفاوضات”.

واضاف ان “الاميركيين يتجاهلون هذا المطلب، انه خطأ فادح”.

وتابع “يبدو ان التحركات الاخيرة للولايات المتحدة تهدف عمدا الى استفزاز بيونغ يانغ للقيام باعمال متشددة” موضحا “يبدو انه تم القيام بكل شيء للتأكد من ان كيم جونغ اون يخرج عن طوره”.

واشارت الصحف الرسمية الكورية الشمالية الى ان الصاروخ الذي اطلق الاربعاء هو السلاح الاكثر تطورا حتى الان واسمه +هواسونغ-15+. وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان هذا الصاروخ مزود برأس حربي كبير جدا قادر على ضرب اي مكان في القارة الاميركية.

وقالت بيونغ يانغ ان الصاروخ حلق حتى علو 4,475 كلم قبل ان يتحطم على بعد 950 كلم من مكان الاطلاق.

ولاحظت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي الخميس ان “أوروبا، مثل الولايات المتحدة، باتت الان بالتأكيد في مرمى هذه الصواريخ” التي “سينجو منها عدد قليل من المدن الغربية”.

ولا يزال يتعين على بيونغ يانغ اثبات انها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ الى الغلاف الجوي من الفضاء لكن الخبراء يعتقدون انها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عملانية عبر القارات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية