مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزيرا خارجية المانيا وفرنسا يقومان بزيارة غير مسبوقة الى شرق اوكرانيا

وزيرا خارجية المانيا وفرنسا فرانك-فالتر شتاينماير وجان-مارك آيرولت يتفقدان جسرا مدمرا على نهر كازيني توريتس afp_tickers

توجه وزيرا خارجية المانيا وفرنسا الخميس الى شرق اوكرانيا خصوصا الى سلافيانسك في زيارة تشكل سابقة منذ بدء النزاع الذي اوقع اكثر من 9600 قتيل منذ نيسان/ابريل 2014.

في هذا المعقل السابق للانفصاليين الموالين لروسيا تفقد جان-مارك آيرولت ونظيره الالماني فرانك-فالتر شتاينماير جسرا مدمرا على نهر كازيني توريتس الذي يعبر المدينة التي استعادتها القوات الاوكرانية في تموز/يوليو 2014.

تهدف زيارة الوزيرين الى اعادة تفعيل اتفقات السلام الموقعة في مينسك التي يتم تطبيقها “ببطء متناه” بحسب شتاينماير الاربعاء.

تعول برلين وباريس خصوصا على توقيع اتفاق قريبا لنزع الاسلحة من ثلاث مناطق محورية في الشرق لاعادة اطلاق عملية السلام والسماح بعقد قمة في الخريف للرؤساء المانيا وفرنسا وروسيا واوكرانيا.

وصرح آيرولت “نسعى مع نظيري الى ايجاد الظروف المؤاتية لعقد قمة بمشاركة (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند و(المستشارة الالمانية انغيلا) ميركل و(الرئيس الاوكراني بترو) بوروشنكو و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.

واضاف متحدثا باللغة الانكليزية “نحن ملتزمون الى حد كبير من اجل القيام بخطوات جديدة نحو السلام”.

وكان الوزيران وصلا الى كراماتورسك المدينة الاخرى التي عادت الى سيطرة القوات الاوكرانية والقريبة من الجبهة.

– “لا تكرروا ميونيخ 1938” –

قبل وصول الوزيرين، تجمع نحو اربعين متظاهرا امام مبنى لمراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا للاحتجاج على مشروع لمنح حكم ذاتي الى منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون “لا تكرروا ميونيخ 1938″ عندما رضخت الدبلوماسية الغربية امام المانيا النازية و”نرفض وضعا خاصا في دونباس” و”نحن اوكرانيا”.

التقى الوزيران بعدها مسؤولين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا في المنطقة عرضوا لهما مهمتهم وانتهاكات وقف اطلاق النار في المنطقة بالاضافة الى عينات من الغام وقنابل يدوية وغيرها من العبوات الناسفة التي تم العثور عليها في المنطقة.

تشهد اوكرانيا منذ اكثر من عامين نزاعا بين قواتها وانفصاليين موالين لموسكو يحظون بدعم عسكري روسي بحسب كييف والدول الغربية.

تنص اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في شباط/فبراير 2015 على سلسلة من الاجراءات السياسية والاقتصادية من اجل وضع حد للنزاع.

لكن مجمل الاجراءات خصوصا تنظيم انتخابات في المناطق الانفصالية لم يطبق بعد وتتبادل اوكرانيا وروسيا الاتهامات في هذا الصدد.

ويتعين على اوكرانيا خصوصا تعديل الدستور لاعطاء حكم ذاتي اكبر للمناطق الخاضعة للانفصاليين وتنظيم الانتخابات. وتثير هذه الاجراءات جدلا حادا في كييف حيث تعتبر وسيلة لتشريع الانفصاليين بحكم الامر الواقع ولزعزعة الاستقرار في سائر انحاء اوكرانيا.

يعتبر الغرب الانتخابات سبيلا لاعادة اندماج المناطق الانفصالية في الحياة السياسية.

– “مخاطر بتصعيد العنف” –

رغم تطبيق عدة هدنات اخرها تعود الى الاول من ايلول/سبتمبر بمناسبة بدء العام الدراسي، فان المواجهات تواصلت في شرق اوكرانيا.

في تقريرها الاخير حول يوم 13 ايلول/سبتمبر اشارت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى انها سجلت 275 انفجارا في منطقة دونيتسك تركز معظمها في منطقة ادفيفكاياسينوفاتا على بعد بعضة كيلومترات من معقل المتمردين في دونيتسك.

وصرح مفوض حقوق الانسان لدى الامم المتحدة زياد رعد الحسين في بيان نشر الخميس “اذا تحسن الوضع منذ وقف اطلاق النار الاخير في الاول من ايلول/سبتمبر، فان الوضع لا يزال غير مستقر على طول الجبهة … هناك مخاطر فعلية بتصعيد اعمال العنف في اي وقت”.

واوقع النزاع نحو 9640 قتيلا و22431 جريحا منذ اندلاعه، بحسب الامم المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية