مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن “قلقة” حيال جرائم “الإبادة” التي يرتكبها الجهاديون

عناصر من قوات وزارة الداخلة العراقية يحتفلون باستعادة السيطرة على أحد أحياء الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية في 8 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

نشرت الولايات المتحدة الثلاثاء تقريرا حول الحرية الدينية تطرق الى جرائم “الابادة” التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية، فضلا عن التمييز الديني في انحاء العالم و”الخطاب المعادي للمسلمين” في بعض الدول الاوروبية.

وهذا التقرير هو الاول الذي يُنشر في عهد دونالد ترامب الذي تعرّض لانتقادات بسبب مواقفه المعادية للاسلام خلال حملته الانتخابية.

وككل عام، رسم التقرير المخصص للعام 2016، صورة قاتمة عن وضع حرية المعتقد والعبادة في نحو 200 بلد.

وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون خلال تقديمه التقرير في واشنطن إنّ “نحو ثمانين في المئة من سكان العالم يواجهون قيودا او اعمالا عدائية تقيّد حريتهم الدينية”، لافتا الى ان “الاضطهاد الديني والتعصب لا يزالان منتشرين الى حد كبير”.

وعلى غرار العام الماضي، اختارت وزارة الخارجية الأميركية أن تُركّز في تقريرها على “الفظائع” التي يرتكبها جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وقال تيلرسون في مقدمة التقرير ان “تنظيم الدولة الاسلامية استهدف ولا يزال، العديد من المجموعات الدينية والاتنيات، من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية، وحتى القتل”.

واضاف “من الواضح أنّ تنظيم الدولة الاسلامية مسؤول عن الابادة ضد الايزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرته”.

واستند تيلرسون في حديثه الى “ثلاثة عناصر” قال انها تحدد جرائم الابادة، مشيرا الى “ارتكابات محددة مع وجود نية لتدمير شعب بالكامل او بشكل جزئي”.

وشدّد تيلرسون على أنّ “حماية هذه المجموعات وسواها من الأفراد المستهدفين بهذا التطرف العنيف، تبقى أولوية إدارة ترامب في مجال حقوق الإنسان”.

– لا عقوبات مباشرة –

واجه ترامب انتقادات خلال حملته الانتخابية بسبب دعوته الى مراقبة المساجد في الولايات المتحدة.

وبعد دخوله البيت الابيض، اتخذ اجراء مثيرا للجدل قال انه سيمنع وصول “الارهابيين الاجانب” الى البلاد، تمثل في منع دخول مواطني ست دول مسلمة الى الولايات المتحدة موقتا. ومنع ايضا دخول جميع اللاجئين من كل بلدان العالم.

ويتحدث التقرير الذي نشر الثلاثاء ايضا عن التمييز ضد المسلمين، وعن معاداة السامية في اوروبا وخصوصا في المجر، إذ اعربت واشنطن عن “قلقها ازاء الخطاب المعادي للمسلمين من جانب مسؤولين في حكومة” فيكتور أوربان على خلفية ازمة الهجرة.

كما عبّرت الولايات المتحدة عن “قلقها” ازاء معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين في المانيا حيث يدور نقاش حول فرض حظر جزئي على ارتداء النقاب. كذلك، يتحدث التقرير عن الجدل في فرنسا حول حظر لباس البحر الاسلامي على الشواطئ.

وقال تيلرسون ان ايران “تواصل ادانة اشخاص باسم قوانين غامضة تتعلق بالردّة”.

وفي ما يتعلق بالصين، قال تيلرسون ان “الحكومة تعذّب وتعتقل وتسجن ملايين الاشخاص بسبب ممارستهم معتقداتهم الدينية”.

ورغم انها حليفة رئيسية للولايات المتحدة، قال التقرير ان الحكومة السعودية “لا تعترف بحق غير المسلمين بممارسة دينهم علنا”. واشار من جهة ثانية الى ان هناك في باكستان “اكثر من عشرين شخصا في اروقة الموت او سجنوا مدى الحياة بتهمة التجديف”.

غير أنّ التقرير لا يقدّم سوى لمحة عامة للادارة الاميركية والكونغرس، ما يعني انه لن يتم اتخاذ عقوبات فورية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية