مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزير الداخلية الباكستاني يتعافى بعد تعرضه لاطلاق النار

وزير داخلية باكستان احسان اقبال خلال نقله الى المستشفى في لاهور بعد اصابته في محاولة اغتيال في 6 أيار/مايو 2018 في صورة وزعتها دائرة الاعلام في البنجاب afp_tickers

يتعافى وزير الداخلية الباكستاني إحسان اقبال الاثنين في المستشفى من إصابة تعرض لها جراء ما يبدو أنه محاولة اغتيال يرجح ارتباطها باتهامه بالتجديف وتلقي بظلالها على المشهد السياسي قبل الانتخابات التشريعية المقررة هذا الصيف.

وتعرض اقبال (59 عاما) مساء الاحد إلى إطلاق نار أصاب ذراعه اليمنى أثناء مغادرته تجمعاً عاماً في دائرته في إقليم البنجاب.

وعرفت الشرطة المهاجم على أنه يدعى “عابد حسين” وأشارت إلى أنه في مطلع العشرينات من عمره وتمكن عناصر الأمن وأشخاص تواجدوا في المكان من تثبيته في الأرض بينما كان على وشك إطلاق النار مرة ثانية. وسيمثل أمام محكمة مكافحة الإرهاب الاثنين.

ولا تزال الشرطة تحقق في الهجوم. وأفاد نائب مفوض الشرطة في المنطقة علي عنان قمر وكالة فرانس برس ان مطلق النار قال انه تأثر بجدل أثير العام الماضي بشأن تعديل بسيط على القسم الذي يؤديه المرشحون للانتخابات. وربط أصوليون هذا التعديل بقضية التجديف التي تعد حساسة للغاية في باكستان ما اضطر الحكومة إلى التراجع سريعا عنه.

واثر الخلاف، نظمت مجموعة إسلامية لم تكن معروفة اعتصاما استمر لثلاثة أسابيع في تشرين الثاني/نوفمبر حيث أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة إسلام آباد.

وانتهى الاعتصام عندما خضعت الحكومة لمطالب المحتجين بما في ذلك إقالة وزير العدل اثر اتفاق رعاه الجيش.

وأثار الأمر قلق العديد من الباكستانيين والمراقبين لاعتباره سابقة خطيرة قد تمكن المجموعات المتطرفة من لوي ذراع الحكومة لصالحها بحجة التجديف.

وضغط إقبال المعروف بدفاعه عن الأقليات الدينية المضطهدة في باكستان للتفاوض على تسوية لإنهاء النزاع. وكان ندد بالماضي بالخطابات التحريضية ضد مجموعات على غرار الأحمديين، وهي أقلية إسلامية كانت في قلب الخلاف المرتبط بالقسم.

وأفادت الشرطة أنها تحقق في الرابط بين حسين والأزمة آنذاك، بما في ذلك صلته بالمجموعة التي نظمت الاعتصام.

وبعد إطلاق النار، نُقل إقبال إلى أقرب مستشفى في المنطقة قبل أن يتم نقله جوا إلى لاهور حيث ظهر في تسجيل مصور نشره حزبه الحاكم (الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز) اثناء إخراجه من المروحية على نقالة وهو واع ويجيب على الأسئلة.

وأجرى الأطباء عملية جراحية له حتى ساعات الصباح الأولى، وفق ما أفاد أحد اعضاء الفريق الطبي المسؤول عنه والمكون من خمسة أشخاص شفقت وسيم شاودري.

وقال لوكالة فرانس برس “وضعه مستقر الآن. لكن سيمكث في (وحدة العناية المركزة) ليومين”.

وسارع المجتمع الدولي لإدانة الاعتداء في وقت أعرب الباكستانيون عن خشيتهم من أنه شكل محاولة لتقويض الديموقراطية قبيل الانتخابات الفدرالية التي يتوقع أن تجري نهاية الصيف الحالي.

– “نذير شؤم” –

ودان ضياء الدين يوسف زاي، والد ملالا الحائزة جائزة نوبل للسلام، عبر تويتر الهجوم “بشدة” معتبرا أنه “نذير شؤم قبل الانتخابات العامة المقبلة التي يفترض أن تكون حرة وعادلة وشفافة”.

وقال المحلل الأمني أمير رانا لوكالة فرانس برس إن إطلاق النار على الوزير المكلف الأمن خصوصا في البلاد يعد تطورا “خطيرا”.

وأضاف أن السلطات “تدعي بأن البلاد عادت إلى طبيعتها لكن اعتداءات كهذه لا تزال تجري ويتم التقليل من أهميتها”.

وستكون الانتخابات ثاني عملية انتقالية ديموقراطية في تاريخ باكستان. لكن حالة الاضطراب الداخلي التي تشهدها صفوف حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز منذ أقالت المحكمة العليا رئيس الوزراء نواز شريف على خلفية اتهامه بالفساد الصيف الماضي، رفعت منسوب التوقعات بأن يتم تأخير الانتخابات.

ومنعت المحكمة شريف من ممارسة الحياة السياسية مدى الحياة بينما تمت اقالة وزير الخارجية خواجة آصف بحكم من المحكمة الشهر الماضي بتهمة انتهاك قوانين الانتخابات. ونفى شريف، الذي وصف هجوم الأحد بـ”العمل الوحشي” الاتهامات بحقه مرارا مشيرا إلى أنه ضحية مخطط تقوده المؤسسة العسكرية النافذة في باكستان للتأثير على شعبية حزبهم.

ورغم النكسات، فاز الحزب بسلسلة من الانتخابات الفرعية ما يثبت بأنه سيحافظ على ثقله في الاقتراع.

ويحمل التجديف عقوبة الإعدام بموجب القانون الباكستاني المثير للجدل حيث أن حتى الاتهامات غير المثبتة قد تتسبب بعمليات قتل من قبل مجموعات محلية.

ولو أنه تم تثبيت تهمة التجديف بحق إقبال ونجحت عملية اغتياله، ما كانت لتكون هذه أول عملية قتل سياسي على خلفية هذه المسألة.

وفي 2011، قتل محافظ البنجاب آنذاك سلمان تاسير، وهو ليبرالي كان دعا إلى إصلاح القوانين، على يد حارسه الشخصي في وضح النهار في اسلام اباد.

وأقام متشددون ضريحا لقاتله ممتاز قدري على أطراف العاصمة.

وإقبال، الذي كان مرشحا لتولي رئاسة الوزراء بعد إقالة شريف في تموز/يوليو، هو نائب تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويتحدر من عائلة سياسية لطالما كانت على صلة وثيقة بالرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز.

وشغل في الماضي منصب وزير التخطيط حيث يعد العقل الذي يرسم أجندة تطوير الحزب.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية