مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تصعد لهجتها ازاء طهران في موضوع اليمن والقتال مستمر في الجنوب

موقع لحرس الحدود السعودي عند الحدود مع اليمن 9 ابريل 2015 afp_tickers

اعلنت الولايات المتحدة انها تعرف ان ايران تقوم بتسليح المتمردين الحوثيين الشيعة ولن تقف مكتوفة الايدي بينما تجري زعزعة استقرار كل المنطقة، فيما استمر القتال في جنوب اليمن بين المتمردين والمقاتلين الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري لشبكة سي بي اس ان “على ايران ان تعرف ان الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الايدي بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها ويشن اشخاص حربا مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول اخرى”.

وهي اول مقابلة تلفزيونية مع كيري منذ عودته الى واشنطن بعد التوصل الى اتفاق اطار بين القوى الكبرى وطهران حول البرنامج النووي الايراني.

وكانت السعودية اطلقت مع ثماني دول عربية عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن دفاعا عن “شرعية” الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لجأ الى الرياض.

وشن المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الخميس حملة شديدة على الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف وطالب بوقف هذه “الاعمال الاجرامية”.

وقال خامنئي حسب ما نقل موقعه الرسمي على الانترنت، في اشارة الى الدور السعودي في هذه الضربات “ان هذا العمل في المنطقة غير مقبول”.

وفي وقت سابق الخميس، دان الرئيس الايراني حسن روحاني الضربات الجوية التي يشنها التحالف والتي قال انها “تقتل اطفالا أبرياء” بدون ان يسمي السعودية التي تقود هذا التحالف بالاسم.

وتوجه روحاني الى “دول المنطقة” بالقول “لا تقتلوا الاطفال الابرياء. شعب عظيم مثل شعب اليمن لن يستسلم تحت القصف (…) الجميع يجب ان يفكروا في انهاء الحرب ووقف اطلاق النار وفي المساعدة الانسانية”.

كما التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في اسلام اباد الخميس في ختام زيارة من يومين خصصت للازمة في اليمن التي تضع باكستان في موقف حرج حيث يناقش برلمانها منذ الاثنين طلب السعودية مدها بالرجال والسفن والطائرات لتعزيز عمليتها العسكرية في اليمن.

والتقى ظريف كذلك الخميس قائد الجيش راحيل شريف.

واكد نواز شريف الحاجة الى التفكير في سبل ووسائل انهاء النزاع باسرع وقت “بطريقة سلمية” وفق بيان صادر عن مكتبه.

وتسعى باكستان الى ارضاء السعودية حليفتها وايران جارتها المعارضة بشدة للتدخل السعودي في اليمن.

واكد ظريف في اسلام اباد ان بلاده “تامل في نهاية سريعة للنزاع عبر الحوار”.

وتابع طيران التحالف العربي غاراته الخميس ضد مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقصفت طائرات التحالف مواقع في صعدة وعمران في الشمال ومواقع عسكرية في محيط صنعاء، اضافة الى اهداف في بيحان في وسط البلاد وتعز جنوب صنعاء وفي مرفق ماوية بين تعز وعدن، كما قصف التحالف اهدافا في محافظة شبوة الجنوبية لاسيما في محيط عاصمتها عتق التي سيطر الحوثيون على مبان رسمية فيها.

واكد المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم العميد احمد العسيري خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقده ان الغارات تركز على استهداف “قوات الجيش المتمردة” الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح اضافة الى الحوثيين.

وذكر ان الغارات التي شاركت فيها خلال الساعات ال24 الاخيرة مقاتلات مصرية، استهدفت خصوصا مراكز للاتصالات يستخدمها الحوثيون في صنعاء وفي معقلهم في صعدة الشمالية، مؤكدا ان قيادات المتمردين اصبحت “معزولة”.

كما قال انه بالرغم من ظهور الحوثيين في عدة مناطق من الجنوب، لاسيما في عتق عاصمة محافظة شبوة حيث سيطروا على مقار رسمية، الا انهم اصبحوا على حد قوله “عبارة عن مجموعات بسيطة ومعزولة لا يوجد بينها ترابط” في الجنوب، وظهورهم في عدد من المدن الجنوبية مثل الضالع وعتق هو “محاولة منهم لتخقيق نصر او ظهور اعلامي”.

واكد استمرار استهداف مركبات الحوثيين ومخازن السلاح، مشيرا الى ان الحوثيون “يقومون بتخزين آليات وذخيرة داخل المواقع السكنية … (لاسيما) لدى شيوخ القبائل او غيرهم”، وحذر من ان التحالف سيقصف هذه المواقع.

وقتل 20 متمردا حوثيا ليل الاربعاء وصباح الخميس في جنوب اليمن بينهم 14 قضوا في غارات للتحالف بحسب مصادر عسكرية وجنوبية.

وفي اعقاب غارة على معسكر بالقرب من عتق، فر حوالى 300 عنصر من القوات الموالية لصالح ومن الحوثيين الى داخل المدينة حيث سيطروا على مبنى الادارة المحلية ومباني الشرطة ورفعوا رايات الحوثيين بحسب مصادر عسكرية.

وفي غضون ذلك، اكدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس ان نحو 85 سجينا فروا من السجن في عتق مع انسحاب قوات الشرطة من مقارها في المدينة وسيطرة الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح عليها.

وتستمر المعارك بين الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس المعترف به دوليا في جنوب اليمن لا سيما في عدن حيث الوضع الانساني “كارثي” بحسب الصليب الاحمر.

وقتل 22 شخصا واصيب 70 بجروح الاربعاء في المدينة الجنوبية في عمليات قصف نفذها الحوثيون.

من جهتها، اعلنت قيادة الاركان الفرنسية ان عسكريين فرنسيين تعرضوا لاطلاق نار بالقرب من عدن الاحد الماضي اثناء قيامهم باجلاء مواطنين اجانب الى جيبوتي. وقد اجلت البحرية الفرنسية 109 اشخاص بينهم 39 فرنسيا يومي السبت والاحد.

بدورها، ذكرت المتحدثة باسم الصليب الاحمر في اليمن ماري كلير فغالي لوكالة فرانس برس ان خمسة عمال اغاثة من المنظمة الدولية وصلوا الاربعاء الى عدن مع 400 كيلوغرام من اللوازم والمعدات الطبية.

وما زال الصليب الاحمر بانتظار طائرتين تحملان 48 طنا من المساعدات الطبية الى صنعاء.

واعرب صندوق الامم المتحدة للطفولة “يونيسيف” الخميس مجددا عن القلق ازاء الوضع في اليمن، لاسيما غداة مقتل تلميذين في غارة في محافظة اب بوسط البلاد.

وقال ممثل “يونيسيف” في اليمن جوليان هارنييس لوكالة فرانس برس في جنيف ان “هذه الحوادث تؤكد على ضرورة ان تتوصل الاطراف الى حل سلمي للنزاع” مشيرا الى ان ثلث المقاتلين في اليمن هم من الاطفال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية