مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن لا تزال راغبة في العمل مع الاوروبيين حول ايران (بومبيو)

صورة من الارشيف تظهر وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو يدلي بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خلال جلسة تثبيته في 12 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

أعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاحد ان واشنطن لا تزال راغبة في العمل مع شركائها الاوروبيين بشكل “وثيق” للتوصل الى اتفاق جديد لمواجهة “سلوك ايران المؤذي”، مع اعتبار الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق التاريخي امرا اساسيا لاحتواء ايران.

وبالرغم من ان بومبيو تحدث عن احتمال تجديد التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، الا ان مسؤولا اميركيا كبيرا آخر نبّه أوروبا ان شركاتها يمكن ان تواجه عقوبات في حال استمرت بالتعامل مع ايران.

وجاء هذا التطور مع اعلان وزير خارجية ايران انه يأمل بالتوصل الى “تصميم مستقبلي واضح” للاتفاق خلال حديثه في بكين مع بدئه لجولة دبلوماسية تهدف الى انقاذ الاتفاق.

وأدى اعلان ترامب في الثامن من ايار/مايو الانسحاب من الاتفاق النووي الى قلق واسع في اوروبا حيث تواجه الشركات تهديد العقوبات الاميركية اذا تعاملت مع ايران.

الا ان بومبيو صرح لقناة فوكس نيوز ان “الانسحاب (من الاتفاق) لم يكن يستهدف الاوروبيين”، معربا عن رغبة واشنطن في التوصل مع حلفائها الى اتفاق اكثر شمولا بينما قال مسؤول اخر ان ايران “توسعت” في الشرق الاوسط منذ توقيع الاتفاق.

وتابع وزير الخارجية الذي تولى منصبه قبل اسبوعين ان “الرئيس (دونالد) ترامب كلفني التوصل الى اتفاق يحقق هدف حماية اميركا. هذا ما سنقوم به وساعمل عليه في شكل وثيق مع الاوروبيين في الايام المقبلة”.

واضاف “آمل بأن نستطيع في الايام والأسابيع المقبلة التوصل الى اتفاق ناجح فعلاً يحمي العالم من سلوك ايران المؤذي ليس فقط بشأن برنامجهم النووي ولكن كذلك بشأن صواريخهم وسلوكهم السيء”، مضيفا “وسأعمل بشكل وثيق مع الاوروبيين لمحاولة تحقيق ذلك”.

وفي الوقت الذي يلعب فيه بومبيو دور “الشرطي الجيد” نيابة عن ادارة ترامب، فقد ترك لجون بولتون مستشار الأمن القومي المعين حديثا مهمة تذكير أوروبا بأن شركاتها يمكن ان تواجه عقوبات في حال لم تستجب للاجراءات الاميركية.

وقال بولتون لقناة “سي ان ان” عندما سئل عن احتمالات معاقبة شركات اوروبية “هذا ممكن”.

واشار الى ان “نتائح العقوبات الاميركية تتعدى شحن بضائع عبر شكات اميركية، وذلك بسبب التراخيص المتعلقة بالتكنولوجيا التي نعطيها للعديد من البلدان والشركات الاخرى حول العالم. واذا بدأت هذه العقوبات فسيكون لها تأثير أوسع”.

واضاف “اعتقد ان الأوروبيين سيرون انه من صالحهم في نهاية المطاف ان يكونوا الى جانبنا”.

واجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السبت مكالمة هاتفية مع ترامب أعرب خلالها الرئيس الاميركي عن “الحاجة الى اتفاق شامل يتعامل مع كل نواحي نشاطات اينان المزعزعة في الشرق الأوسط”، وفق ما أعلنه البيت الابيض.

وتقول الادارة الاميركية ان رفع العقوبات عن ايران بموجب الاتفاق سمح لطهران ببناء جيشها، بينما اعلن ترامب السبت ان انفاق الدفاع الايراني ارتفع بنسبة 40 في المئة منذ 2015.

– “تغيير توازن القوى” –

من جهته قال مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون ان الجيش الايراني استغل تخفيف الضغوط على الاقتصاد الايراني للتدخل في نزاعات في الشرق الاوسط خلال السنوات الثلاث الماضية.

وصرح لقناة ايه بي سي الاحد “اذا نظرتم الى التقدم الذي احرزته ايران تحت ستار هذا الاتفاق، وتقدمها العسكري التقليدي والارهابي في العراق وسوريا ولبنان واليمن منذ 2015، ايران كانت تحرز تقدما فعليا”.

واضاف بولتون ان الايرانيين “كانوا يحدثون تغييرا في توازن القوى في الشرق الاوسط حتى خروج ترامب من هذا الاتفاق”.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن تسعى حاليا الى تغيير النظام في ايران، رد بولتون ان هذه ليست سياسة الادارة.

ورفض بومبيو الاحد الفرضية القائلة ان تجدد التوتر في المنطقة في الايام الاخيرة ناجم عن شعور طهران بانها تحررت بعد انسحاب واشنطن منه، وقال “هذا مضحك” مؤكدا على العكس انه مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي في 2015 “اعتقد (المسؤولون الايرانيون) انهم يستطيعون التحرك بدون اي محاسبة”.

ورغم اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه ملتزم البقاء في الاتفاق النووي، الا انه لمح الى فكرة التوصل الى اتفاق تكميلي بشأن ايران خلال زيارته الى واشنطن مؤخرا.

اما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فقد ابلغت ترامب خلال زيارتها الى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الماضي بأن الاتفاق النووي ليس كافيا في ذاته لكبح تطلعات ايران في المنطقة.

وكانت المانيا وفرنسا وبريطانيا من بين الموقعين الستة على الاتفاق عام 2015 والذي رفعت بموجبه العقوبات عن ايران مقابل خفض نشاطاتها النووية.

ورغم ان بعض المحللين يعتقدون ان الانسحاب الاميركي من الاتفاق قوضه بشكل عملي، إلا أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بدأ الاحد جولة تشمل الصين وروسيا واوروبا في محاولة لانقاذ الاتفاق.

وصرح ظريف للصحافيين عقب محادثات في بكين مع نظيره الصيني وانغ يي “نأمل بأن نتمكن من خلال هذه الزيارة الى الصين وغيرها من المدن من بناء خطة واضحة للمستقبل للاتفاق الشامل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية