مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفد مصري في غزة لاحتواء التصعيد بين حماس واسرائيل

عناصر من الجيش الإسرائيلي أمام دبابات وحاملات جنود قرب الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بتاريخ 16 آب/اغسطس 2020 afp_tickers

دفع التصعيد بين حركة حماس واسرائيل منذ أكثر من اسبوع القاهرة الى تجديد وساطتها بارسال وفد رفيع المستوى الى قطاع غزة الاثنين في محاولة لتهدئة التوترات بين الطرفين.

ووصل الوفد المصري الذي يمارس دورا تقليديا في الوساطة بين حماس واسرائيل ظهر الاثنين الى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (ايريز) بحسب مصادر امنية وشهود.

ويترأس الوفد الأمني المصري رئيس ملف فلسطين في المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبد الخالق.

وقال مصدر في حركة حماس إن الوفد “سيلتقي قيادة حماس ثم سيلتقي ممثلين للفصائل” مضيفا “ستتركز النقاشات على سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر وإنهاء إجراءات الحصار التي فرضها الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة”.

وتأتي زيارة الوفد في مسعى لوضع حد للتوتر في قطاع غزة بعد أسبوع من التصعيد تخلله قصف جوي وبري إسرائيلي وإطلاق بالونات محملة بمواد متفجرة باتجاه المناطق الإسرائيلية ما أدى مرات عديدة إلى حرائق في أراض زراعية إسرائيلية قريبة من حدود القطاع.

وقالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية “أن البالونات الحارقة تسببت بما لا يقل عن 149 حريقا”.

من جانبها ، صعدت اسرائيل من ضرباتها الليلية على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس الإسلامية منذ 13 عامًا .

وقال الجيش في بيان إن “الدبابات الاسرائيلية استهدفت عددا من نقاط المراقبة العسكرية التابعة لحماس الارهابية في قطاع غزة”.

ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا جراء القصف.

-خنق القطاع-

وذكر بيان الجيش أن “مثيري شغب فلسطينيين أحرقوا مساء السبت إطارات سيارات وألقوا عبوات ناسفة وقنابل يدوية باتجاه السياج الحدودي وحاولوا الاقتراب منه”.

وأكد مصدر أمني في غزة “نفذت طائرات الاحتلال ودباباته عدوانا جديدا على قطاع غزة واستهدفت عددا من المواقع ونقاط الرصد التابعة للمقاومة قرب السياج” الفاصل بين الجيب الفلسطيني وإسرائيل، “ما أحدث أضرارا متفاوتة”.

وفرضت إسرائيل مزيدا من القيود على القطاع الذي تحاصره منذ أكثر من عقد.

وشددت حصارها بمنع الصيادين في غزة من الابحار في المتوسط، وقال شهود عيان إن “زوارق حربية إسرائيلية فتحت خراطيم مياه وأطلقت النار تجاه قوارب الصيادين قبالة دير البلح ما أدى إلى إغراق عدد منها واجبر الصيادين على المغادرة”.

وأغلقت الدولة العبرية معبر كرم أبو سالم التجاري مع القطاع كخطوة عقابية ضمن التصعيد المتبادل، كما منعت ادخال الوقود الى قطاع غزة

واعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة ان “محطة توليد كهرباء غزة ستتوقف بكامل قدرتها الإنتاجية صباح الثلاثاء الموافق 18/08/2020 وذلك بسبب نفاد الوقود نتيجة إيقاف توريد الوقود اللازم لتشغيل المحطة منذ الأربعاء الماضي من معبر كرم أبو سالم من طرف الاحتلال الإسرائيلي”.

وقالت “الأمر الذي سيترتب عليه زيادة العجز في إمدادات الطاقة الكهربائية للمواطنين”.

وحملت الاحتلال الإسرائيلي “كافة الآثار الكارثية المترتبة على ذلك”.

ويعاني أكثر من خمسين بالمئة من سكان قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليوني فلسطيني من الفقر بحسب البنك الدولي.

واعتبر محللون ان البالونات بمثابة رسالة من اجل الحصول على المال القطري في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة.

من جهته رأى الدكتور مخيمر ابو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أن “كلا الطرفين حماس واسرائيل غير معنيين بالتصعيد اكثر، فحماس مشكلتها تحسين الاوضاع في غزة”.

وقال “حماس لا تريد التصعيد لان ذلك سيشكل خطرا لجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في قطاع غزة في ظل عدم وجود امكانات طبية، كل ما يحصل أنها تحاول تحسين شروط التهدئة وليس المواجهة المسلحة”.

واضاف ان “اسرائيل مشغولة الان بالتطبيع مع الدول العربية واتمام حفل توقيع اتفاق السلام مع الامارات، وأي توتر مع حماس سيعرقل تطبيع علاقاتها مع البحرين وسلطنة عمان والسودان”.

واشار الى أن “قطر لن تتخلى عن غزة”، قائلا “اعتقد أن قطر ابلغت حماس بموافقتها على الدفع حتى نهاية العام او لعام آخر، وهي معنية باستمرار وساطتها واستمرار الهدوء”.

وستطلب حماس من الوفد المصري “أن يلغي الاحتلال اجراءات الخنق ويخفف الحصار المفروض”، بحسب مصدر مسؤول في حماس.

ومنذ حرب 2014 التزمت حماس والفصائل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى تهدئة نسبية على حدود قطاع غزة، لكنها بقيت هشة إذ تم اختراقها مرارا بتبادل إطلاق النار بين الجانبين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية